1671033
1671033
عمان اليوم

الفوز بالمركز الثاني عالميا في مسابقة جائزة «البرميل الملكي العالمية» سبقته تسع محاولات سابقة وعوامل محفزة

19 يونيو 2021
19 يونيو 2021

حوار - بشير الريامي -

لكل إنجاز يحققه الإنسان سواء كان محليًا أو عالميًا فرحة عارمة وإحساس جميل ما بعده إحساس لا يحس به إلا المبدع والمجتهد الذي شمّر عن ساعد الجد والاجتهاد ليجني بعد ذلك حصاد غرسة الثمين.

هكذا كان قطف الحصاد الثمين لدى فريق طلبة جامعة السلطان قابوس المكون من عدد من الطلبة والذين تمكنوا من انتزاع المركز الثاني في مسابقة الجائزة العالمية (البرميل الملكي) الدورية في نسختها الخامسة عشرة لهذا العام.

هذا الفوز جاء بعد تسع محاولات سابقة للفريق، حيث كان الفريق يحرز جائزة المركز الأول على مستوى دول الشرق الأوسط ويتأهل للتصفيات النهائية، ولكن الحظ كان يقف أمامه بالمرصاد دون تحقيق أي من المراكز الثلاثة الأولى، ولكن بقوة الإرادة والتصميم والثقة في النفس تحقق الإنجاز الذي كان يصبو إليه أعضاء الفريق بشكل عام وبدون استثناء.

الطالبة ثريا بنت أحمد الحارثية التي تخرجت مؤخرا بحصولها على بكالوريوس العلوم تخصص علوم الأرض من كلية العلوم بالجامعة ورئيسة الفريق المشارك بالمسابقة تتحدث عن هذا اللقاء وتقول: لا أبالغ إذا قلت إن المشاركة في هذه المسابقة تعد فرصة لطلبة علوم الأرض وهندسة البترول لتطبيق ما درسوه خلال سنوات الدراسة وكسب الخبرة للتعلم في ما يخص الاستكشاف في مجال النفط والغاز، ومن هذا المنطلق كان الدافع لنا للمشاركة في هذا المسابقة. وتضيف رئيسة الفريق: إنه تم اختيار الطلبة المرشحين للمشاركة في المسابقة من خلال مقابلات يقوم بها الطاقم التدريسي في قسم علوم الأرض بالجامعة وعلى أساسها يتم الاختيار، وكلف الأستاذ المساعد بقسم علوم الأرض الدكتور محمد فرفور والأستاذ خليل الهوتي، بالتدريب والإشراف على فريق الطلبة المرشح للمشاركة والذي يتكون من خمسة أعضاء، ثلاثة منهم تخصصهم الجيولوجيا وهم ثريا الحارثية، ومروة الحضرمية، وسلمى الرحبية وعضوة أخرى في الفريق تخصصها هندسة النفط والغاز وهى إيمان الفزارية وعضو تخصصه الجيوفيزياء وهو سعيد الفارسي.

وتقول الحارثية: إن هذه المسابقة تنظمها الجمعية الأمريكية لجيولوجيي البترول، وتنقسم إلى مرحلتين، المرحلة المحلية وأحرز الفريق فيها المركز الأول على مستوى الشرق الأوسط وبذلك تأهل للتصفيات النهائية للمنافسة العالمية، وأحرزنا المركز الثاني عالميًا من بين ٩ جامعات، بما أن المسابقة تعتمد الاعتماد الكلي على العمل الجماعي والتعاون ونقل المعرفة ومشاركة الأفكار بين أعضاء الفريق الذي يتكون من خمسة أعضاء الذين ذكرتهم سابقا.

وتشير أيضًا إلى أن هناك عوامل كانت سببا في تحقيق هذا الفوز أهمها أن الفريق قام خلال ثمانية أسابيع بجهد كبير في تحليل وربط وتحسين البيانات المعطاة من قبل الجمعية، و قام الفريق بعدها بعرض مرئي لمدة ٢٥ دقيقة أمام لجنة من الحكام وهم -خبراء في مجال النفط والغاز- شاملًا لجيولوجية المنطقة وربطها بالمعلومات الجيوفيزيائية وكل ما يتعلق ببيانات الآبار لتحديد أماكن ذات احتمالية عالية لوجود النفط مع عرض اقتراحات للتقليل من التكلفة والمخاطر المصاحبة للحفر، والمسابقة في مجملها تحاكي عمل شركات النفط الاستكشافية، فالفريق كان يمثل الشركة ولجنة التحكيم تمثل المستثمرين.

وعن المسابقة قالت الحارثية: إن مسابقة البرميل الملكي تقامُ بصفة دورية وبشكل سنوي، وهذه هي الدورة الخامسة عشرة منذ انطلاقتها عام ٢٠١٠ وعلى مدى السنوات الماضية حرص طلبة قسم علوم الأرض بالكلية على المشاركة في المسابقة وكانوا يحققون المراكز الأولى على مستوى الشرق الأوسط، ويصعدون للتصفيات النهائية كل مرة وكان الفوز حليفهم هذا العام ولله الحمد بتحقيقهم المركز الثاني عالميا، مضيفة إنه في ظِل ظروف جائحة كورونا والتحديات التي واجهها الفريق منها العمل عن بُعد، إلا أن الفريق كان على ثقة تامة بالمنافسة للفوز بالمركز الأول على مستوى الشرق الأوسط رغم المنافسة القوية من مختلف الجامعات بالشرق الأوسط.

وعن طموح فريق طلبة الجامعة مستقبلًا بعد هذا الإنجاز العالمي تقول ثريا الحارثية: يطمح الفريق للمشاركة في مسابقات محلية وعالمية أخرى، ونقل تجربة الإنجاز للطلبة المهتمين بالمشاركة في مسابقة البرميل الملكي، كما أن جميع أعضاء الفريق يطمحون أكثر لتطوير أنفسهم فمنهم من يطمح لاستكمال الدراسات العُليا لدرجة الماجستير وبعضهم يطمح إلى الانضمام لإحدى شركات النفط والغاز الرائدة لتطبيق أفكار المشروع على أرض الواقع.

وفي ختام حديثها قالت ثريا الحارثية: أتقدم بجزيل الشكر والتقدير لكل أعضاء الفريق على جهودهم التي بذلوها خلال الفترة الماضية وعلى قوة الإرادة والتصميم والثقة بالنفس التي تحلى بها أعضاء الفريق مما ساهم في تحقيق الإنجاز الذي كنا نصبو إليه جميعًا بالإضافة إلى جهود وخبرة مدرب الفريق الدكتور محمد فرفور الأستاذ المساعد بقسم علوم الأرض بالجامعة التي كان لها أبلغ الأثر في تحقيق هذا الإنجاز.

وأضافت: أشجع الطلاب والطالبات وهم على مقاعد الدراسة أن يستغلوا الفرص إذا أتيحت لهم للمشاركة في مثل هذه المسابقات التي تصقل مهاراتهم الشخصية، مثل المسؤولية وتنظيم الوقت بحُكم أن المسابقة كانت تحتاج إلى تنظيم الوقت والجهد الشخصي الكبير، كذلك العمل ضمن الفريق الواحد والتعاون بين الأعضاء، إضافة إلى صقل المهارات العملية والعلمية، وأيضا عمل هذه المسابقة يهيئ الطالب إلى الاستعداد للعمل في شركات استكشاف النفط والغاز بعد التخرج، فهي بمثابة تدريب عملي مكثف لما تمت دراسته، بغض النظر عن المركز المحقق والأهم هو استفادة الطالب من المشاركة في المسابقات وصقل شخصيته من خلال اكتساب الخبرة وخوض التجربة المميزة.