شاذان العامري: الموهبة والتمرين والتغذية البصرية.. تسْهُل ما هو صعب

لم يقف شاذان بن حمد بن منصور العامري عند هوايته وهي الرسم على الورق فقط، بل قام بتطوير مهارته بشكل مختلف، وهو الانتقال إلى التصميم الجرافيكي في 2013، وكانت كهواية بسيطة وكمصمم بفريق تطوعي، إلى أن بدأ بالرسم الرقمي وكان يتفنن بالرسم الكرتوني إلى أن تحولت تلك الهواية إلى (مشروع تجاري) ناجح يخدم من خلاله أفراد، وجماعات، ومؤسسات حكومية وخيرية، وكذلك القطاع الخاص.

اقتربنا من الفنان شاذان أكثر واستمعنا إليه لنعرف الكثير عن فنه.

• قد يعتقد البعض بأن أعمالك تصميم «فوتوشوب» حيث يتيح هذا البرنامج إنتاج مثل هذه الأعمال بطريقة سهلة جداً.. ما قولك في ذلك؟

- الدقة والجودة العالية بالعمل تبرز الاختلاف وبشكل واضح خصوصا حين يتم تكبير الصورة، أوعند طباعتها، لكن في البرامج غالبا تظهر كأنها مفلترة وبتفاصيل بسيطة، غير ذلك إمكانية التعديل الكامل حيث أقوم بتعديل تفاصيل كثيرة غير موجودة بالصورة الأصلية ومن ضمنها تعديل الخلفيات، فلو كان برنامجا جاهزا أو فلترا لا يمكنه عمل ذلك، ومن ناحية عملي تتوفر لدي خطوات العمل بالكامل وطرحت ذلك أكثر من مرة في حسابي.

• بدايتك كانت بالرسم على الورق هل هي بالفطرة أم مكتسبة؟

- نعم،، بداياتي كانت على الرسم الورقي وهي متأصله بالفطرة، واكتشف الموهبة لدي والداي وكذلك معلم الرسم بالمدرسة عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي وبدأت رحلة صقل الموهبة بالرعاية المنزلية إضافة للرعاية المدرسية؛ ذلك من خلال المشاركات في الأنشطة المدرسية آنذاك بمختلف المحافل والمسابقات.

• ما هي الأسباب التي دفعتك بالانتقال إلى التصميم الرقمي؟

- الانتقال للرقمي كان من باب التجربة ودخول عالم جديد، وبكل أمانة لم أتوقع حينها نجاحا باهرا أو رواجا حيث إنني اعتبرت الموضوع مجرد تجربة عابرة ولكن بعد طرح العمل على منصة (الإنستجرام) وكان العمل بسيطا جدا، إلا أنه لاقى رواج وإعجاب الكثيرين مما شجعني للاستمرار والتطوير فيه.

• هل موهبة الرسم تساعد المصمم الرقمي في التعلم السريع وتسهل عليه الخطوات أم أنها تحتاج إلى تعلم ومهارة من أول وجديد؟

- بالطبع هي عامل أساسي ومساهم جداً حيث إن الأساس هي الموهبة نفسها والتي يتم صقلها واستخدامها بأشكال مختلفة ومبتكرة، فعندما تكون الموهبة موجودة تتسهل باقي الأمور بالاستمرار والتمرين المستمر والتغذية البصرية المستمرة.

• ما الذي يميز المصمم الرقمي عن غيره من المصممين؟

- لكل رسام أو فنان رقمي طابع معين يسلكه سواء كان طابعا موجودا أو أنه يبتكر طابعا خاصا به، وفي مثل حالتي دخلت لطابع موجود وهو الرسم الكرتوني ولكن أضفت اللمسات، والتعديلات، والطابع الخاص بي.

• كما نعلم أن المصممين الرقميين مقسمون إلى عدة فئات منها مصمم مواقع إلكترونية وغيرها سؤالي ما هو السبب الذي جعلك تختار الجرافيك؟

- اختياري للمجال كون عندي الرؤية الفنية والذوقية بالمجال منذ الصغر، وكما ذكرت سابقاً بأن موهبة الرسم بالأساس متأصله فيّ وانصقلت مع الاهتمام، والوقت، والجهد الكافي الذي كرسته فيها، ومع تطور التكنولوجيا ودخول عالم الفن الرقمي بدأت أنا كذلك والحمد لله حققت نجاحا جميلا جدا فيه.

• في رأيك هل الشركات المحلية تحتاج إلى فنانين جرافيك؟

- نعم وهم بحاجة في رأيي لأساليب التسويق والترويج الحديث، وبما أن المجال واعد ويحوي أفكارا لا حصر لها، فبالتأكيد سيصبح شيئا مميزا للمؤسسة أو الشركة إذا وظفت هذه المواهب.

• أين تجد نفسك في هذا المجال؟ وهل حققت السمعة التي كنت تسعى إليها؟

- من ردة الفعل الإيجابية التي حصلت عليها من المتابعين، والأهل، والأقرباء والداعمين لي دعما معنويا من خلال نشرهم أعمالي أرى أنني حققت ذلك ولله الحمد، وكذلك أيضاً بعد أن تحول المشروع كعمل تجاري كانت المؤشرات إيجابية توحي بأنني في الطريق الصحيح، ووصلت للذي أتمناه، وسوف أسعى للارتقاء والتطور فيه أكثر وأكثر.

• ما هو أول تصميم رقمي لك؟ وما هي الصعوبات التي واجهتك في البداية؟

- أول عمل كان بسيط ا وهوعبارة عن بورتريه لصورتي الشخصية، والصعوبات بالنسبة لي كانت في قلة الانتشار، لكن ولله الحمد تم تجاوزها بفترة وجيزة بفضل الله ومتذوقي الفن والداعمين خصوصا الأهل والأقارب.

• ما هي الخطوات التي يجب أن يتبعها أي فنان ليبرز نفسه في أي مجال فني؟

- لا تكون هناك خطوات بقدر ما يكون بالمقام الأول هو الحب والشغف، والتفاني، والاجتهاد، بما يقدمه من فن، فالمجال هذا بمثابة بحر يحتوي على طباع الفنان وأسلوبه وفكرته بالإضافة إلى أنها هي التي تميزه في منظوري الشخصي.

• التصميم لديك هل يعتبر رأس مال أو إضافة إلى أعمالك الأخرى؟ وما هو التصميم الذي تجد أنه فعلا يعود بمردود مادي، الشعارات أم إعلانات للمنشورات أم غيرها؟

- بالنسبة لي لا يعتبر دخلا أساسيا أو ثابتا؛ فما أقوم به هو لحبي لهذه الهواية في المقام الأول وإن كان هناك مردود مادي لا بأس به، لكن وما قلت مسبقاً لا يعتبر العائد المادي بالنسبة لي الهدف الأساسي.

• هل من كلمة أخيرة تحب قولها؟

- إن إتاحة مثل هذه الفرصة والمساحة لدعم وإبراز المواهب الشبابية العمانية، تستحق جزيل الشكر، لذا من خلال هذا اللقاء المشوق أشكر جميع من ساندني ولا يزال يساندني في المجال بشتى أنواع الدعم وأخص بالذكر عائلتي في المقام الأول والداي وإخوتي فلولا دعمهم واهتمامهم بموهبتي منذ البداية لما وصلت إلى ما أنا عليه ولله الحمد، وكلمتي الأخيرة لكل موهوب وفي أي مجال كافح، واصبر لأجل موهبتك وحلمك وشغفك لا تتوقف ولا تستسلم مهما كانت الظروف (عش لتكون لتكون لك ذكريات لا أحلام).