No Image
عمان الثقافي

قصيدتان

26 سبتمبر 2023
26 سبتمبر 2023

1- قصة

أكتبُ قبل نفاد الوقت: أحبكِ

قبل هروب الأشرعة العجلى

قبل الصمت المطبق في لحظات وداعٍ

قبل تلفت كفكِ حيرى في بهو الفقدِ

أحبكِ مثل غريب يطأ الليل وخفاه أنينْ.

أحبكِ قصة عشق البلبل للتينْ.

أطلي كالبسمة من فوق البحرِ،

فتلك السفن التعبى تحلم برحيل ينهي وقفتها،

تحلم بصدور الموج وحضن الزبد المتكسرِ

تلك الخشبات تعض على قصص مؤلمةٍ،

والماء سيمسح عن كاهلها،

فضعي نظارتك الطبية في دعةٍ،

وأطلّي كالبسمة في وجه حزينْ.

سمع الناس نواحًا،

ضحكًا،

كركرةً،

ودموعًا تهطل في سرفٍ.

قال كبار الحي: لقد عاد المجنونُ.

وحين احتشدت أعين صبيتهم

قالوا: كان غريبًا،

دخل القرية في كنف الليل ولم نعرف ما يبغي.

لم نعرف منه سوى

خببٍ في قدميه

يشج القلب -إذا دُعيتْ-

ويضج حنينْ

2- أغنية

ولهًا إلى عينيك أرنو

واختصار الضوء في عبث ابتسامكِ

قلتِ: لي غنج الكؤوس

ولي ثمالتها

وغبتِ

وصار مشهدك المباعد معقر الآمالِ

كانت عينك اليسرى تبوح بسرك النـزقي، ترمي في تسارع يومك العاديّ أجنحة اشتهاءٍ. رمشها رمحٌ. وتسحب قوسها من شقة الفم، تجدح النيرانَ،

تغزوني،

تخلِّفني كمصطبة الحدائق

موغلًا في الآخرين

لقد تنامى فوق جلدي قمحهم

وتركتِ وردًا

ثم أورقني الغياب على رسيس الورد

كان الورد يخبر عن مصادفة ستجمعنا.

إله الحب

يالله..

كم صفقت لصوت الورد روحي

حين أورقني الغياب على رسيسٍ

كنتِ تغتسلين في دعة كأشهى ما يكونُ

وثغرك المعقود من عنب الشمال فداه روحي

عتَّقته الأرض

شمسُ الله

والمطر

اختمرتِ

فكنتِ فاتحة القبلْ

نزقٌ إلى شفتيكِ يرنو

عند باب الليل أمسكه نزيف صوب خاصرتيه

واتكأ الغريب على سياج الوقتِ

حاصره صياح الحارس المهزومِ

والأبواقُ

والأحداقُ

كان

نمى قداّحةً

وصحا قطاةً

وارتدى غده وطارَ

فقبِّلي فاه المغني

الـ كان يهذي

كاد ينطق باسمك السري في صخب انطعان العشق في مواله الأزلي

لولا مسحة من ليل شعرك

خامرت عنق الدقائق فانتضحنَ جوىً

وكفكفنَ المشاعل فوق من حضروا .

لقد طربوا

تمايل بعضهم

وغفا.

المغني وجنتاه احمرتا شغفا.

لقد تركوه يهذي

كاد ينطق

كاد يأبق باسمك السري في صخب انطعان العشق في مواله الأزلي

كان ممددا يلتذ في حرفيْنِ

عاجله الخجلْ.

محمد هشام المغربي شاعر كويتي