«برنامج صيفي» في مراكز «الوفاء» وأنشطة تأهيلية وتوعوية تلبي حاجة ذوي الإعاقة وأسرهم
تعكف وزارة التنمية الاجتماعية على تنفيذ البرنامج الصيفي في مركز التقييم والتأهيل المهني ومراكز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف محافظات السلطنة، ويتضمن البرنامج على مدى أربعة أسابيع إقامة العديد من الأنشطة التأهيلية والترفيهية والتدريبية والتوعوية والتي تلبي حاجة الأشخاص ذوي الإعاقة وأسرهم.
وهذا البرنامج الذي تشرف على إقامته المديرية العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة لغاية الـ13 من شهر يوليو القادم يهدف إلى تطوير القدرات والمهارات المختلفة للأشخاص ذوي الإعاقة، وتنمية مواهبهم في مختلف المجالات، وتخفيف الآثار النفسية والاجتماعية الناتجة عن انتشار فيروس كورونا « كوفيد19»، وأيضًا تدريب أولياء الأمور على بعض المهارات التي تساعدهم على تلبية حاجات أبنائهم بالمنزل، وتوعية أولياء الأمور والعاملين في هذه المراكز بالجوانب الطبية والصحية الواجب اتباعها خلال فترة الجائحة، إلى جانب الترفيه الموجّه لإدخال البهجة والسرور في نفوس الأشخاص ذوي الإعاقة.
4 ساعات يوميًا
وذات يوم زرنا مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة بولاية بدبد، وتجوّلنا في أورقته التي أتاحت مشاهدة مختلف أنشطة البرنامج الصيفي المنفذ فيه، والالتقاء بكادره التأهيلي، والأشخاص ذوي الإعاقة، حيث أوضح الشاذلي بن مبروك الشرميتي أخصائي تأهيل توحد قائلًا: في ظل استمرار جائحة كورونا جاء تطبيق هذا البرنامج الصيفي لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة في المركز، وهناك استجابة من أولياء الأمور لإشراك أبنائهم في هذا البرنامج وبواقع 4 ساعات يوميًا، وخلاله يتلقى الأطفال نصيبهم من الفقرات الرياضية، وجلسات التربية الخاصة، وعلاج النطق، والعلاج الوظيفي، وفقرات الأنشطة الفنية، وحصة المطبخ التعليمي، وآخرها حصة الاستقلال الذاتي، ويقتصر حضور كل نشاط ينفذ على حالة واحدة فقط، وذلك وفقًا للإجراءات الاحترازية المتبعة في المركز، إلى جانب إقامة برنامج توعوي لأسر هذه الحالات، وذلك لتدريب الأسر وتوعيتهم بالطرق الصحيحة للتعامل مع أبنائهم خارج نطاق المركز.
كما التقينا الطفل حمد بن محمد السيابي المصاب باضطراب طيف التوحد وهو يتلقى إحدى الجلسات التأهيلية، وأثناء الحديث معه عبّر لنا عن حبّه لفن الرسم وأنشطة القص واللصق والتلوين وعمل أشكال مختلفة من مادة الصلصال، ومعبراً أيضًا عن ارتياحه لأنشطة المركز، وبلغته الطفولية يتمنى اقتناء دراجة نارية وآلة تصوير فوتوغرافية.
ألعاب رياضية
وفي فناء المركز رأينا فتاة برفقة مدربتها تمارس بشغف عددا من المهارات الرياضية فالتقطنا لها عددا من الصور التي توثق ذلك، وما أن اقتربنا منها حتى أفصحت عن اسمها فقالت: أنا تسنيم بنت سيف البكرية أمارس في مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ببدبد عددا من الألعاب الرياضية كالجري وكرة السلة وكرة الطائرة، وأيضا أنشطة وهوايات أخرى كعمل المجسمات، وزراعة الشتلات، وصنع زيت السمسم وزيت النارجيل، وممارسة العمل الميداني في إحدى المحلات التجارية الواقعة في نطاق الولاية، وبينت خلال حديثها بأنها أنهت الصف التاسع، وأفصحت عن حبها لمواد الرياضيات والعلوم والإنجليزي والمهارات والحاسوب والموسيقى، وتتمنى في المستقبل أن تكون شرطية.
الدمج الاجتماعي
من جانبها تحدثت وفاء بنت علي بلدي أخصائية علاج وظيفي بأن برنامج العلاج الوظيفي يشمل المجالات الذهنية والحركية والحسية والسلوكية للوصول بالحالة قدر الإمكان إلى الاستقلال الذاتي والدمج الاجتماعي في المحيط الأسري والبيئة الدراسية، وأكدت بأن مجال الإرشاد الأسري أهميته لأولياء الأمور من حيث توجيههم للتعامل مع أطفالهم بطريقة صحيحة مما يخلق جو من التعاون بين الأسرة والمركز للوصول بالطفل إلى تحقيق نتائج إيجابية لحالته، مع ضرورة حرص أولياء الأمور لمواصلة تدريب أبنائهم على المهارات التي تكتسب في المركز، والتعامل مع الأبناء بطريقة متساوية وعادلة.
وأوضحت انتصار بنت ناصر الندابية مساعدة فنية في مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ببدبد بأن قسم العلاج الطبيعي يتعامل مع أطفال لهم مستويات إعاقة بسيطة ومتوسطة وشديدة، وتقديم العلاج لها وفقًا لمستوى الإعاقة، كما توجد حالات شديدة يهدف تقديم العلاج الطبيعي لها إلى معالجة التشوهات من خلال المعينات والأجهزة المتوافرة في هذا القسم.
وذكرت عائشة بنت منصور الرحبية معلمة تربية خاصة بأنها متخصصة في تعليم الحالات من ذوي الإعاقة الذهنية وفئة متلازمة داون على أساسيات الطبخ كالقص بأداة آمنة، وأداة عصر العصائر من خلال مطبخ مصغر، إلى جانب إكسابهم مهارات الحياة اليومية التي تغرس فيهم الاستقلالية.
إجراءات احترازية
وتعمل منيرة بنت حمود الكاملية فنية تربية خاصة على منح الحالات من ذوي الإعاقات الذهنية ومتلازمة داون جرعات تأهيلية تساعدهم على الاستقلالية وتنمية القدرات الإدراكية والحسية وذلك وفقا لمستوى ودرجة الإعاقة، وتحدثت - أيضا - عن برنامج مينتسوري الذي يتم تطبيقه مع الحالات التي تبلغ عمرها أقل من 6 سنوات، مما ينمي لديها صفة الاستقلالية وتطوير قدراتها في الاعتماد على الذات في النواحي الشخصية، كما تحدثت عن الجوانب الاحترازية المطبقة في مركز الوفاء لتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة ببدبد خلال تنفيذ البرنامج الصيفي ضد فيروس كورونا كفحص درجة حرارة الأطفال وتعقيم أيديهم فور استقبالهم في المركز، ووضع طفل واحد في كل قاعة لتلقي العلاج التأهيلي وعقب الانتهاء يتم تعقيم القاعة وتهيئتها للجلسة التأهيلية التالية، وهذا الإجراء ينسحب على جميع القاعات التأهيلية في المركز مع الحرص على لبس الطاقم التأهيلي الكمامات والقفازات وتعقيم اليدين بشكل مستمر.
نعيمة بنت مبارك النهدية من القسم المهني بالمركز وتختص بتأهيل الذكور والإناث من عمر 14 سنة فما فوق، حيث يعمل هذا القسم على تقديم تأهيل الحالات لهم في استخلاص زيوت النارجيل والسمسم، وعمل النافورات، وعمل أشكال مختلفة من المجسمات التراثية والتي تحظى بإقبال كبير عليها في مختلف المناسبات كعيد الأم وأعياد الميلاد، وتعلم الخياطة للإناث، ويعمل المركز على المشاركة بهذه المنتجات في المعارض التسويقية التي تقام بشكل مستمر، وبسبب جائحة كورونا فإن التسويق لها يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والعائد المادي يذهب لشراء مواد تدخل في عمل هذه المنتجات.
المحافظة على التأهيل
وأكدت كاملة بنت محمد السيابية مساعدة فنية تعمل على تأهيل حالات التوحد في هذا المركز منذ عام 2014م، بأن البرنامج الصيفي يحافظ على المستوى التأهيلي للأطفال، وفي اليوم الواحد يتم تأهيل عدد أربع حالات وبواقع نصف ساعة لكل حالة، حيث يتم تأهيلهم على كيفية صناعة الدمى، وإعادة تدوير مادة الكرتون، وكيفية قص ولصق الورق الملون مع مراعاة قدرات وإمكانيات هؤلاء الأطفال.
وفي اليوم التالي قصدنا مركز التقييم والتأهيل المهني التابع للمديرية العامة لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة، ومشاهدة فعاليات البرنامج الصيفي، بما يتضمنه من توعية موظفي المركز من خلال إقامة المحاضرات بالمجال التأهيلي، وأعمال النجارة والخشب وأنشطة التربية الأسرية، والأنشطة الرياضية وغيرها من المجالات التأهيلية التي تقدم في هذا المركز إلى جانب إقامة الزيارات الترفيهية الهادفة لطلاب المركز، وقد تحدثت خديجة بنت عيسى الزرافية بأنها تعمل على تلقى جلسات التأهيل في الخياطة وتطريز الملابس وأعمال الزينة، ومزاولة رياضة كرة الطائرة، وعبرت عن استفادتها من فقرات البرنامج الصيفي خلال أسابيعه.
