عمان اليوم

التعليم الإلكتروني .. هل حقق أهداف مؤسسات التعليم العالي؟ وكيف؟

25 يوليو 2021
25 يوليو 2021

أكاديميون: رغم الوضع الوبائي .. ابتكرنا حلولا بديلة لاستمرار التعلم والتعليم

طلبة: فروقات جوهرية بين النظامين .. والتفاعل المباشر أبرز التحديات

واجهت منظومة التعليم بالسلطنة خلال فترة الجائحة الفيروسية لمرض كورونا «كوفيد-19» مجموعة من التحديات نتيجة تداعيات الجائحة، مما دعا القائمين عليها إلى إحداث نوع من التغير المفاجئ للنظام المتبع والسائد خلال فترة ما قبل كورونا.

وعبّر الكادر التدريسي والطلبة الأكاديميون عن آرائهم تجاه نظام التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد، وتجلت الصعوبات التي عانى منها القائمون في العملية التدريسية من خلال تحسين الأنظمة الإلكترونية واتباع طرق تدريسية جديدة تسهم في تحقيق الخطط التعليمية، ومدى قدرة الجامعات والكليات على امتلاك برامج وأنظمة تدريسية استخدمتها خلال السنوات الماضية، حيث ساهمت هذه البرامج في تسهيل عملية التحول من النظام التعليمي الحضوري إلى الإلكتروني.

وقد استطلعت «عمان» عددا من الدكاترة الأكاديميين والطلبة الجامعيين الذين خاضوا تجربة التغير في النظام التعليمي الأكاديمي، وقالت محاضر أول في قسم التجارة الإلكترونية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط الدكتورة نداء بنت ناصر الصبحية: إن التعليم الإلكتروني أصبح قضية الساعة وأن التعليم الإلكتروني يفرق وبشكل كبير عن التعليم الحضوري، ولكن كلاهما يحقق الهدف نفسه باستراتيجيات مختلفة.

وأشارت إلى أن عملية توصيل المعلومة إلى الطالب كانت تشكل عبئا كبيرا على المحاضر في بداية تغيير النظام، ولكن مع مرور الوقت أصبحت العملية أسهل وأكثر سلاسة. وأضافت: هنالك تحديات كثيرة خلال هذه الفترة أبرزها كيف استخدم أداة توصيل المعلومة، وأن هذه الأداة كانت جديدة بالنسبة لي.

وأوضحت أن التعليم الإلكتروني حقق نسبة متوسطة من النجاح، حيث إن عملية التعليم يجب أن تكون مستمرة إلكترونيا حتى يستقر الوضع الوبائي في السلطنة.

من جانبها أكدت محاضر أول في قسم الموارد البشرية بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط الدكتورة رية بنت راشد العامرية أن التعليم الإلكتروني والتعليم الحضوري كلاهما أسهم في تحقيق التعليم ومتطلبات المؤسسة التعليمية والخطط التي وضعت من قِبل المؤسسة، بالإضافة إلى أن عملية تقييم جودة العملية التعليمية تتم وفق العديد من المعايير للتأكيد على وصول المعلومة للطلاب منها المشاركة بين الطلاب والتفاعل مع المحاضر كل هذه الأمور تبين وتوضح مدى وصول المعلومة، مشيرة إلى أن هنالك تحديات تواجه المحاضر في إيصال المعلومة أبرزها صعوبة التواصل مع الطلاب وضعف شبكة التواصل.

الفرق بين التعليم الانتظامي والإلكتروني

وبالنسبة للطلبة فقد عبّر الطالب محمد بن سرور الهنائي عن مدى الفرق بين التعليم الانتظامي والإلكتروني قائلا: التعليم الإلكتروني يفرق بشكل كبير عن التعليم النظامي حيث إن الطالب في التعليم النظامي يكون مواجهًا للمعلم وزملائه وبالتالي يفقد الإلكتروني ذلك، مضيفًا إن المعلومة تصل إلى الطالب بشكل ميسر في التعليم الإلكتروني إلا في بعض المواد التي تتطلب الحضور في القاعة الدراسية.

أبرز التحديات

وأشار الهنائي إلى أبرز التحديات التي واجهها وهي الضعف في شبكة الإنترنت مما يؤدي إلى عدم قدرته على المشاركة مع زملائه في العملية التعليمية المتزامنة، حيث تغلب على هذه الصعوبات من خلال البحث عن مناطق تتوفر بها شبكة جيدة تمكنه من المشاركة.

وأثنى الهنائي على دور الجامعة في تحقيق الأهداف التعليمية باستخدام التعليم الإلكتروني، مؤيدًا استمرار عملية التعليم الإلكتروني للتقليل من انتشار الوباء.

وقالت الطالبة شيرين بنت خميس الهنداسية: التعليم الحضوري يلزم المتعلم بالوقت والتعلم الإلكتروني مرن، حيث تلعب لغة الجسد تأثيرا كبيرا في تلقي المعلومة وكل هذه الأمور يفقدها التعليم الإلكتروني، حيث أشارت إلى أن نظام التعليم الإلكتروني غير مناسب لقياس مدى وصول المعلومة للطلاب إلا إذا تم قياس ما تم أخذه حضوريا.

وأكدت الهنداسية أن أبرز التحديات التي واجهتها هي ضعف الشبكة، والأعطال المفاجئة للأجهزة الإلكترونية، مضيفة إن التعليم الإلكتروني لم يحقق الأهداف المرسومة بالشكل المرجو بسبب العديد من التحديات التي واجهتها، حيث إنها لا تؤيد استمرار عملية التعليم الإلكتروني.

وشاطرهم الطالب إلياس بن ياسر الصبحي حيث أكد أن هنالك اختلافا بين التعليم الحضوري والإلكتروني، مشيرًا إلى سهولة وصول المعلومة إلى الطلاب، والتعليم الإلكتروني حقق النتائج والأهداف وأؤيّد استمرار التعليم الإلكتروني خلال الفترة القادمة.

وتطرقت الطالبة آية بنت هلال الحرملية إلى الفروقات الكبيرة بين التعليم الحضوري والإلكتروني، وقالت: إنهما يختلفان في الطرق والاستراتيجيات التدريسية باستثناء المادة العلمية التي تدرس، وأن الفروق تكمن في طريقة التواصل بين المعلم والطالب، مشيرة إلى أن وصول المعلومة إلى الطالب يعود إلى طبيعة المادة.

وأكدت الحرملية أن أكبر التحديات التي توجه التعليم الإلكتروني هي ضعف الشبكة، وأنها لا تأمل استمرار عملية التعليم الإلكتروني.

وقال الطالب الصلت بن ياسر الصبحي: جميع النقاط المذكورة، لا سيما التحدي في ضعف الشبكات ولكن رغم كل هذه التحديات استطاعت الجامعات التغلب على هذه التحديات وتحقيق الأهداف التعليمية المرجوة من خلال إيجاد حلول تمكن الطالب من دراسة المادة بأكثر من طريقة تلائم ظروف كل طالب.