بعد عام على إعصار «شاهين».. تواصل مشروعات إعادة الإعمار للطرق والممتلكات
بعد مرور عام على إعصار (شاهين)، يبدو المشهد اليوم مختلفا عن تلك الأيام التي عاشتها ولايات السويق والخابورة وصحم بعد ليلة من مرور الإعصار برياحه وسيوله الجارفة التي فاضت عن مجاريها وحطمت الطرق ودخلت المنازل والمزارع والممتلكات، وأوجدت مجاري جديدة للأودية لم يشهدها الأهالي من قبل وأغرقت الكثير وخلفت وراءها خسائر في الممتلكات والبنية الأساسية.
اليوم .. عادت معظم الأوضاع إلى طبيعتها ونفضت الحارات والمناطق والمزارع مخلفات الإعصار، فيما تتواصل أعمال إعادة إصلاح الطرق الرئيسية، ويواصل المواطنون الذين تأثرت منازلهم كليا بناء منازل جديدة لهم بالاستفادة من التعويضات التي حصلوا عليها، حيث يقيمون حاليا في منازل مستأجرة من قبل وزارة التنمية الاجتماعية.
(عمان) زارت ولايات السويق والخابورة وصحم بعد عام على إعصار (شاهين) لتطلع على ما أنجز من المشروعات؛ خاصة الطرق الرئيسية التي تنفذها وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات، وبناء المنازل لمن تضررت مساكنهم بشكل تام بعد التعويضات التي حصل عليها المواطنون من وزارة الإسكان والتخطيط العمراني.
الطرق
بلغت تكلفة المشروعات التي يجري تنفيذها لإعادة إصلاح الطرق 50 مليونا و 800 ألف ريال عماني، في ولايات السويق والخابورة وصحم، حيث بلغت نسبة الإنجاز في مشروع إصلاح الأضرار على طريق الباطنة المزدوج الذي يتضمن 3 مواقع 65%، بتكلفة تقدر بـ 8 ملايين و 998 ألف ريال عماني.
جسر البداية بولاية السويق شارف على الانتهاء ومن المتوقع أن يفتتح في شهر نوفمبر القادم، حيث تبلغ مسافته نحو كيلو متر واحد، وهو مكون من 30 عبارة صندوقية تصلح اثنتان منها لعبور المركبات والحافلات للتنقل بين جنوب وشمال الطريق، حيث تم مراعاة اتساع العبارات لعبور مياه الأودية.
وفي ولاية الخابورة تم إنشاء قرابة 65 عبارة صندوقية لعبور المياه خصصت اثنتان منها لحركة تنقل المركبات بين الضفتين، وفي خور الملح تم إنشاء 18 عبارة صندوقية اثنتان تستطيع المركبات التنقل من خلالهما.
وبلغت التكلفة المالية لإصلاح الطرق المتضررة في وادي الحواسنة ووادي حيبي ووادي القنوت 20 مليونا و201 ألف ريال عماني، ووصلت نسبة الإنجاز الفعلية في المشروع 36%. فيما وصلت نسبة إنجاز إصلاح الأضرار في الطرق المتضررة بوادي الجهاور وبني عمر و وادي الصرمي 58%، حيث تبلغ تكلفة المشروع 21 مليونا و 550 ألف ريال عماني.
وأكدت وزارة الإسكان والتخطيط العمراني أنها شريك أساسي مع الجهات الحكومية الأخرى، حيث تمت مساعدة الأسر التي تضررت منازلها بشكل مباشر وكان التوجيه سريعا بتشكيل فرق عمل من المختصين في الوزارة لدراسة واقع هذا التأثير فنيا واجتماعيا وحصر الأسر المتضررة والتي تندرج تحت هذه المعايير المحددة والإسراع في إيجاد حلول بديلة لها.
وقالت الوزارة لـ (عمان): حددت الفرق المتخصصة -وبعد دراسة مستفيضة- ٣٢٨ حالة تحتاج إلى مساعدة سكنية وتم تحديد أسس المساعدة وتمويلها بالتعاون مع الفرق الأهلية والجمعيات الخيرية، بالإضافة إلى الدعم المقدم من قبل الحكومة حيث تم استلام (222) خريطة خاصة من قبل المواطنين لبناء منازلهم من قبل الوزارة، وهناك (41) وحدة سكنية جاهزة للتوزيع، وتم توقيع اتفاقيتين مع القطاع الخاص ممثلا في جمعية دار العطاء بـ (35) وحدة سكنية و(30) وحدة سكنية أخرى ستمولها مؤسسة الجسر للأعمال الخيرية.
وأشارت الوزارة إلى أنه تم العمل على الجوانب التخطيطية العمرانية من خلال فريق مسح ميداني لدراسة أهم المتغيرات التي حدثت لمجاري الأودية ومقارنتها بالدراسات السابقة ومدى التغييرات التي أحدثتها الحالة المدارية ، كما تم حصر القطع المعمورة وغير المعمورة والواقعة على خطوط التماس مع مجاري الأودية لمعرفة درجة تأثرها ووضع المقترحات اللازمة لضمان عدم تعارضها وتداخلها مع مجاري الأودية، إلى جانب التنسيق مع الجهات الخدمية والمنفذة لخدمات البنية الأساسية، للخروج بمرئيات مشتركة وواضحة لإيجاد حلول عملية مستدامة تسهم في التخفيف من الآثار المترتبة عند حدوث مثل هذه النوعية من الفيضانات مستقبلا، كما تم تكليف فريق لدراسة التأثيرات على المخططات والوحدات السكنية المرتبطة بتعويضات طريق الباطنة الساحلي، خصوصا تلك الواقعة في مناطق منخفضة نسبيا عن مستوى سطح البحر أو على الأخوار ووضع المقترحات والحلول اللازمة وفق دراسات تخطيطية متخصصة. وعلى الرغم من عودة الأوضاع إلى طبيعتها في الأحياء السكنية وممارسة السكان حياتهم الاعتيادية، إلا أن ذكريات الإعصار لا تزال باقية في أذهان الأهالي، ولا تزال هناك بعض الوصلات في الطرق الداخلية لم يتم إصلاحها، كما أن بعض الممتلكات الخاصة لا تزال معاملاتها لدى الجهات المعنية للدراسة حيث يطالب الأهالي بترميمها وتعويضهم عنها.
ففي منطقة الخضراء بولاية السويق لا تزال وصلة الطريق الساحلي ممهدة ترابيا حيث تنقطع حركة السير مع مد البحر وجزره، ويطالب الأهالي بإيجاد عبارات صندوقية لهذه الوصلة للتمكن من العبور والتنقل، حيث تدخل مياه البحر إلى اليابسة وينقطع الطريق في كثير من الأحيان.
وقال خالد بن سعيد الصالحي من ولاية السويق: الحياة عادت إلى طبيعتها فمعظم المواطنين الذين تصلح بيوتهم للسكن عادوا إليها، وتبقت بعض الأسر في منازل مستأجرة التي تأثرت منازلها ولم تعد صالحة للسكنى.
وأضاف: الطرق الداخلية في الأحياء السكنية تحتاج إلى عملية تنظيف من الأتربة المتبقية بفعل الأودية، مشيرا إلى أن الأحياء السكنية تعاني من تطاير الغبار العالق على الطرق.
وفي ولاية الخابورة تقوم بعض الشاحنات بتكديس مخلفات البناء والمزارع في قصبية الزعاب بمكان بالقرب المناطق السكنية.
وفي مناطق أخرى في الولاية يواصل المواطنون بناء منازل جديدة لهم خاصة الأسر التي تأثرت منازلها كليا، فيما لا تزال بعض الأسر تطالب بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بمنازلها.
وقال زايد بن سعيد السعيدي من قصبية الزعاب هناك بعض الطرق الداخلية لم يتم رصفها إلى الآن، إضافة إلى بعض الممتلكات التي لم يتم التعويض عن تأثرها، مشيرا إلى أن العديد من الأسر باشرت في بناء منازل جديدة لها مستفيدة من التعويضات التي قدمتها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني.
