منوعات

"النبهان" يطرح واقع الفن الخليجي… و"عاشور" يقدّم رؤيته في صناعة الفيلم الوثائقي

24 نوفمبر 2025
24 نوفمبر 2025

أكد الفنان الكويتي جاسم النبهان على الدور المركزي للمهرجانات الفنية في دعم حضور الأعمال العربية ووصولها إلى جمهور أوسع، مشيراً إلى أهمية مهرجان الدوحة السينمائي في إبراز الأفلام القادمة من المنطقة العربية وفتح مسارات جديدة للتفاعل مع تجارب السينما المحلية والإقليمية.

وجاء حديث النبهان خلال مشاركته في مؤتمر صحفي ضمن فعاليات مهرجان الدوحة السينمائي 2025 الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام، بحضور ممثلي وسائل الإعلام من مختلف الدول العربية. ويُعدّ النبهان واحداً من أبرز وجوه الدراما الخليجية، وقد قدّم خلال مسيرته أكثر من 300 عمل مسرحي وتلفزيوني، واشتهر بدوره البارز في دبلجة أفلام الكرتون إلى العربية.

وتحدث النبهان عن التحولات التي مرّ بها الفن الخليجي عبر العقود، قائلاً: الفن في الثمانينات مختلف عما نعيشه الآن، ففي تلك الفترة كانت المهرجانات العربية تدعم الفنان المسرحي تحديداً، وكانت مساحة حقيقية لتبادل الخبرات والأفكار، ومع كل دورة كانت الحركة المسرحية تتطور نحو الأفضل. وأضاف أن توقف تلك المهرجانات أدّى إلى تعطّل التواصل الفكري بين الفنانين والمسرحيين، مبيناً أن هذا التوقف أثّر على نمو الأفكار وعلى استمرارية الحوار بين المشتغلين بالفن.

وانتقل النبهان للحديث عن واقع التلفزيون اليوم، موضحاً أن كثرة القنوات وتعدد توجهاتها جعلت تميّز الأعمال أمراً نادراً، ومؤكداً ضرورة أن تحظى الأعمال الجيدة بمنصات انتشار أكبر، لأن العمل المتميز يصنعه تفاعل الجمهور وتداوله. وأضاف أن التواصل الفكري بين الفنانين العرب حاجة ملحّة لأن الأعمال العربية تكمل بعضها، ولأن الفن لا يتطور إلا بالحوار.

وفي ردّه على أسئلة الصحفيين، شدّد النبهان على أهمية المساحة الحرة في الفن بكل أشكاله، مشيراً إلى وجود رقابة ذاتية تحافظ على المجتمع وقيمه، لكن الفن بطبيعته يقوم على التفاعل بين السلب والإيجاب باعتبارهما جزءاً من التجربة الإنسانية وثقافة الإنسان.

وعن منهجيته في اختيار الشخصيات وأدائها، قال: أتولى الشخصية وأبحث في أبعادها الاجتماعية والنفسية، وحتى لو كانت شخصية عابرة يجب أن تترك أثراً. أدرس الشخصية دراسة كاملة ليكون في أدائي صدق يصل للمشاهد، وعندما أكون في عمل بطولي أو عمل جماعي، أتعامل مع الشخصية حتى تنفرد بسلوكها وعطائها وتنسجم مع بقية الشخصيات.

كما تطرق إلى برامج الأطفال قديماً وما قدمته من أثر إيجابي على الأجيال، مبيناً أن التجربة الكويتية في هذا المجال كانت رائدة من خلال المسرحيات المدرسية والأنشطة الموجّهة للطفل، لكن ما يُنتج اليوم لا ينتمي إلى عالم الطفل كما يجب. ودعا إلى إعادة تفعيل مؤسسة إنتاج البرامج المشتركة لدول الخليج لتقديم أعمال ذات قيمة تربوية وإنسانية.

وختم بالتأكيد على ضرورة اعتماد اللغة العربية الفصحى في الأعمال الموجهة للأطفال لأنها الأكثر انتشاراً وتأثيراً، ولأن الأعمال الكرتونية بالفصحى تتحول مع الوقت إلى أعمال أدبية باقية في الذاكرة.

سردٌ موازٍ

وفي مؤتمر صحفي آخر شدّد المخرج المصري ياسر عاشور الذي وثّق حياة الفنان السوري جمال سليمان في فيلمه الوثائقي "قصتي"، على أهمية أن يروي العرب حكاياتهم بأنفسهم، وقال عاشور: هذا ما نفتقده في العالم العربي، فنحن لا نحصل على الفرصة لنروي قصصنا.. أنتظر منصّات مثل مهرجان الدوحة السينمائي لتتيح لي سرد قصص تعبّر عني كمواطن عربي، لا عن الطريقة التي ينظر بها الآخرون إلينا.

ويقدّم فيلم "قصتي" رؤية داخلية لعالم جمال سليمان، حيث وصفه عاشور بأنه أكثر من مجرد نجم، فهو شخصية تتعدد طبقاتها بين الأب والأخ والممثل والمواطن، ولذلك يشعر الناس بالقرب منه كصديق قبل أن يكون فناناً. وأعرب عاشور عن امتنانه لمهرجان الدوحة السينمائي لأنه يمكّن صنّاع الأفلام من تقديم تجاربهم دون أن يكون الهدف مادياً، مشيراً إلى أن عرض الفيلم في المهرجان يمنحه أملاً في استمرار إنتاج أفلام وثائقية تحمل روحاً إنسانية حقيقية.

وأشار إلى أنه يأمل في توثيق سيرة فنان عربي آخر، مؤكداً أن السيرة الذاتية الوثائقية لديها جمهور واسع يتابعها بشغف لأنها تعكس التجربة الإنسانية في أصفى صورها.

ويتوقف الفيلم عند محطات عديدة من مسيرة جمال سليمان، بينها سنوات ابتعاده عن وطنه سوريا واحتضانه من الجمهور المصري، ثم عودته أخيراً إلى بلده بعد سنوات من الغياب. ويستعرض الفيلم، بالشراكة مع الجزيرة 360، تحولات سليمان بين الشتاء القاسي والربيع الجديد، في سرد يجمع الاغتراب والعودة والصمود.