منوعات

"الروع" بين الأداء المميز والقضية المكررة في اليوم الثامن من مهرجان الدن

30 أكتوبر 2023
فرقة كازاخستانية قدمت عرضا للأطفال وعراقية في عرض الشارع
30 أكتوبر 2023

«الروع» العرض الذي بدأ نصه الدائري بصرخة وانتهى بصرخة، كان عرض مسرح الكبار في اليوم الثامن من مهرجان الدن في دورته الرابعة. وتناولت عبره فرقة تواصل العمانية قضية الخرافة وصناعة الخوف والوهم في نص من تأليف وإخراج طاهر الحراصي، وتمثيل سرور الخليلي في دور شيخ القبيلة، وسليمان الرمحي في دور المعلم، ونوح الحسني في دور غصن، وحامد الجميلي في دور وارث، وأسماء العوفية في دور زوينة، ومحمد النيادي في دور خدوم، وعمار الجابري في دور صادوق ولطيفة العزيزية في دور صاحبة المواشي، كما شارك في التمثيل الطفلان محمد الريامي وعلي البلوشي اللذان أديا دور وارث وغصن في طفولتهم، إلى جانب عدد من شخصيات القرية.

وبين من رأى في العرض الجرأة وبين من أشاد بالموسيقى الحية للعرض وبين من رآه ملامسا للروح، أجمع المشاركون في الجلسة التعقيبية للعرض على أنه عرض مهم وسؤال يفتح نافذة الصراع. وفي إشادته بالفرقة أشار الدكتور مرشد راقي عزيز إلى أن تواصل فرقة مختلفة فرئيس الفرقة أستاذ مسرح، وكل مخرجاتها وكوادرها مواهب صقلت داخل الجامعة، أما بالنسبة لموضوع العرض «الروع» فهو موضوع يناسب الوقت الحالي الذي تشهده الأحداث في الساحة حسب تعبيره.

النص المسرحي

ووصف معقب النص المسرحي الفنان ماجد درندش نص العرض بأنه نص جريء ومهم، حيث قادة الجهل والظلام تمتد عصورهم من الديناصورات الأمر الذي يحدث ويوجد في كل زمان وحتى في الحارة التي تنام وتصحو مبكرا، مطلقا عليها «حارة منتظري الخلاص» من سلطة الوهم في مواجهة جيوش الوهم والخرافة (الروع) الذي يشبه حالها باقي البلدان. ووصف درندش عنوانها بالجريء الذي يذهب إلى الواقعية الرمزية فيخلق مساحة للتعبير من خلال شخصيات مرسومة بشكل رمزي ترمز للتخلف والجهل وتوظيف الخزعبلات لمصالح شخصية، وأضاف: حاول غصن التخلص من سلطة الخرافة «ذات لسلبهم والسيطرة عليهم اجتماعيا»، فغصن يشعر باليأس لأن العامة مؤمنة أن الشيخ والمعلم قادران على القضاء على الأمراض وهما لا يقرآن وبالنسبة لهما القراءة تفضي للظلام».

نص صنفه درندش بالدائري الذي عاد من حيث بدأ.

السينوغرافيا

وقالت معقبة السينوغرافيا الفنانة شادية زيتون أن الديكور عنصر أساسي تنطلق منه السينوغرافيا، وأن أي عنصر من عناصر الديكور تفترض بها أن تجيب عن نفسها

كما هو الديكور الذي يفترض أن يحمل التأويل ولكن ليس التأويل اللامتناهي. وأضافت: «بالنسبة لي كمصممة قلت أنهم قد يعون بالخلفية سجن الفكر وربما هو حوش وله كثير من التأويل والمفترض أن يصل للمتلقي العادي وليس المثقف فقط وإنما الجمهور العام بمختلف مستوياته». وتابعت: «الجزء الذي يجسد المعرفة اختلط بالديكور العام، وتحديد الإطار المكاني ضاع بين كل هذه الدلالات، وربما كان يمكن لمصمم الديكور أن يعمل على عنصر التجريد بشكل أكبر». وفي حديثها عن الإضاءة رأت زيتون أن ضياعا وخلطا بدلالة الألوان حالت بين وصول الحدث الدرامي كما هو، ولفتت إلى أن التكوينات الدلالية للألوان تحتاج لعمل أكبر. كما أشادت بالموسيقى الحية، مشيرة إلى أنها على الرغم من دعمها للصورة الإيقاعية إلا أنها لم تأخذ حقها والفرقة غير ظاهرة. أما الأزياء رأت زيتون أنها متجانسة ومتلائمة مع الشخصيات لكن المكياج عادي والعرض برغم النواقص لامس الروح.

التمثيل والإخراج

واختصر معقب التمثيل والإخراج الفنان يوسف حمدان العرض بوصفه يختصر قضية الصراع بين الجهل والعلم والجهل والمعرفة والظلام والنور والثنائيات التي تتكرر بشكل مختلف داخل العرض. وقال: «ما استوقفني هذا النوع من العروض تكرر الصراع فيها- في إطارها التقليدي والأسطوري والتراثي». وتساءل: «متى نكون أبناء عصرنا ؟ لماذا نتجاهل القضايا الحديثة؟! هل نقف عند الموروث لنقدم وثيقة أم أن المسرح يقدم رؤية؟! هل نقتنع أن يكون الماضي إسقاطا على الحاضر؟؟ هل نمضي بهذا الاتجاه؟!

متى نتأمل أساطير الماضي وننسج سحرنا المعاصر؟!»

وفي حديثه عن النهاية المسرحية للعرض رأى أن النهاية ظلت في حيز «النهاية المغلقة» وأن المسألة لم تنتهي والجهل سيستمر بالرغم من معرفته بعمان المجتمع المتطور الذي يعيش عصره ويقرأ واقع آخر، وتساءل مجددا: «لماذا لم نقترب من هذه المنطقة؟!»

وقال: «الصراع التقليدي المعروف -صراع السلطة وما يعاكسها- لم يكن هناك زاوية أخرى نقرأ منها العرض لنضفي روحا جديدة روحا تتماشى مع العصر. نريد ألا نتشابه نريد أن نختلف، و أول ما نختلف معه هو ذاتنا وأدواتنا التي ينبغي أن تكون أدوات معاصرة في قراءة العرض المسرحي». وعن الحركة في العرض عبر عنها بأن لها شكل أفقي، وأوضح قائلا: «على مستوى الأداء فإنه يقترب من منطقة الميلودراما، والانفعال الميلودرامي يسرق حالة العقدة في العرض». وكان قد شهد اليوم الثامن من مهرجان الدن والمقام في الفترة 22 -31 أكتوبر، عرضا لمسرح الطفل بعنوان «why the swallow has the tail with little horns» قدمته فرقة «karaganda regional kazakh drama theater named after saken seifulli» من جمهورية كازاخستان، وهو عرض يقدم حكاية شعبية كازاخستانية «لماذا يمتلك طائر السنونو قرونا على ذيله». كما قدمت فرقة مالتوس للفنون الأدائية من العراق عرضا لمسرح الشارع بعنوان أن تكون مواطنا «vip» تلك هي المسألة، والذي يحكي عن قصة كفاح ونجاح لشاب هو الأول على دفعته تخرج ولم يحصل على وظيفة، فتوجه إلى مهنة البناء، وعانى الكثير ثم هاجر لكن إلى واقع أليم.