منوعات

كاريزما الأشرار في عالم الأنمي.. سرديات بصرية تتجاوز حدود الخيال

03 أكتوبر 2025
03 أكتوبر 2025

الأعمال اليابانية لا تبنى قصصها على صراع الخير والشر، فالمشاهد يستطيع أن يلامس موضوعات كالإرادة الإنسانية، والرغبة في التغيير، وهذا يتجلى في أعمال "الأنمي" التي تحمل نوعا خاصا من الشخصيات ذات "الكاريزما"، بحضور يتحول من القوة أو المظهر إلى الأفكار والمواقف، ويستند على التناقضات التي ترسم حدود الشخصية لدى المشاهد. والكاريزما في الأنمي تتعدى الأبطال، فنجدها مميزة عند الأشرار بقناعات قد نرفضها، فيجمعون بين الشر والفلسفة، والغطرسة والذكاء، ويسيطرون على القلوب والعقول.

حين نتأمل أعمال الأنمي نجد أن الأشرار هم لب القصة، وبعض هؤلاء الأشرار يتخذون من القتال أسلوبا وبعضهم يتسلح بالذكاء والخداع لكنهم يمتلكون "كاريزما مختلفة" وحضور يفرض نفسه على الشاشة، ويترك المشاهد حائرا بين الرفض والإعجاب.

في هذا التقرير نستعرض خمسة نماذج مختلفة من أصحاب كاريزما الشر في أعمال "الأنمي" من الطموح لديو، إلى الغموض لكيوبي، والذكاء لآيزن، والفلسفة لماكاشيما، وصولا إلى الطموح للايت ياغامي.. كل منهم يكشف أن الشر أحيانا قادر على أن يكون تأثيرا وإلهاما في الاتجاه المعاكس..

ديو براندو

نشأ في ظروف قاسية، مع أب مسيء وأم مريضة وموتها في مرحلة مبكرة ترك أثرا كبيرا عليه، وغذى فيه رغبة كبيرة للانتقام والتفوق. يتحول إلى مصاص دماء بقوة بدنية عالية، ولديه قدرة في إيقاف الزمن، ومهارات عالية جدا.

أما الكاريزما فهو الشرير، لكنه أيضا شخص يتمتع بثقة بنفسه، وحضور قوي، لا يخشى المواجهة، هذه الثقة تجعل شخصيته تجذب الانتباه رغم الشر الذي تمثله.

يرى النقاد أن شخصية ديو تعكس فكرة القوة المطلقة كطموح مدمر، وأن قصته هي تحذير من السعي للسيطرة المطلقة، وهو ليس شريرا من أجل الشر فقط وإنما من أجل تحقيق إرادة، وطموح، لتجاوز الفقر والوصم الاجتماعي الذي عاشه.

كيوبي

ليس شريرا يمارس الشر، بل هو مخلوق من نوع يسعى للحفاظ على نظام كوني بطاقة الكون، والتوازن بين الكائنات، ومصالح نوعه، بعقلانية. لا يمتلك مفاهيم إنسانية مثل العاطفة أو الخطيئة أو الندم كالبشر. لذلك يتخذ قراراته وفق الحسابات، والمصلحة العليا، التي تتضمن التضحية الفردية.

ورغم كونه "غير بشري" من حيث المشاعر، فالكاريزما لديه تأتي من الغموض، والمنطق البارد، والأثر النفسي القوي باستغلال الطموح والأمنيات والألم من قبل نظام أكبر.

يقول عنه النقاد أنه يمثل نقدا للرأسمالية أو النظام الذي يقدم وعودا ضخمة مقابل التزام خفي ومخفي.

سوسوكي آيزن

يريد إعادة تشكيل العالم، وأن يكون هو العقل المدبر، الذي يمتلك القدرة ليصوغ الواقع حسب رؤيته. ليس شريرا بلا هدف، وإنما لديه فلسفة، ومعتقدات لتغيير شيء كبير، لديه خطط طويلة المدى بكاريزما تعتمد على حضوره القوي، وهدوئه المتزن، وفي أعماقه خداع، وفهم عميق للطبيعة البشرية والروحية.

شوغو ماكاشيما

أما ماكيشيما يوصف بأنه "مجرم بلا أعراض" لا يظهر ميلا إجراميا ولا يكتشفه أحد، يرفض القيم المجتمعية المفروضة، ويريد أن يجبر المجتمع على مواجهة نفسه، وأن يتحمل الأفراد مسؤولية ذاتية. لديه ذكاء حاد، ومعرفة أدبية وفلسفية يستخدمها ليحلل المجتمع ويضع خططه مع قدرات قتالية جيدة. ولديه كاريزما فكرية يجذب اهتمام المشاهد، وهو شخصية غامضة، لا يظهر كل شيء، وقوته ليست في الضرب، وإنما بالرد على ما يفعله الناس.

لايت ياغامي

طالب ذكي يشعر بالملل من العالم كما هو، ومن الجرائم وعدم العدالة، ويريد أن يصنع عالما مثاليا خال من الشر. عندما يجد دفتر الموت يبدأ بتغيير نظرته للعالم بإنقاذ الضحايا ومنع الجرائم، ليقرر من يستحق الحياة ومن يستحق الموت، بعدها تتغير دوافعه من العدالة إلى السلطة، والسيطرة.

جزء كبير من كاريزمته هو الثقة بنفسه، والذكاء، والإحساس بالعدالة مما يجعله يبدو بطلا في البداية، ثم يتحول إلى صراع داخلي بين ما يريد أن يكونه وما يفعله، وهو أكثر الأمثلة وضوحا على الشرير الكاريزمي في الأنمي.