66666
66666
عمان اليوم

رؤساء تحرير وأكاديميون سعوديون: زيارة ولي العهد تعزز التكامل بين البلدين والاستقرار في المنطقة

05 ديسمبر 2021
أكدوا أن العلاقات العمانية ـ السعودية تاريخية وتشهد ازدهارا
05 ديسمبر 2021

أكد رؤساء تحرير وأكاديميون ومحللون سياسيون سعوديون على أن سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية تمضيان إلى آفاق أرحب من العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، بفضل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبما يسهم في النهوض بالجوانب التنموية للبلدين الشقيقين وتعزيز أوجه التعاون المشترك بما يخدم الشعبين الشقيقين وشعوب الخليج والأمتين العربية والإسلامية والعالم.

ووصفوا ـ في لقاءات أجرتها (عمان) ـ بمناسبة زيارة صاحبُ السُّمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية إلى سلطنة عُمان غداً، بالتاريخية، وأنها تأتي في توقيت مهم للغاية في ظل سعي مشترك عماني ـ سعودي لترسيخ العلاقات ومد جسور التعاون السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وبما يعزز مسيرة السلم والاستقرار بالمنطقة نظرا للثقل السياسي الذي تتمتع به البلدان وتطابق وجهات النظر في العديد من القضايا الإقليمية والدولية.

تطابق وجهات النظر

وقال الأستاذ فهد آل عقران رئيس وكالة الأنباء السعودية: إن هذه الزيارة تأتي تأكيدا للروابط والوشائج الأخوية الراسخة والتاريخية التي تجمع بين قيادتي المملكة العربية السعودية وسلطنة ُعمان، وبين شعبيهما الشقيقين، وتعزز العلاقات الثنائية المتميزة بينهما، والمملكة وسلطنة عمان بلدان شقيقان يربطهما مصير مشترك في جوانب عدة.

وأشار آل عقران إلى أن البيان المشترك بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية الصادر في ختام زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله- الأولى خارجيا «زيارة دولة» ولقائه أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، تضمن العديد من آفاق التعاون المشتركة بين البلدين في جوانب عدة، وعلى رأسها تأسيس مجلس تنسيق سعودي عماني برئاسة وزيري خارجية البلدين وتوقيع عدد من الاتفاقيات التي تخدم البلدين والشعبين الشقيقين.

وأوضح رئيس وكالة الأنباء السعودية أن تبادل الزيارات بين القادة وكذلك عمل اللجان في مجلس التنسيق العماني ـ السعودي وبين أصحاب السمو والمعالي الوزراء في البلدين من خلال بحث الموضوعات وإبرام عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين الشقيقين للتعاون في مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والدبلوماسية والتعليمية سيعزز المنافع والمصالح المشتركة ويعود على شعبي البلدين بالخير والنماء.

واكد آل عقران على تطابق وجهات النظر حول المسائل والقضايا التي تهم البلدين على الساحتين الإقليمية والدولية، وبكل ما يخدم المصالح ويعزز الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وكل العلاقات المشتركة الأخرى للبيت الخليجي بشكل عام، وبما يعزز الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

وأوضح فهد آل عقران رئيس وكالة الأنباء السعودية في ختام حديثه أن الزيارات الرسمية عادة ما تثمر العديد من توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والتعاون بين الجانبين في جوانب عدة منها السياسية والاقتصادية وغيرها، مؤكدا على أن البلدين يعملان على تحقيق عدد من المستهدفات وفق رؤية ُعمان 2040 ورؤية المملكة 2030، ومن خلال إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة التي تصب في مصلحة البلدين الشقيقين، والتي من المرجح أن تكون من أولويات قادة ومسؤولي البلدين.

قوة العلاقات

من جانبه أكد الأستاذ جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة عكاظ على أن العلاقات العمانية ـ السعودية كانت ولا زالت تقوم على الأخوّة الصادقة والتعاون المشترك في المجالات كافة؛ الاقتصادية والأمنية والسياسية والاستراتيجية، مشيرا إلى أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى سلطنة عُمان تؤكد أن السعودية تضع في سلّم أولوياتها تطوير العلاقات بين البلدين والوصول بها إلى درجة التكامل في المجالات كافة، وهو ما تؤكده أيضاً زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- للمملكة العربية السعودية في أولى محطاته الخارجية، خصوصاً أن هنالك العديد من المشاريع التكاملية والاتفاقات التجارية والسياسية والأمنية بين البلدين يسعيان باستمرار لتطويرها وتوجيهها نحو التكامل المنشود وبما يحقق تطلعات الشعبين الشقيقين.

وأضاف الذيابي: لا شك أن هذه الزيارة تعطي انطباعاً واضحاً عن قوة العلاقات بين البلدين الشقيقين وثقلهما السياسي والاقتصادي، وهو ما تؤكده زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى سلطنة عمان بما يعزّز الأخوّة والتعاون ويفتح آفاقاً أرحب في التكامل بين البلدين عبر إبرام عدد من اتفاقيات ومذكرات تفاهم بين الحكومتين وبين القطاع الخاص في البلدين، وتعتبر مبادرة الشرق الأوسط الأخضر التي أعلن عنها الأمير محمد بن سلمان مجالاً واعداً للتعاون بين المملكة وسلطنة عمان في مكافحة التغير المناخي.

وتطرق الأستاذ جميل الذيابي إلى زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى المملكة العربية السعودية في شهر أكتوبر الماضي وقال: كانت الزيارة السابقة لجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى المملكة العربية السعودية في أولى محطاته الخارجية، ولقاؤه أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، دليلًا على ما يتمتع به قادة البلدين من حكمة وبُعد نظر في التعامل مع الأحداث إقليمياً ودولياً.

وأوضح أن الزيارة التي يقوم بها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان اليوم للسلطنة ستتناول الاتفاقيات التي وقّعت بين البلدين وتفعيلها بما يجعلها تتحقق على أرض الواقع، إلى جانب التوقيع على المزيد من الشراكات التي تعزز العلاقات الاقتصادية والتعاون المشترك، بما يخدم توجّهات البلدين لتحقيق رؤية «المملكة 2030» ورؤية «عمان 2040»، وما تتضمنه الرؤيتان من مستهدفات ومبادرات للتنوع الاقتصادي.

واكد جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة عكاظ على أن الرؤية السياسية بين البلدين ظلت في كثير من القضايا متوافقة تماماً، خصوصاً في القضايا الخاصة باستقرار المنطقة والإقليم، وفي مقدمتها موقف البلدين من إعادة الشرعية في اليمن، وتطوير العمل الخليجي المشترك عبر منظومة مجلس التعاون الخليجي، كما تستهدف الزيارة تدشين مرحلة جديدة لرفع مستوى التكامل في المجالات السياسية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والتنموية والبشرية بين البلدين.

وقال: تعمل المملكة وسلطنة عمان على استكمال مشروع المنفذ البري الذي يربط بين البلدين، ومن المتوقع أن يسهم المنفذ بعد افتتاحه في زيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، كما أن هذا المنفذ سيفتح المجال أمام حركة البضائع من المملكة مروراً بالطرق البرية في سلطنة عمان، وصولاً إلى موانئها التي ستسهّل تصدير البضائع السعودية للعالم، خصوصاً أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في العام 2020 نحو 3.36 مليار دولار؛ تشمل الحديد والصلب ومنتجات كيميائية عضوية، فيما بلغت قيمة الصادرات السعودية غير النفطية إلى سلطنة عمان 1.16 مليار دولار؛ تشمل منتجات معدنية ومصنوعات من الحديد أو الصلب والأغذية.

وأشار الذيابي إلى أن هذه الزيارة تأتي قبيل انعقاد قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي في الرياض، وأهمية ذلك أنها ستركز على تطابق رؤى قيادة البلدين في تحقيق الفاعلية السياسية المطلوبة تجاه تعزيز التعاون الخليجي بما يحقق تطلعات شعوبه، وكذلك العمل على حلحلة القضايا السياسية والأمنية في الإقليم، والتأكيد على رفض التدخلات في شؤون البلدان العربية.

واعرب جميل الذيابي رئيس تحرير صحيفة عكاظ في ختام حديثه عن اعتقاده أن الزيارة تستهدف تحقيق المزيد من تطابق الرؤى بين البلدين في الجوانب الاقتصادية والأمنية والسياسية، والدفع بها إلى مستويات أعلى، إلى جانب الاستفادة من مميزات البلدين ومكانتهما في خارطة السياسة الدولية بما يمكّنهما من التأثير القوي والمباشر في تحقيق السلم والأمن الدوليين عبر توحيد المواقف والرؤى في القضايا كافة.

العلاقات المتوازنة

بدوره أكد الأستاذ هاني وفا رئيس تحرير جريدة الرياض على رسوخ العلاقات العمانية السعودية، قائلا : العلاقات السعودية العمانية علاقات قوية راسخة تمتد لعقود طويلة كانت فيها مثالا للعلاقات المتوازنة التي تهدف إلى تحقيق مبدأ التعاون الخليجي وتمتد إلى كل ما من شأنه الصالح العربي العام ، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين شهدت مؤخرا تطورات في مجالات عدة ونقلات نوعية تهدف إلى تعزيز العلاقات والأخذ بها إلى آفاق أوسع وارحب تنعكس على المصالح المشتركة بفوائد شاملة سنرى انعكاساتها الإيجابية في المستقبل القريب.

وأضاف رئيس تحرير الرياض: تأتي زيارة سمو ولي العهد لسلطنة عمان الشقيقة لتؤكد عمق العلاقات بين البلدين في علاقاتهما البينية وفي إطار مجلس التعاون الخليجي والتي تصب في نهاية الأمر في الصالح العربي بشموليته، فهناك تصميم من قيادة المملكة وسلطنة عمان على تطوير العلاقات في مختلف المجالات دون استثناء، وما الزيارة التي قام بها جلالة السلطان هيثم بن طارق، للمملكة إلا دليل دامغ على العلاقات الأخوية الصادقة بين قيادتي البلدين والسعي الدؤوب لتطويرها من خلال المشاريع المشتركة والاستثمارات المتبادلة التي تعود بالفائدة على البلدين الشقيقين ، ففي زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق تم التوقيع على عدد من الاتفاقات ولا زال هناك المزيد من تلك المشاريع المستقبلية في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وأكد هاني وفا رئيس تحرير جريدة الرياض على أن هناك تنسيقا دائما بين المملكة وسلطنة عمان في المجال السياسي في إطار العلاقات الخاصة التي تجمعهما أو في إطار مجلس التعاون الخليجي وإطار الجامعة العربية ، ذلك التنسيق دائما ما يؤدي إلى نتائج مثمرة تهدف إلى تشديد أواصر العمل المشترك والمؤدي إلى ما يخدم التعاون الثنائي والخليجي والعربي، وهناك عديد الملفات التي تهم البلدين ستكون موضع المباحثات.

نفوس ملؤها الثقة

من جانبه قال الدكتور خليل بن عبدالله الخليل أكاديمي وكاتب وعضو أسبق بمجلس الشورى السعودي: إن الخليجيين عموما والعمانيين والسعوديين خصوصا يتطلعون لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لسلطنة عمان، بنفوس ملؤها الثقة، لصناعة عهد جديد للدولتين ولدول الخليج العربي يجسد التلاحم والمزيد من مشاريع التنمية والتكامل الثقافي والاقتصادي والأمني، لما بين الدولتين من علاقات تاريخية متميزة، ولما بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجلالة السلطان هيثم بن طارق من احترام وثقة وتفاهم، ولما يوليه سمو الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي من عناية مباشرة بما تتطلبه المرحلة في المنطقة من تنسيق في المواقف واستقرار سياسي ونهوض شامل ينقل دول المنطقة إلى مصاف الدول القوية المنتجة والمتطورة والمعتمدة على مصادر القوة فيها وفق رؤية طموحة لمستقبل مشرق.

واكد الخليل على أن الروابط بين سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية تاريخية ومتينة منذ عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- واستمرت لنصف قرن وقيادتا الدولتين في تفاهم وتعاون، فالدولتان ترتبطان بحدود طويلة وعضوان في مجلس التعاون لدول الخليج العربي منذ تأسيسه، وتربط الشعبين السعودي والعماني روابط المحبة والأخوة والدين، ثم هناك التطابق في النظرة للوقوف صفا واحدا أمام ما يهدد أمن الدولتين وأمن المنطقة من تطرف وإرهاب ومخدرات وغيرها.

وبين الدكتور خليل الخليل أن الروابط بين السعوديين والعمانيين تاريخية لما بينهم من شراكات في النسب والمصاهرة، والعادات والتقاليد والتجارة طيلة العقود الماضية، ولم تغيرها التقلبات السياسية مع كثرتها وتنوعها في عالمنا العربي بكل أسف مشيرا إلى أن وجهات نظر القيادتين العمانية والسعودية في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق وعهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أعزهما الله، متطابقة وتنطلق من فهم مشترك وإرادة مستقلة، مشيرا إلى انه ومن حسن الحظ أن كلا الدولتين تنعمان بالموقع الاستراتيجي، وبالأمن والاستقرار، وبالمكانة الرفيعة في السياسة العربية والإسلامية والدولية، مما يتيح للدولتين التأثير، وحل أهم الأزمات في المنطقة، ورسم سياسات طموحة اقتصاديا، ومعتدلة سياسيا لحاضر ولمستقبل المنطقة.

واكد الدكتور خليل الخليل في ختام حديثه على أن زيارة سمو الأمير الشاب الطموح محمد بن سلمان صاحب رؤية 2030، لسلطنة عمان والتقائه بجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي يحظى بالإجلال وبمكانة سامية لدى القيادة السعودية ولدى شعوب دول الخليج العربي عامة، والشعب السعودي خاصة، ستشهد انطلاقة تاريخية جديدة في تعزيز علاقة الدولتين وبناء شراكات اقتصادية عملاقة وسترسي قواعد لعلاقات خليجية - خليجية وعلاقات عربية - عربية وعلاقات خليجية - إيرانية، وتعزز العلاقات العربية البينية، مع دول المنطقة ومع المجتمع الدولي.

أمن المنطقة

من جانبه اكد سليمان العقيلي الكاتب والمحلل السياسي السعودي على أن القيادتين الرشيدتين في سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية أدركتا بحكمتهما المعهودة الأهمية الاستراتيجية للبلدين في صيانة امن المنطقة وتعزيز صلابتها وحمايتها من الأخطار، ومنذ يناير 2020 عندما تولى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في سلطنة عمان وبفضل الإيمان العميق للقيادتين بأهمية البلدين لبعضهما البعض انطلقت العلاقات العمانية ـ السعودية بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، -حفظهما الله- إلى آفاق أرحب من العمل المشترك والاستثمار الأمثل في القدرات والموارد الوطنية بصفتها قيمة مضافة للبلدين في مختلف المجالات، تعود عليهما بمزيد من الازدهار وتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين.

وأوضح العقيلي أن لزيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى سلطنة عمان أهمية استراتيجية بعيدة المدى على البلدين الشقيقين وعلى رؤيتهما الاستراتيجيتين، مبينا انه وعلى الرغم من أن سمو ولي العهد السعودي سيقوم بجولة خليجية يفتتحها بزيارة للسلطنة فإن زيارة سموه إلى مسقط الأكثر أهمية من الناحية الجيوسياسية، مما يخلق تكاملا استراتيجيا بين البلدين.

وأكد العقيلي على أن هذه الزيارة ترجمة حقيقية للتفاهمات السياسية التي ابرمها حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- مع أخيه الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود أثناء زيارة جلالته إلى المملكة في 12 يوليو الماضي، والتي تكللت بتوقيع اتفاق بإنشاء مجلس تنسيق عماني ـ سعودي يشرف على كافة المشروعات المشتركة ويدفع بعلاقات البلدين إلى حالة تكاملية طموحة، معتبرا أن هذه الزيارة تدشين عملي للإرادتين الساميتين في البلدين.

وقال المحلل السياسي السعودي: هذه الزيارة ستكون بإذن الله فاتحة خير للشعبين الشقيقين لأنها ترجمة عملية لاتفاق جلالة السلطان هيثم والملك سلمان في تحويل الآمال إلى واقع على الأرض بتوقيع اتفاقيات وإبرام تفاهمات وإطلاق مشروعات استثمارية مشتركة.

وأعرب عن أمله في أن تطلق هذه الزيارة الميمونة حلقة عمل مدينة صناعية ضخمة في ميناء الدقم باستثمارات مشتركة، تكون نموذجا مثاليا لتعاون الأشفاء وتحالف الأصدقاء ولتبادل المصالح المشتركة؛ كما أن هناك مشروعات استثمارية سعودية متنوعة في قطاعات الاقتصاد العماني مما تنتج عنه آلاف فرص العمل للشباب العماني، وسلة جديدة لصناديق الاستثمار والتنمية السعودية، مشيرا إلى أن الزيارة من المنتظر أن يتم خلالها افتتاح الخط البري المباشر بين البلدين الذي يبلغ طوله نحو 740 كلم والذي يمكن العمانيين والسلع العمانية من الوصول للأسواق السعودية خلال ساعات، مما يفتح آفاقا جديدا للاقتصاد العماني، وخاصة في إنتاج وتصدير الأسماك الطازجة والمنتوجات الغذائية والمنسوجات العمانية، إضافة إلى استخدام السعودية لميناء الدقم كمنفذ للتجارة السعودية، حيث سيتحول الميناء العماني إلى واحد من اهم موانئ الشرق الأوسط في الاستيراد والتصدير ويقلص مسافة وزمن وصول البضائع الآسيوية لأسواق المملكة، والعكس صحيح.

وبين العقيلي أن الزيارة على ما يبدو ستشهد توقيع اتفاقيات سياحية وثقافية ورياضية واقتصادية وإعلامية مما يجعل العلاقات العمانية ـ السعودية مثلا يحتذى في المنطقة، مؤكدا على أن كل ذلك تحت مظلة مجلس التنسيق المشترك الذي يسعى إلى دفع وتيرة التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال تحفيز القطاعين الحكومي والخاص للوصول إلى تبادلات تجارية واستثمارية نوعية تحقّق طموحات الشعبين وتساهم في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 ورؤية عُمان 2040، وعبر إطلاق مجموعة من المبادرات المشتركة والتي تشمل مجالات تعاون رئيسة منها الاستثمارات في منطقة الدقم، والتعاون في مجال الطاقة والأمن الغدائي والتجارة والصناعة والثقافة والسياحة والبيئة.

وأضاف سليمان العقيلي أن المشروعات والاتفاقيات المنتظرة التي ستكون علامة فارقة في تاريخ علاقات البلدين تعبر عن النوايا الطيبة لقادة الدولتين في تحقيق الاستثمار الأمثل لمواردهما البشرية والطبيعية لصالح ازدهار ورقي الشعبين الشقيقين، كما أن الزيارة وما ينتج عنها ستفتح آفاقا جيواستراتيجية للدولتين تعزز من وزنهما الاقتصادي ودورهما السياسي.

وأكد أن الأمن الإقليمي يحتاج إلى تكامل الدورين العماني السعودي بفضل الريادة السعودية للعمل العربي والإسلامي وبفضل الحكمة التي توجه الدبلوماسية العمانية وموقع سلطنة عمان في قوس الأزمات وفاعلية دورها الجيوسياسي في تخفيف الاحتقانات والمواجهات.

ووصف المحلل السياسي السعودي مسقط والرياض بأنهما يتقاسمان رؤية مشتركة نحو أزمات المنطقة وتتميز سياسة البلدين بالشفافية والوضوح ويتمتعان بمصداقية عالية تبعد الشكوك عن مساعيهما النبيلة ومبادراتها الحكيمة.

وقال: لقد تأسّست علاقات البلدين على مبادئ الأخوة ووحدة المصير التي كونت ثوابت راسخة بين المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان، بما عزز من أوجه التعاون الثنائي المشتركة مع الأشقاء في «البيت الخليجي الكبير»، وجعل التفاهمات الثنائية منطلقاً لمدّ جسور التفاهم والحوار مع مختلف دول المنطقة والعالم لتحقيق الأمن والاستقرار.

وأشار إلى أن العلاقات بين الرياض ومسقط اتسمت -وهي تتخطى بعمرها نصف قرن- بالتعاون والاحترام المتبادل بين القيادتين والتفاهم حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية، فيما تجمع أبناء الشعبين وشائج الإخاء والصلات العائلية، يؤطّرها التاريخ المشترك والعادات والتقاليد العربية الأصيلة والموروث الشعبي، وهو ما يجمعهما مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي.

وبين سليمان العقيلي أن سلطنة عمان والمملكة تمثلان اكبر تجمع ديمغرافي في مجلس التعاون وفي تقاربهما وتكاملهما قوة حقيقية لهذه المنظمة التي قاومت كافة الظروف التي واجهت المنطقة. وأثبتت أنها اكثر المنظمات الإقليمية فاعلية، مؤكدا على أن القيادتين السياسيتين في البلدين تدركان خطورة المتغيرات المتلاحقة في المنطقة مما يعزز قوة الدفع لديهما للتعاون على المستويين الثنائي والخليجي والإقليمي للمضي قدمًا في إرساء دائم للأمن والاستقرار وانعكاساتها إيجاباً على برامج التنمية وخدمة شعوب المنطقة.

وأوضح أن التنسيق المستمر بين البلدين ضمانة حقيقية وصمام أمان لعدم انحدار الأمن الإقليمي، حيث ستوفر هذه الزيارة دعامة حقيقية للأمن والسلم الإقليمي وتجنيب دول المنطقة حالة حافة الهاوية التي يدفع إليها الإقليم.

وأشار إلى أن اعتلاء جلالة السلطان هيثم بن طارق عرش سلطنة عمان وخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده عرش المملكة جاء في مرحلة تاريخية مهمة نظراً لما تشهده المنطقة والعالم من متغيرات وتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية وصحية، تطلبت التعامل معها مع مراعاة المحافظة على تقاليد الحكم الراسخة في سلطنة عمان، وضرورات ومتطلبات التغيير والتحديث في السعودية، حيث بادرت القيادتان بالإعلان عن إصلاحات سياسية ومالية واقتصادية في البلدين الشقيقين، مما عكس النظرة الرؤيوية الحكيمة للقيادتين الرشيدتين.

كما أتاح كل من الموقع الإستراتيجي للبلدين واستقرارهما السياسي والأمني ميزة تنافسية لجذب الاستثمارات الأجنبية، وسعت سلطنة عمان والمملكة إلى استثمار هذه الميزة من خلال تأسيس عدد من المناطق الاقتصادية والموانئ، والتركيز على قطاعات واعدة، أبرزها قطاعا السياحة والخدمات اللوجستية ، إلى جانب تميزهما بمقومات طبيعية فريدة جعلت من سلطنة عمان والمملكة وجهتين سياحيتين للأسر الخليجية، التي تتشارك مع الشعبين في الدين واللغة، وتقارب العادات والتقاليد الاجتماعية.

واكد سليمان العقيلي في ختام حديثه على أن التماثل الثقافي والاجتماعي يعزز من قدرة البلدين وبقية دول مجلس التعاون على التكامل الاقتصادي والأمني والسياسي، ويجعل من تكامل وتعاون الرياض ومسقط واسطة العقد في منظومة النهضة الخليجية والحصانة الرادعة لكافة المهددات الاستراتيجية.