مشهد من مسرحية الأطفال "الأرانب"
مشهد من مسرحية الأطفال "الأرانب"
منوعات

"نقيق" الضفادع ينخر رأسًا مشتتًا من زحمة الآلام

29 أكتوبر 2023
"الأرانب" يبهج الأطفال ويملأ المسرح.. و"لمن" في عرض الشارع
29 أكتوبر 2023

"عمان": قُدمت مساء أمس 3 عروض مسرحية في سادس أيام مهرجان الدن الدولي للمسرح، كانت البداية بالعرض الكويتي "الأرانب" ضمن عروض مسرح الأطفال، والثاني كان عرضا عمانيا بعنوان "لمن" ضمن عروض مسرح الشارع، وثالثا العرض السوري "نقيق" ضمن عروض مسرح الكبار.

وتميز العرض السوري "نقيق" من تقديم فرقة المسرح القومي، بالكثير من الغموض، فتارة تجد بطلة العمل "مي" فاقدة للذاكرة، متوجسة من الماضي المشتت، تداري أم زوجها "وفاء" المقعدة على كرسي متحرك، تبدل لها الحفاضات وتغير لها الملابس، وتارة تسرد كل الذكريات الأليمة، تعيش في صراع بين فقد الذاكرة وبين كومة منها، فهل هي أم لطفل ذي خمس سنوات، بل هل هي متزوجة فعلا، تعيش شتاتا لا تعرف سببه، حتى يخيل لها رجل يدخل عالمها بحركات غريبة وظهور لا يرى إلا في عينيها، فمن يكون هذا؟

تطرح عليه التساؤلات، فيجيبها "أنا الضفدع المغلوب على أمري، أنا الضفدع الذي يوجد مني الكثير، أنا المسالم الذي استغللتي مسالمتي لأكون بين يديك على طاولة المشرحة، تشرحين جسدي لتعلمي الطلاب، أنا الضفدع مني الكثير".

يظهر الضفدع في حياتها، يجبرها على الوقوف على خشبة المسرح لتؤدي دورا بطوليا كما كانت تحلم، ولكن شرطه أنها لن تتوقف عن التمثيل حتى يأذن لها بذلك.

تستسلم "مي" لهذا العقاب، وهذا العذاب، تستسلم لما يحدث لها من شتات، معتقدة أن ما كانت تفعله في الضفادع سبب ما هي عليه، وأنها لعنة الضفادع عليها.

وبين حلم وعدم وعي تسير أحداث المسرحية، ووقفات غنائية بصوت الفنانة إيناس رشيد، تنكشف الحقائق الخفية حينما تظهر "وفاء" وهي تمشي بشكل طبيعي، بينما "مي" هي المقعدة على الكرسي، هي الواقع الأليم، هي من تعتني بها بوفاء أم زوجها وتبدل لها الحفاظات والملابس وتداري ضعفها، وفقد ذاكرتها، تسأل "من أنا، ولم أنا على الكرسي، ولم لا أستطيع القيام"، تجاوبها وفاء أنتي زوجة ابني وأنا أعتني بك، تكرر مي أسئلتها يوما بعد يوم، هل أنا متزوجة، هل لدي ابن.

ليتضح أن مي هي ضحية إرهاب، كانت ذات يوم بهيج تتنزه مع طفلها، قبل أن يعق انفجار يودي بحياة ابنها، ويبقيها معاقة الحركة، معاقة الفكر، فما هي عليه ليس إلا نتيجة إرهاب، فلا الضفادع التي نخرت رأسها بالنقيق سبب حقيقي في تأنيب الضمير واللعنة التي تعيشها، ولا للمجتمع الذي تعيش دخل، بل هو الإرهاب، ولعنته على العالم.

تضمن العمل الكثير من الرمزيات، رمزية القيود المتمثلة في سجن الثياب، رمزية الحرية المتمثلة في الرقص الحر، رمزية التعبير عن الذات المتمثلة بالغناء، رمزية المصير التي شخصها "الضفدع"، كما استحضر العمل العديد من الحكايات العالمية، ومنها ما دار في حوار الضفدع مع "مي" حينما قالت له "أعرفك، ستريد مني تقبيلك لتتحول إلى بشر"، في استنكار لأفعال البشر أجاب "أنا أريد أن أكون نورسا، أو حتى ذبابة، إلا أن أكون بشرا..."، وغير ذلك الكثير.

العمل المسرحي من تأليف روعة سنبل، وإخراج الدكتور عجاج سليم، وشارك في التمثيل بدور "مي" الفنانة ريم زينو، وبدور "فاء" الفنانة ندى العبدالله، وبدور "الضفدع" الفنان وليد الدبس، وقامت بالغناء الفنانة إيناس رشيد، وبالرقص الاستعراضي الفنانة سجى نوري.

مسرحيتان

وسبق العرض السوري مسرحيتان، كانت الأولى ضمن عروض مسرح الطفل، بعنوان "الأرانب" قدمته شركة "ترند آرت برودكشن للإنتاج الفني"، من دولة الكويت.

مسرحية الأرانب من تأليف عثمان الشطي، وفكرة وإخراج الفنان الكويتي الشاب بدر الشعيبي، وإشراف عام عبد الرحمن اليحيوح، وألحان الأغاني هادي خميس وبدر الشعيبي، وتوزيع الأغاني صهيب العوضي وطلال العيدان وحمد العروج، وجيتارات أمين الفكهاني، وموسيقى ومؤثرات صوتية حمد العروج، ومكس وماستر صهيب العوضي، وتصميم وتنفيذ الأزياء سارة العبد الله، وتصميم الديكور عمران اليحيوح، وتصميم الإضاءة بدر الشعيبي.

أما العرض الثاني فكان ضمن عروض مسرح الشارع، بعنوان "لمن" من تقديم الجامعة الألمانية بسلطنة عمان، العمل فكرة فاطمة آل خليفين، مستلهم من نص الكاتبة لمياء السيابية، وإخراج الحارث النوفلي.

وتواصلت يوم أمس عروض المهرجان، بعرض للأطفال بعنوان "Why the Swallow Has the Tail with Little Horns" من كازاخستان، وعرض الشارع "مواطن VIP" من جمهورية العراق، ومسرحية الكبار "الروع" لفرقة التواصل العمانية.

أما اليوم الاثنين، آخر أيام عروض المهرجان فستقام ثلاثة عروض، عرض "ويستمر المطر" للأطفال، ومسرحية الشارع "التائهون"، والعرض الكويتي للكبار "الساعة التاسعة".