بعض الصور المؤرشفة والنادرة
بعض الصور المؤرشفة والنادرة
منوعات

يمني يجمع أكثر من 10 آلاف صورة نادرة تحكي تاريخ بلاده

03 يوليو 2022
03 يوليو 2022

صنعاء "د.ب.أ": منذ فترة طويلة، يواصل المواطن اليمني فهد الظرافي، هوايته في تجميع وأرشفة الصور النادرة والمهمة التي تحكي تاريخ وحضارة بلاده.

الظرافي، الشاب الأربعيني، تبدو عليه السعادة وهو يقلب أرشيفه الغني بالصور النادرة والقديمة عن بلاده التي تعيش ظروفا صعبة حاليا جراء الحرب.

وتبدو حالة الظرافي نادرة في اليمن، حيث لم يسبق لشاب أن قام بجمع وأرشفة آلاف الصور رغم الظروف الصعبة والقاسية التي تعاني منها البلاد.

يقول الظرافي " بدأت ممارسة هواية تجميع الصور في مرحلة الدراسة، ولكن بدأ الاهتمام أكثر بعد دخولي عالم مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح صفحة على موقع فيسبوك عام 2011".

ولفت إلى أن "أول صورة قام بنشرها عبر حسابه على فيسبوك كانت في عام 2012".

ويواصل الظرافي مهنة الشغف في تجميع الصور، ويقول إن أهم الدوافع لدخوله هذا المجال هو "الحب والشغف والهواية الدائمة في تجميع الصور القديمة والاحتفاظ بها".

ويبدو على الظرافي الفخر في إنجازه حيث يقول إن الصور التي لديه كثيرة جدا، مفيدا بأن أرشيفه بات يحوي أكثر من 10 آلاف صورة عن اليمن.

وأشار إلى أن" الكثير من هذه الصور هي خاصة بمدينة تعز"، التي تعد واحدة من أكثر مدن اليمن من حيث عدد السكان، والتي كذلك توصف بأنها العاصمة الثقافية للبلاد.

ولدى الظرافي العديد من الصور الأكثر أهمية، لكن أبرزها عبارة عن رسمة لخريطة تعز مع رسمة للمدينة، إضافة إلى صورتين لتعز من كتاب ألماني يعود تاريخه إلى عام 1898.

ونتيجة للصور المهمة التي يحافظ عليها الظرافي، نجح في عام 2014 في إقامة أول معرض في اليمن منذ عقود، يتم فيه استعراض صور نادرة لمدينة تعز.

وجاء هذا المعرض ضمن مهرجان ثقافي أقيم حينها في مدينة تعز، قبل أشهر من اشتعال الحرب في اليمن.

وبالرغم من أن الظرافي لا يمارس مهنة التصوير الفوتوغرافي، إلا أنه يبدي إعجابه بنشاط هذه الهواية في بلاده.

يقول الظرافي "أنا حالياً لا أمارس مهنة التصوير، وبالنسبة لما أشاهده من أعمال لشباب يقومون بمهنة التصوير شيئ رائع، لأن الصورة أبلغ من أي كتاب... الصورة قصة تحكى".

وقد أثرت الحرب اليمنية على مختلف القطاعات في البلاد الفقيرة، وانعكست بتأثيراتها السلبية على مختلف المواطنين.وفي هذا السياق يعلق الظرافي باختصار" الحروب لها مردودات سلبيه على كل شيئ ".

ويلفت الظرافي إلى أنه "حاليا يواصل توثيق ما يقوم به المصورون من تصوير مآسي هذه الحرب القذرة التي أهلكت الحرث والنسل وضحيتها الأول هو الإنسان اليمني وتاريخه وحضارته ومستقبله"، حسب تعبيره.

طموحات مستقبلية كثير من شباب اليمن، استطاعوا تنفيذ مشاريع صغيرة وتحقيق بعض طموحاتهم تحديا لظروف الحرب وأوجاعها.

وحول أبرز المشاريع أو الأحلام التي يسعى إليها الظرافي يفيد لـ(د. ب. أ) بأنه" يعتزم القيام بالإعداد والترتيب لطباعة كتاب تاريخ تعز المصور، التي سيتضمن معلومات مختصرة عن كل صورة في المدينة".

ويوجه الظرافي رسالته لجميع اليمنيين في هذه الظروف قائلا "يجب علينا أن نحب الوطن لأنه هو المكان الذي نلتجئ إليه".

وشدد الظرافي على أنه "يجب أن تعود روح المحبة والتكافل والتعاضد مابين اليمنيين... نحن كلنا مثل الجسد الواحد إذا تأذى منه جزء تداعى باقي الجسد كله للمرض".

وختم قائلا "نأمل أن يفرج الله عنا وعن بلادنا هذه الفتنة والحرب التي لن يخرج منها أحد منتصرا.. كان الله في عون اليمن الغالي".