مختصون من اليونيسف يثمنون جهود سلطنة عمان في حماية الطفولة محليا وعالميا
كتب ـ سهيل بن ناصر النهدي
ثمن مختصون من منظمة اليونيسف جهود سلطنة عمان في حماية الطفولة على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وتحقيقها للعديد من الإنجازات في الشأن المحلي بمجال حماية الطفل، وتسخير الإمكانيات لضمان حياة كريمة لهم، وسن القوانين الضامنة لتقديم رعاية صحية وتعليمية مناسبة لهم، وتوفير الرعاية الكريمة لهم، والدور الإنساني على المستوى الإقليمي والعالمي، الداعي إلى حماية الأطفال في مناطق الصراع والتوترات، عبر تبنيها لصوت الحكمة الداعي دائمًا لاحترام حقوق الطفل.
إسهام عماني
وأكد المختصون على أن سلطنة عمان أسهمت في حماية حقوق الطفل على المستويين المحلي والإقليمي، وكانت سباقة من أجل تقديم الرعاية والحماية لهم، وتأكيدها الدائم أمام المنظمات الرسمية الدولية لضرورة العمل على حماية الأطفال، وتكريس الجهود العالمية من أجل حماية الأطفال وتحقيق السلام.
وقال كاظم أبو خلف، مختص في التواصل بمكتب اليونيسف في فلسطين: سلطنة عمان لديها اهتمام كبير في فلسطين منذ زمن طويل وقبل بداية الحرب في قطاع غزة، وبعد اندلاع الحرب كثفت من اهتمامها بالجوانب الإنسانية، خاصة فيما يتعلق بالبنية التحتية والمياه النظيفة.
وأكد أبو خلف أن ما يميز الدور العماني في تقديم المساعدات والعون للأشقاء في فلسطين، أنها تعمل بهدوء وبعيدًا عن الأضواء، وتسهم في فتح مسارات لتقديم الدعم الإنساني.
وأشار إلى أن سلطنة عمان لعبت أدوارًا إنسانية كبيرة خلال الحرب على غزة، ومن بين هذه الأدوار فتح المجال لعدد من الأسر لتلقي العلاج في مسقط، إضافة إلى التعاطف الكبير على المستويين الرسمي والشعبي تجاه ما يتعرض له سكان غزة.
وأوضح كاظم أبو خلف أن الحرب على غزة تسببت بكارثة إنسانية كبيرة، وتعرض الأطفال فيها للكثير من الضرر، وقال: الإحصائيات تشير إلى أن الضحايا من الأطفال في الحرب في قطاع غزة تجاوز عددهم 20 ألف طفل، بينهم جرحى بإصابات خطيرة، موضحًا أن سكان غزة يعتبرون من الفئات الفتية وتشكل مرحلة الطفولة 50% من السكان، حيث توضح الإحصائيات أن عدد الأطفال الذين يقتلون يوميًا في غزة يصل إلى 27 طفلًا.
وقال: إن الأضرار التي تعرض لها الأطفال في غزة شملت تدمير البنية التحتية الحاضنة لهم، مثل المدارس التي بلغت نسبة الدمار فيها 97%، منها 87% بحاجة إلى إعادة بناء وتأهيل شامل.
وأضاف: لدينا 700 ألف طفل بقطاع غزة في مرحلة الدراسة، ومنذ عامين لم يكملوا دراستهم، وهذا الأمر يترتب عليه تبعات مستقبلية على مستقبل الأطفال وحقوقهم في التعليم، إضافة إلى أن البنية التحتية للمدارس مدمرة، إضافة إلى الدمار الذي لحق بالبنية الصحية حيث يوجد ما يقارب 16 ألف طفل يعانون من أمراض، من بينهم ما يقارب 4 آلاف تتطلب حالتهم العلاج في الخارج، حيث توفي ما يقارب 740 طفلًا وهم ينتظرون دورهم للخروج من القطاع وتلقي العلاج.
واستذكر أبو خلف قصة الطفل (إسلام) البالغ من العمر 11 عامًا، مصاب بمرض السرطان، حيث فشلت 6 محاولات لإخراجه من قطاع غزة لتلقي العلاج، إلى أن انتقل لجوار ربه وينضم لقافلة الشهداء من أطفال غزة.
وأكد أبو خلف أن كل هذه المآسي أدت إلى أن يتم تصنيف قطاع غزة على أنه من أسوأ الأماكن للعيش على مستوى العالم، مشيرًا إلى أنه منذ اتفاق وقف إطلاق النار إلى هذه الأيام استشهد أكثر من 70 طفلًا بقطاع غزة، إذ يؤكد ذلك حجم المعاناة التي يعانيها سكان القطاع بشكل عام والأطفال بشكل خاص.
وقال: إن معاناة أطفال غزة تتجاوز كل الحدود، حيث يعاني الكثير من الأطفال من فقدان الوالدين، أو أحدهما، في حين أن 25% من أطفال غزة يعانون من نوبات فزع وضغوطات وضعف في النطق، بسبب المشاهد المروعة في الحرب، وبسبب شدة القصف وأصوات الانفجارات.
كما أشار أبو خلف إلى ضعف التطعيمات الدورية التي كان أطفال غزة يتلقونها، مما يسهم في استمرار المعاناة لسنوات قادمة والآثار السلبية التي قد تتفاقم في المستقبل، حيث إن 98% من أطفال غزة قبل الحرب كانوا يتلقون التطعيمات، وبلغت نسبة التطعيمات في الوقت الحالي أقل من 70%، وهو أمر يبعث بالقلق، وخصوصًا في ظل تهاوي القطاع الصحي وانتشار الأمراض وحلول فصل الشتاء، والذي يعاني فيه آلاف الأطفال والعائلات.
مناصرة القضايا الإنسانية
من جانبه، أكد سليم عويس، متحدث باسم اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، على أن سلطنة عمان شريك وصديق للطفولة، بداية من جهودها على المستوى الوطني في تعزيز مستويات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية للأطفال، ووضع الأولويات لمستقبل مزدهر لهم، وتحقيق مستويات متقدمة من الرعاية بمجال التحصينات.
وقال: إن لسلطنة عمان صوتًا على مستوى العالم يدعو دائمًا لضمان حقوق الأطفال، وتقدم الدعم للمنظمات الدولية الرسمية كاليونيسف لمواصلة جهودها في حماية الطفولة، مؤكداً على أن سلطنة عمان دعمت حقوق الطفل في المحافل الدولية وناصرت القضايا الخاصة بالطفل.
وأوضح سليم عويس ضرورة أن يعمل العالم على حماية الأطفال في الحروب والنزاعات، وإعطاء الأولوية لتجنيب الأطفال ويلات الحرب، وهو ما يفتقده العالم أثناء الحروب.
وأكد العويس أن الطفل هو مستقبل الغد، وأن الأطفال متساوون في الحقوق في كل مكان في العالم، ومشاعرهم واحدة ولديهم أحلام بالعيش بسلام والمضي في بناء عالم متعايش يتسع للجميع، والحفاظ على حقوقهم هو الحفاظ على مستقبل البشرية.
مشدداً على ضرورة أن يتم تفعيل الأحكام والقوانين الخاصة بحماية الأطفال بمناطق النزاعات والحروب، وأن لا تكون بيوتهم أو المرافق الإنسانية الخاصة بالأطفال مثل المدارس والمستشفيات ودور الرعاية أهدافًا في الحرب، بل يجب التأكيد على احترامها ووضعها ضمن الخطوط الحمراء التي يجب عدم تجاوزها.
وقال: إن الشرق الأوسط ومناطق عديدة حول العالم تشهد صراعات ومناطق نزاع وتوترات، داعياً الجميع للعمل من أجل حماية الأطفال في هذه المناطق وتجنيبهم القتل والدمار، موضحًا أن الأطفال ليس لهم ذنب فيما يتخذ من قرارات أو خطوات من قبل الكبار، ولكنهم يعانون من النتائج بشكل أكبر. ومن هذا المنطلق يجب أن يتم حمايتهم وعدم إشراكهم في الحرب، وتجنيب المنشآت التي يعتمدون عليها ويتلقون فيها التعليم والرعاية الصحية القصف والتدمير.
