معرض فني يدعو إلى الخروج من الصندوق لحمد الحارثي
افتتحت وزارة الثقافة والرياضة والشباب بجمعية الفنون العمانية مساء الإثنين المعرض الفني "حين تتحول الحياة إلى عادة" للفنان حمد الحارثي، والذي ضم لوحات ومجمسات مكتنزة بالرموز والدلالات تركز على الذين أصبحت حياتهم عادة، غير قابلة للتبديل والتجريب وعاشوا داخل صناديق متوارثة.
يقول الحارثي عن تسمية المعرض بـ"حين تتحول الحياة إلى عادة" أنه دعوة لكي لا تبقى الحياة على نفس الروتين والأفكار والمعتقدات. هناك أشياء تفعلها كل يوم، تقوم بالنوم، تغسل أسنانك، تغسل وجهك، تصلي، تذهب إلى المنزل، تعود من العمل، هذه عادات تفعلها كل يوم بطريقة طبيعية، لكن هناك أشخاص يعيشون حياتهم كلها على هذا الشيء، أن تسير على رتم معين، على عادة معينة، أو العيش بطريقة أوتوماتيكية".
وعن اللوحات التي حملت أوجها كشفت عن التقدم في العمر وبروزا في العظام، إضافة إلى الغضب والتعب أشار إلى أنهم يعبرون عن أشخاص لم يخرجوا من الصندوق. وعاشوا حياتهم أمواتا وهم أحياء، ولفت إلى أنه استوحى هذه الملامح مما يعرف بـ"الزومبي".
وأضاف: "في اللوحات تتحلل ملامح هؤلاء الأشخاص بحيث يصبحون جثثا حية تضيق عليهم ملابسهم كدلالة على مرور الزمن وتوقف التغيير. أما الكمة في شكلها المكعب فهي مثلما أسلفت دلالة على عدم التفكير خارج الصندوق، أو الحبس أو التعثر داخله، وهي في النهاية سلسلة وحلقة متوارثة لذلك يظهر الوالدين والطفل في اللوحة بنفس الملامح والهيأة والعمر".
أما عن عمل المجسم في صالة البيت يشير الحارثي إلى أنها جزء من العادة التي رمى إليها في معرضه كمكاتن يأوي إليه الشخص بعد العودة من العمل ليشاهد التلفاز ثم يذهب للنوم وأشار إلى أنه استعمل اللون الأبيض بدل اللون الأخضر أو الأصفر كدلاة على أن المكان منطقة راحة لا يرغب الشخص بالخروج منها. وحول المجسم الكبير قال الحارثي أنه حرص على تصميمه بهذه الطريقة محاطا بالفراغ كما عنمد إلى أن يكون المشاهدون جزءا من العمل فوضع كرسيا بجانبه، ومتى جلس شخص بجوار أحس بضخامته وثقله، وصعوبة تحركه.
وفي اللوحة التي توسطت المعرض أشار الحارثي أن فكرتها الرئيسية مستوحاة من الرسمة الشهيرة أندي وارهول شوت مارلين وهي رسمة مشهورة لمارلين مونرو، لكنه استعمل ألوانا باهتة تتماشى مع ثيم المعرض، وعن الأعمال التي ضمت أربعة أجزاء لفت الحارثي إلى أنها تجسيد لفكرة لا أرى لا أسمع ولا أتكلم. وقال: "هذه المجسمات قمت بعملها في برنامج 3D ثم قمنا بتطبيقه في 3D Print وكانت نفس الفكرة. أحببت أن أستعمل وسائط متعددة في المعرض لأنني أشعر بأن المعرض ليس مجرد أن تأتي الناس لتشاهد وتصور. أردت أن تكون تجربة متكاملة".
وأضاف: "دائماً أقول أن الفن ملك للناس، لذلك أول شيء أفعله مع الناس في المعارض أن أسألهم عما فهموه وعما وصلهم من العمل، فأرقانه بما كنت أفكر فيه، ودائما أصدم أن الجمهور أحيانا يعرفني على جوانب أنا لم أعرف عنها في عملي".
