عمان اليوم

10 فبراير .. يومًا سنويًا للاحتفاء بالشخصيات العمانية المدرجة بقائمة اليونسكو

08 فبراير 2023
تقديرا لإنجازاتهم الرائدة وأدوارهم في مد جسور التواصل مع العالم
08 فبراير 2023

ـ وزيرة التربية والتعليم: إرثنا العلمي منارة إشعاع تعكس الهوية العمانية الخالدة

ـ وكيل الثقافة: ندعم مساعي اليونسكو في الحفاظ على الإبداعات الثقافية والفكرية للبشرية

"عمان": أعلنت وزارة التربية والتعليم ممثلة باللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، عن تخصيص يوم العاشر من فبراير من كل عام يوماً سنوياً للاحتفاء بذكرى الشخصيات العُمانية المؤثرة عالمياً والمدرجة في قائمة اليونسكو للاحتفاء بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً؛ وهو اليوم الذي يصادف انضمام سلطنة عمان لمنظمة اليونسكو في العاشر من فبراير 1972م، ويأتي الاحتفاء بهذا اليوم بهدف التعريف بالشخصيات العمانية المؤثرة على المستويين المحلي والعالمي، وتسليط الضوء على إرثها المعرفي والعلمي.

وقالت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم ـ رئيسة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم: "يأتي الاحتفال بتخصيص يوم سنوي للشخصيات العمانية المدرجة ضمن برنامج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" للاحتفال بالذكرى الخمسينية أو المئوية للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً في سياق اهتمام سلطنة عُمان بالفكر الإبداعي العُماني عبر التاريخ، وبالرصيد العلمي الذي تركه للبشرية، الذي تعدى بلا شك حدود المكان لينطلق إلى أفق عالمي واسع، فنهل الكثيرون من هذا العلم، واستفاد آخرون من التجارب والمهارات العملية في مجالات عدة مثل: الطب والملاحة والجغرافيا والآداب وغيرها ، كما تناول بعض الباحثين على المستوى الإقليمي والعالمي في أطروحاتهم بالبحث والدراسة عن الشخصيات العُمانية ذات الأثر العالمي، إلى جانب احتضان الكثير من المكتبات في العالم لمخطوطات عُمانية، بالإضافة إلى اهتمام المراكز البحثية والجامعات المعاصرة بتناول هذه الشخصيات وأثرها العلمي، والذي بلا شك يشكل نقطة محورية ساهمت في تعزيز الإرث العلمي للشخصيات العٌمانية واستدامتها عبر العصور.

وأشارت معاليها "أنه في خضم ما يشهده العالم اليوم من إضافات علمية وابتكارات تقنية يبقى الحفاظ هذا الإرث العلمي غاية سامية؛ كونه يشكل منارة علم وإشعاع تعليمي، وانعكاسًا للهُوية الثقافية العُمانية الخالدة، التي شكلّت في حد ذاتها علامة فارقة تميز العُمانيين وعلومهم بين العالم".

وأوضحت معالي الدكتورة "بأنه علينا أن ننطلق من هذا الإرث الحضاري وننقله للأجيال القادمة، لنبني به مستقبل هذا البلد العزيز، ومن أجل ذلك فإن المسؤولية الملقاة على هذه الأجيال كبيرة للمحافظة على الإرث الحضاري لبلادهم، ومواصلة ما وصل إليه العمانيون الأوائل الذين ساهموا في مد جسور التواصل مع الحضارات الأخرى، وتخليد دورهم في تعزيز الهوية العمانية، وإبراز سلطنة عمان على خارطة العالم".

موضع رفيع من الاعتراف

وأكد سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة، أن اعتماد سلطنة عمان للعاشر من فبراير من كل عام يوما للاحتفاء بالشخصيات العُمانية المدرجة في السجل العالمي لبرنامج اليونسكو للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا، والذي يصادف انضمام سلطنة عُمان الى عضوية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، يعد دليلا على مدى الإهتمام بالمنجز الحضاري والفكري وتقديراً للدور الذي قام به العمانيين على مر العصور، حيث تجاوزت اسهاماتهم الحدود الجغرافية لسلطنة عمان، كما ان احتفاء سلطنة عمان بهذا البرنامج يأتي دعما لمساعي اليونسكو في الحفاظ على الابداعات الثقافية والفكرية للبشرية واستدامة منجزاتها ونقلها عبر الاجيال ،حيث حقق العمانيون ما نعتبره رصيدا فكريا يحظى بالتقدير العالمي والدولي، واستفادت منه البشرية عبر العصور في الكثير من المجالات كالفلك وعلوم البحار والطب واللغة والأدب ، كما أن اليونسكو وضعت هذه الاسهامات موضعا رفيعا من الاعتراف والاعتزاز حين ادرجت الشخصيات العمانية المؤثرة على الصعيد العالمي في هذا البرنامج، وتكريما للشخصيات المؤثرة عالمياً والمبدعة في كافة مجالات الإبداع الانساني.

وأشار سعادته إلى ان سلطنة عمان ومن خلال مؤسساتها الثقافية، حرصت على تعزيز تواجدها بهذا البرنامج من خلال عدد الشخصيات العمانية المؤثرة عالمياً، وكانت البدايات في عام 2005 مع بداية تأسيس البرنامج بادراج الخليل بن احمد الفراهيدي، ثم الطبيب والصيدلاني راشد بن عميرة عام 2013، والموسوعي والمصلح الاجتماعي نور الدين السالمي عام 2015، وفي علوم الطب والفيزياء تم ادراج الطبيب والفيزيائي أبو محمد الأزدي "إبن الذهبي" عام 2015، وفي مجال الشعر والصحافة، أبو مسلم البهلاني عام 2019، ومؤخراً في 2021م تم ادرج الملاح العماني أحمد بن ماجد ضمن الشخصيات المؤثرة التي احتفت بها اليونسكو.

وتعزيزا لاهمية هذا البرنامج في ابراز الشخصيات العمانية التاريخية المؤثرة على الصعيد العالمي، فقد أكد سعادته بانه يجري التنسيق بين الجهات المعنية بهذا الشأن إلى اعداد الترشيحات اللازمة لعدد من الشخصيات العمانية التاريخية المؤثرة، التي تركت أرثاً إنسانياً كبيراً على الساحة العالمية في الكثير من المجالات، خاصة وأن سلطنة عمان لديها رصيد معرفي وحضاري كبير يمكن ان يكون ممكناً رئيسياً في هذا المجال، حيث نسعى ومن خلال مستهدفات الاستراتيجية الثقافية الى ابراز الجوانب الفكرية والحضارية لسلطنة عمان وتوثيقها على الصعيد العالمي، ويعد برنامج اليونسكو للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً من برامج اليونسكو، التي تهدف الى ما يوازي تلك المستهدفات مكانة سلطنة عمان الحضارية على الساحة العالمية.

ويعد برنامج اليونسكو للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالميًا أحد برامج اليونسكو والذي يهدف إلى إبراز الأحداث التاريخية المهمة في تاريخ البشرية، والاحتفاء بالإسهام الإنساني في شتى مجالات المعرفة والإبداع، والشخصيات المؤثرة عالمياً والمبدعة، وتقدير مجالات الإبداع وفنون العلم المتنوع، إذ تتضمن معايير الأدراج على برنامج اليونسكو للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات المؤثرة عالمياً أن تكون الشخصية قد فارقت الحياة، وأن تكون مبدعة في أحد مجالات الإبداع الفكري والثقافي "يستبعد من ذلك الساسة والعسكريون، وأن يتجاوز إبداعها حدود وطنها، إضافة إلى أن يتوافق تاريخ ميلادها أو تاريخ وفاتها مع الدورة الخاصة بالتسجيل باليونسكو، وأن تتوافق ذكرى الشخصية بشكل خمسيني أو مئوي أو مضاعفاتهما، أما بالنسبة للأحداث فيجب أن تسهم في رقي البشرية جمعاء.

شخصيات عمانية مؤثرة

واستهلت سلطنة عمان مع بداية تأسيس البرنامج بادراج الخليل بن احمد الفراهيدي، ومن تلامذته: عمرو بن عثمان المعروف "بسيبويه"، وعمرو بن بحر بن محبوب المعروف "بالجاحظ" وهؤلاء من كبار علماء اللغة والأدب العربي في التاريخ، وتميزت هذه الشخصية بأنها شخصية موسوعية؛ فهو لغوي ومعجمي ونحوي وعروضي مؤسس قواعد موسيقى الشعر العربي، وله اهتمامات بعلم المنطق، وملم بعلوم الفلك والرياضيات، وكان ذا قدرة واسعة على الابتكار والإبداع في مجال اللغة العربية والأدب، ومن أعماله: تأليف معجم العين، وهو أول معجم للغة العربية، وتفسير وشرح فكرة الجذور الثنائية والثلاثية والرباعية والخماسية للأفعال في اللغة العربية، وتأسيس علم العروض "علم موسيقى الشعر العربي"، وتأسيس علم النحو، بوضع أصوله وقواعده، وكتابة عدة كتب منها مخطوط ومنها مطبوع ومنها مفقود.

راشد بن عميرة

أدرجت اليونسكو ضمن الشخصيات المؤثرة الطبيب والصيدلاني العُماني راشد بن عميرة بن ثاني بن خلف العيني الرستاقي، والذي ولد بقرية عيني من أعمال ولاية الرستاق، في النصف الثاني من القرن التاسع الهجري، وقيل أواخر القرن العاشر الهجري، حيث منزله الذي يعيش فيه قريباً من منبع العين الحارة المعروفة بعين الكسفة، وله عدة ألقاب تناولتها كتب التراجم والسير، ومن أبرزها: الطبيب الماهر، والفيلسوف، والعالم، والشاعر، والشيخ، والفقيه، وكل ذلك يدل على براعته وسعة علمه.

ومن أهم مؤلفاته: كتاب منهاج المتعلمين، وكتاب فاكهة ابن السبيل، وكتاب مختصر فاكهة السبيل، ومقاصد الدليل و برهان السبيل. وزاد المسافر، ومنظومات مشروحة في ذكر الأعضاء الرئيسة في بدن الإنسان، وتشريح جسد الإنسان من الرأس إلى القدم، ومما يشهد له على رسوخه ومعرفته في علم الطب وعلاج الأمراض، كذلك، كان له اهتمام بالغ بعلوم اللغة والأدب والصرف واللغة، بالإضافة إلى أن لعلم الفلك نصيباً من اهتماماته العلمية

نور الدين السالمي

كما أدرجت اليونسكو ضمن الشخصيات المؤثرة عالميًا العلامة المحقق الشيخ نور الدين عبدالله بن حميد السالمي إحدى الشخصيات الإسلامية والعربية والعُمانية التي تركت أثرا طيبا وفعالا في صفحات التاريخ الإنساني، ولد ببلدة الحوقين بالرستاق عام 1286هـ الموافق 1867م، تخلّق بالأخلاق القرآنية وتعلم أصل اللغة العربية، وحفظ القرآن الكريم. ولما بلغ الثانية عشرة من عمره كف بصره إلا أن الله عز وجل قد وهب له بصيرة مفعمة في الإيمان الراسخ، والعلم الصالح، وذكاء حادا وفظة قوية، مع فهم عميق وإدراك شامل وأخلاق عالية، انتقل إلى الرستاق، ثم قصد المنطقة الشرقية عام 1308هـ، و للسالمي أثرٌ كبيرا في الإصلاح، إذ كان مجددا للفكر الإسلامي، وزعيم نهضة علمية في عُمان، مصلح اجتماعي وموسوعي ألف كثيرا من الكتب التي أثرت المكتبة العمانية والعربية والمكتبة الأجنبية كذلك حيث ترجمت بعض أعماله إلى عدد من اللغات.. وترك الشيخ السالمي مؤلفات عديدة تزيد على عشرين عنوانا.

ابن الذهبي

وأدرج برنامج اليونسكو أبا محمد عبدالله بن محمد الأزدي (ابن الذهبي) الذي ولد بصحار، اشتهر بلقبه ابن الذهبي، وتميزت هذه الشخصية بتعدد التخصصات العلمية في الطب والفيزياء والكيمياء والفسيولوجيا واللغة والفقه، وانتقل إلى بلدان عربية واسلامية وأوروبية من أجل خدمة الإنسانية، وطلب العلم، والاكتشافات العلمية، ودرس على يد العالمين البيروني وابن سينا، كما أخذ العلم من ابن الثعالبي، ومن أعماله : صاحب كتاب الماء أول معجم طبي لغوي في التاريخ، وتجاوز ابن الهيثم في نظرية الابصار، ومؤلف كتاب "العلل الخوافي"، وسجّل عدداً كبيراً من أنواع النباتات الطبية ، وعدداً من أصناف الأدوية المستعملة.

أبو مسلم البهلاني

كذلك أدرج ضمن برنامج اليونسكو ناصر بن سالم الرواحي، أبو مسلم البهلاني، الذي ولد في وادي بني رواحة بسمائل، وقيل بوادي حطاط بمسقط،، وانتقل إلى زنجبار عام 1871م، ووجد فيها جواً علمياً ساعده على المطالعة وقراءة الكتب، فتتلمذ فيها على يد عبدلله بن عليّ المنذري، ومحمد بن سليمان المنذري، وتميزت هذه الشخصية بأنها شخصية موسوعية؛ فهو صحفي ولغوي وشاعر وفقيه، وكان ذا قدرة واسعة على الابتكار والإبداع في مجال الصحافة واللغة العربية والأدب خاصة الشعر، ويعتبر أبو مسلم البهلاني من شعراء المهجر في أفريقيا، وارتبط بعلاقات عديدة مع علماء عصره في عُمان وزنجبار والجزائر ومصر.

أحمد بن ماجد

كما أدرج ضمن برنامج اليونسكو للأحداث التاريخية المهمة والشخصيات العمانية المؤثرة عالميًا أحمد بن ماجد السعدي (825- 906 هـ / 1421 – 1500م) الملقب "بأسد البحار" وهو من أشهر ملاحين المحيط الهندي كما عُرف عنه، عن والده "ماجد بن محمد السعدي"، تلقى تعليمه الأول، وعلى متن السفن؛ حيث الحلقات العلمية، والمناظرات، واصل تعليمه. وكان الأثر في عدد من الاسهامات العلمية، من مثالها: طور الإبرة المغناطيسية (البوصلة)، إلى جانب ذلك المؤلفات التي احتضتها الكثير من المكتبات العربية والأوروبية، والتي شكلت مرجعيات لأسس الملاحة الأوروبية الحديثة، على ما يربو من (40) كتاب ومنظومة.