1791700
1791700
عمان اليوم

ألف حالة سنويا تحول للعلاج في الخارج

24 أكتوبر 2021
الملاذ الأخير بعد تعذره محليا
24 أكتوبر 2021

تمد سلطنة عمان ممثلة بوزارة الصحة مظلة الرعاية الصحية لكافة شرائح المجتمع عبر مؤسساتها الصحية على مختلف مستويات الرعاية الأولية والتخصصية، إضافة إلى مد الرعاية لتصل إلى العلاج بالخارج على نفقة الحكومة تكملة لتقديم الرعاية الصحية وحفظا على المواطنين حيث يعد العلاج بالخارج بمثابة الملاذ الأخير لبعض الحالات المرضية الحرجة التي قد يستعصي علاجها بالسلطنة نتيجة حاجتها لإمكانيات أو خبرات متخصصة.

وفي حوار خاص مع «عمان» حول العلاج بالخارج وجهود وزارة الصحة في هذا الجانب وهل تشجع الوزارة على البحث عن العلاج في الخارج.. قال الدكتور سلطان بن سالم الحارثي مدير دائرة شؤون العلاج بالخارج بوزارة الصحة: تعد الخدمات الطبية حقل تكافلي في العالم أجمع يخضع توفرها لكثير من العوامل من حيث الإمكانيات والخبرات والصناعات والتجارب وليس بالإمكان تكامليته في نظام واحد؛ لذا أصبح السعي وراء العلاج لا يقتصر بحدود أو دول، من هنا اصبح مفهوم العلاج بالخارج إحدى الدعائم الرئيسية لمنظومة الرعاية الصحية، ومن هذا الباب أصبح العلاج بالخارج على نفقة الحكومة تكملة لتقديم الرعاية الصحية وحفظا للمواطنين ويعد بمثابة الملاذ الأخير لبعض الحالات المرضية الحرجة التي قد يستعصي علاجها بالسلطنة نتيجة حاجتها لإمكانيات أو خبرات متخصصة.

وأكد الحارثي في حديثه على أن الجهات الصحية تبذل قصارى جهدها لتمتد مظلة الصحة لجميع المواطنين على جميع الأصعدة فإن لم تكن الخدمة والوسيلة متوفرة بالمؤسسات الصحية الحكومية والخاصة بسلطنة عمان فتمتد إلى الخارج أخذت على عاتقها توفير الصحة المستدامة مذللة جميع الصعاب في تحقيق ذلك.

وأشار الدكتور الحارثي إلى أن دائرة شؤون العلاج بالخارج تستقبل التحويلات للعلاج بالخارج من قبل المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وبقية المستشفيات الحكومية بالسلطنة أو لحالات ترتئي اللجنة الطبية إرسالها نظير توصية من قبل الأطباء الاستشاريين أو الاختصاصيين، أو للحالة المرضية للمريض نظير عدم توفر العلاج بالسلطنة أو لفحص غير متوفر، حيث يتم على أساس التقارير مخاطبة المستشفيات بالخارج (عدة مستشفيات بعدة دول) مشفوعة بالصور السينية ليتم اختيار الأفضل والخطة العلاجية الأنسب بعد التشاور مع الأطباء المعالجين.

فئات

وتطرق مدير شؤون العلاج بالخارج إلى شروط الموافقة على الإرسال للعلاج بالخارج وقال من شروط الموافقة على العلاج بالخارج تعذر العلاج داخل السلطنة، وتوفر الاعتمادات المالية، وموافقة اللجنة الطبية على الإيفاد والمؤسسة العلاجية الموفد إليها، ووجود الخطة العلاجية، مبينا أن إيفاد المريض للعلاج بالخارج يقتصر على عدد من الفئات وهي: ـ (العمانيون ـ الوافدات المتزوجات من العمانيين ـ الوافدون المتزوجين من العمانيات ـ أولاد العمانية من زوج أجنبي).

أبرز الحالات

وتحدث الدكتور سلطان الحارثي عن أبرز الحالات المرضية التي تصل إلى مرحلة العلاج بالخارج وقال: مجمل الحالات التي يتم إرسال هي التي لا يتوفر لها علاج بالسلطنة أو الفحص ليس متوفرا بالمستشفيات الحكومية بالسلطنة، وأغلب الحالات التي يتم إرسالها هي: (زراعة النخاع وزراعة الكبد وعمليات الصرع وعمليات العظام المعقدة وحالات الأورام المعقدة وحالات الورم الأرومي الشبكي للعيون وزراعة القرنية والفحص الجيني قبل الغرس).

أكثر من ألف

وبين أن الحالات التي يتم إرسالها للعلاج بالخارج يتفاوت عددها كما أن هناك بعض الحالات يتم إرسالها إلى المؤسسات الصحية الخاصة المناسبة داخل السلطنة، وقد تتعدى الحالات المرسلة للعلاج بالخارج الألف حالة سنويا ويتم إرسال المرضى إلى مختلف دول العالم بحسب التخصص وتميز جودة العلاج بالمستشفى في تلك الدولة، مشيرا إلى الدول التي يتم إرسال المرضى إليها هي جمهورية الهند، ومملكة تايلند، والممكلة المتحدة البريطانية، والجمهورية التركية.

مضاعفات

ولم يحدد الحارثي المدد الزمنية التي تستغرقها الحالات المرضية للعلاج بالخارج ولا التكلفة المالية للحالة الواحدة موضحا أن المدد الزمنية والتكلفة المالية للعلاج تتفاوت بناءً على نوع الحالة المرضية ونوع العلاج المرسلة له، وإذا حدثت مضاعفات بعد العمليات، مؤكدا على أن هناك بعض من الحالات قد تطرأ عليها تطورات بالخطة العلاجية تستدعي تقديم علاجات إضافية.

استشارة

ولم ينصح الدكتور سلطان المواطنين للذهاب للعلاج في الخارج دون استشارة الطبيب المشرف على الحالة لا سيما أن الكثير من المشاكل الصحية يتوفر علاجها بالسلطنة، وأوضح أن المستشفيات الحكومية ومستشفيات القطاع الخاص الصحي بالسلطنة تبذل كل الجهد والطاقة لتوفير خدمات علاجية على أكمل وجه وأن تعذر ذلك أو استدعت الحالة فإنهم لن يترددوا في تحويل المريض إلى دائرة شؤون العلاج بالخارج، مشيرا إلى أن جميع الحالات تتابع العلاج في السلطنة بعد العودة من رحلة العلاج بالخارج سواء كانت مبتعثة عن طريق الوزارة أو جهة أخرى أو على نفقتها الخاصة.

مخاطر

وذكر الحارثي بعض مخاطر العلاج بالخارج وقال هناك بعض المخاطر تتعلق بالعلاج في الخارج و تكمن في اتخاذ قرار السفر دون الرجوع للطبيب المعالج في السلطنة للتقصي عن مدى ملائمة السفر لحالة المريض الصحية والسفر دون معرفة ما مدى توفر العلاج للمريض أو أي إضافات غير متوفرة في السلطنة (خطة العلاج)، والسفر إلى مستشفى لا تتوفر للمريض المعلومات الكافية عنه (العلاج، الجودة، التكلفة) وإذا تعرض المريض لانتكاسة مرضية وهو بالخارج قد تبقيه فترة طويلة في العناية أو المستشفى مما يؤدي إلى تكاليف مالية أخرى لم تكن في الحسبان، وبعض الدول غير آمنة من حيث انتشار بعض الأمراض والأوبئة بها أو لعدم استقرار الحالة الأمنية.

سعي

وفي ختام حديثه أكد الدكتور سلطان بن سالم الحارثي مدير دائرة شؤون العلاج بالخارج بوزارة الصحة على أن الدائرة تسعى دائما في تطوير الخدمات الطبية غير المتوفرة في السلطنة سواء كان من خلال بحثها المستمر عن العلاجات والمراكز والمؤسسات الطبية المعتمدة في الدول الأخرى، ومن ثم تقييمها وتقييم مدى جودتها وكفاءتها لدراسة إمكانية إرسال الحالات لها أو من خلال إيجاد آلية تعاون بين الطبيب المعالج بالسلطنة والطبيب المعالج بالخارج أو عن طريق استضافة الأطباء والاستشاريين المتخصصين لبعض الحالات بالسلطنة وذلك بهدف المساهمة بالتدريب وصقل معرفة الكادر الطبي بالسلطنة ومن أجل تحسين الخدمات العلاجية وتسهيلا للمواطن، كما تتم معالجة الحالات المرضية بصورة مختلفة تتواءم مع الحالة وحاجتها العلاجية.