مهرجان الدوحة السينمائي يفتح نوافذ العالم على قصص الإنسان في 13 فيلماً من خمس قارات
11 نوفمبر 2025
11 نوفمبر 2025
أطلق مهرجان الدوحة السينمائي عن القائمة الكاملة لمسابقة الأفلام الطويلة الدولية التي تضم ثلاثة عشر عملاً من خمس قارات، تتناول الأزمات البيئية والنزوح الإنساني وتغيّر المناخ والذاكرة والهوية، في لوحة تعكس التزام المهرجان باحتضان أصوات جديدة من العالم، وتقديمها برؤية جمالية تعبّر عن إنسان العصر وهمومه.
تقول فاطمة حسن الرميحي، مديرة المهرجان والرئيس التنفيذي لمؤسسة الدوحة للأفلام، إن البرنامج "يحتفي بأفلام تجسّد قدرة السينما على الصمود والإلهام، وتفتح نوافذ على قصص تحفّز قيم التعاطف والتأمل والتواصل"، مؤكدة أن المهرجان يسعى إلى خلق مساحات للحوار حول السرديات المعاصرة عبر لغة الصورة.
وتتنوّع الأعمال المشاركة بين الوثائقي والروائي، من بينها الفيلم السوداني الخرطوم الذي يقدّم شهادات خمسة من النازحين في العاصمة، بينما تتناول المخرجة سوزانا ميرغني في فيلمها ملكة القطن حكاية مراهقة سودانية تصبح محور صراع على البذور المعدّلة وراثياً في قرية تقف بين العلم والتقليد. ومن فلسطين، يعود طرزان وعرب نصّار بفيلم كان يا ما كان في غزة، حيث تتقاطع مصائر ثلاثة رجال في مدينة منهكة بالعنف والحصار، فيما يعيد كمال الجعفري في مع حسن في غزة بناء الذاكرة البصرية لمدينته عبر شريط تأملي يجمع الماضي بالحاضر.
ومن العراق يقدّم حسن هادي فيلم مملكة القصب، حيث تعيش الطفلة لاميا ذات التسعة أعوام تجربة قاسية حين تُجبر على إعداد كعكة عيد ميلاد صدام حسين، في رمزية تختصر عبث السلطة والخوف. أما المخرجة الليبية جيهان فتستعيد في بابا والقذافي رحلة ابنة تبحث عن والدها المعارض المختفي منذ تسعة عشر عاماً، في سرد يجمع السياسي بالإنساني.
وتأتي المشاركة الآسيوية من اليابان مع فيلم رينوار للمخرجة تشي هاياكاوا، الذي يلتقط هشاشة العلاقات العائلية في طوكيو الثمانينية من خلال طفلة تواجه مرض والدها ووحدة أمها، فيما يصوّر الإسباني غييرمو غارسيا لوبيز في مدينة بلا نوم تحولات مراهق في ضواحي مدريد يحاول الإمساك بمعنى الصداقة والوطن وسط عالم متغيّر. ومن أوروبا أيضًا، يعيد البلجيكي جان فرانسوا رافانيان في فيلم الشاطئ الأخير إحياء مأساة الشاب الغامبي الذي غرق في القناة الكبرى بالبندقية، في عمل يتأمل أثر الغياب في الذاكرة الجماعية.
أما في المحمية للمكسيكي بابلو بيريز لومبارديني، فتتجلى الطبيعة كقوة مهددة ومهدَّدة في آن، حين تجد حارسة الغابات نفسها أمام مواجهة أكبر من قدرتها على السيطرة، بينما يقدّم الإيراني علي أصغري في كوميديا إلهية رحلة مخرج يسعى لعرض فيلمه متحدياً رقابة بلاده وبيروقراطيتها العبثية. ومن فيتنام يأتي الفيلم الوثائقي شَعر، ورق، ماء للمخرجين ترونغ مينه كوي ونيكولا غرو، الذي يرصد بحسّ شعري حياة امرأة مسنّة تناضل لحماية لغتها وذكرياتها من الاندثار. ويختتم البرنامج بالفيلم الكندي مالك الحزين الأزرق للمخرجة سوفي رومفاري، الذي يقدّم دراما عائلية عن عائلة هنغارية مهاجرة تعيش اضطراباً داخلياً في جزيرة فانكوفر أواخر التسعينيات.
