سعيد الوهيبي
سعيد الوهيبي
منوعات

المصور سعيد الوهيبي يطوع الوقت والمكان من أجل لحظة من الماضي

05 ديسمبر 2021
العائد بالزمن وصانع الذكريات
05 ديسمبر 2021

حقق سعيد الوهيبي لنفسه هوية خاصة ونمطا مختلفا في التصوير الضوئي، فهو صاحب العودة بالذكريات إلى «زمان الماضي» بالتقاطاته التي يعيد فيها تشكيل الزمان والمكان، وجلب اللحظات من مكان ما في الذاكرة، «ذاكرة العمانيين» التي تستعيدها سعيد من خلال تطويعه لما جمعه من مقتنيات خلال سنوات، وترحاله لمدن وقرى لا تزال تحتفظ بتلك الروح، فيخرج لنا بصور لها أيضا روح ورائحة ومعنى وذكرى.

فسألناه لماذا هذا الخط بالذات والذي أسميناه (خط الزمن الجميل)، وما الذي يمكن أن يقوله لنا عنه؟ فأشار الوهيبي إلى جانب أنه يحب الزمن الجميل، وأنه متعلق بالذكريات التي عاشها، واللحظات الجميلة وكل تلك القصص، فإنه من خلال هذا الفن استطاع أن يترجم ذكرياته ويشاركها مع أبناء الجيل الجديد الذين لم يدركوا تلك اللحظات ولم يعيشوها.

وعن احتفاظه وتجميعه للأشياء القديمة التي يستخدمها كعناصر في صوره، سألناه من الذي سبق من؟ هل سبق التصوير هواية جمع هذه الأشياء أم العكس؟

فقال: «في الحقيقة الهوايتان مرتبطتان ببعضهما، ولكن كنت أفصل بينهما، وما كنت أروج لهواية الأنتيك أبدا، فتجميع الأشياء القديمة بدأ مذ أن كنت صغيرا وحتى الآن أحتفظ بأشيائي، ويوما عن يوم بدأت تكبر هذه الهواية والحمد لله. أما الفترة السابقة فقد كنت مهتما بهواية التصوير، وقد استطعت أن أحصد جوائز محلية ودولية».

وفي سؤال: هل تعتقد أنك استعطت أن تحافظ على اللحظة من خلال هذه اللقطات وبالتالي حفظها من النسيان وجعلها قابلة للتذكر لدى أجيال تلك المرحلة؟

أجاب الوهيبي: «نعم ولله الحمد. ألقى إعجاب الجميع، وأعتبر المتابعين مصدر إلهام لي ويشاركونني ذكرياتهم، ثم أترجمها في صورة فنية. كلماتهم وتشجيعهم الدائم هو المصدر الرئيسي في أن أبذل وأجتهد وأنتج أعمالا أخرى.

وعن تفاعل أبناء جيل اليوم مع صوره خاصة أن ثيمتها لا تدخل ضمن ذاكرتهم الجمعية، أشار الوهيبي إلى أنهم يتفاعلون مع الصور تلك من باب الفضول، ومن باب أنه يرغب بأن يعرف مثلا هل كانت عندنا هذه العادات أو المقتنيات وهكذا.

وحول مشروعه الأخير بمناسبة العيد الوطني الذي لاقى تفاعلا واسعا، يتحدث عن الفكرة قائلا: إنها عبارة عن ثلاث صور: الصورة الأولى في ١٩٧٢ وكان الشخص طفلا، والصورة الثانية في ١٩٨٥ وصار الشخص شابا، والصورة الثالثة في ٢٠٢٠ وقد أصبح الشخص رب أسرة، أي أن الشخص هو ذاته كبر على مر السنين، وكوني من قراء جريدة عمان أحب إضافتها كعنصر أساسي في العمل.

وعن رمزية الجريدة ودلالتها التي تحضر دائما في أعماله، يقول الوهيبي: «أعشق تجميع الورقيات من صحف ودفاتر ومجلات، خاصة تلك التي تخص سلطنة عمان».

وعن الكيفية التي يطوع بها المكان والزمان، وعودته بهما لزمن السبعينيات، وعما إذا كان يجد ذلك أمرا مجهدا بالنسبة لالتقاطة وبالنسبة لمكان لم يعد حاضرا، أشار الوهيبي إلى أن نجاح العمل بالنسبة له أن يتعب وأن يخرج بصورة احترافية. وأضاف: «النقل وأخذ الأغراض والمعدات أمر حساس وصعب جدا، ولكن عندي فريق من الأصدقاء وهم يساعدونني، وهنا مساحة لأشكرهم جميعا».

وسألناه عما إذا كان يفكر بأن يبقى مخلصا لهذا الخط؟ قال: «في الحقيقة وظيفتي اليومية مصور ضوئي وأمارس التصوير بشتى أنواعه. ولكن التصوير الكلاسيكي هو متنفسي الخاص الذي أرتاح فيه، ولأجل ذلك دمجت بين هواية التصوير والكلاسيك».

وأضاف: «لدي هوايات أخرى أمارسها في الوقت نفسه، كهواية السيارات اللاسلكية الصغيرة، والجيمنج

وتعديل السيارات الرياضية.

وفي سؤالنا الأخير له: ألا تعتقد أن الخط الذي تتبناه قد يصل لمرحلة تستنفد فيه كل أفكارك؟ كونه زمنا لم يعد مستمرا وغير منجب لمزيد من اللحظات؟

أجاب: «بالعكس، نحن في بلد مليئة ومكتنزة بالذكريات، لو أعددتها لن أحصيها، واعتقد أنني لو بقيت أصور لخمسين عاما لن تنفد الذكريات أبدا.