No Image
عمان الثقافي

في مقاومة سردية «شعب بلا أرض في أرض بلا شعب» السردية الفلسطينية وأدب المقاومة

27 ديسمبر 2023
27 ديسمبر 2023

بينما تقرأون هذه السطور يستمر سقوط القذائف والقنابل على رؤوس الأطفال في فلسطين، وتهدم بيوتهم، وكافة المواقع التراثية والحضارية إضافة إلى المشافي، بشكل يبدو معه وجود نية القصد لتدمير كل أثر للحياة فيها، مع شديد الألم والأسف والغضب. وإزاء العجز الشديد الذي نشعر به أمام ما يحدث في غزة نتبين أهمية الدفع باتجاه انتشار السردية الفلسطينية في أرجاء العالم، لا سيما بعد أن تبين الكثير من شعوب الغرب حقيقة ما يجري على الأرض، وما يتعرض له أهل فلسطين داخل الأراضي المحتلة.

هذا المقال سيحاول أن يلقي الضوء بشكل عام على السردية الفلسطينية التي أنتجها الأدب السردي الفلسطيني المكتوب من قبل أدباء فلسطين، من جهة، بالإضافة إلى إسهامات الكتاب العرب عن فلسطين، أملا في انتشار هذه السردية وزيادة مقروئيتها من جهة، وبما يمثل دعوة أيضا لمشاركة الكتاب العرب لإنتاج المزيد من هذه السردية دعما لها في مواجهة سردية الاحتلال الصهيوني التي تنتشر في الغرب بشكل واسع بدعم ضخم من قبل اللوبي الصهيوني والمؤسسات الغربية الداعمة للاحتلال.

كنفاني وأدب المقاومة

ارتبط الأدب الفلسطيني، بشكل عام تقريبا، بما يعرف بـ«أدب المقاومة»، وهو مصطلح يجمع الكثير من المدونات المختصة بتأريخ الأدب الفلسطيني أنه يعود إلى الكاتب الفلسطيني غسان كنفاني ليصف الأدب الذي بدأ يكتب في فلسطين المحتلّة عام 1948، بعد حرب النكبة عام 1948. ويشمل هذا الأدب كل أنواع الصنوف الأدبية منها الرسمية (الشعر، الرواية، القصة، المسرحية) والشعبية من الأغاني والقصّص وغيرها.

واستهدف تقديم وثائق سردية أدبية ضد القمع والاحتلال الإسرائيلي ونادى بالوصول للحرية والاستقلال، رغم كتابته تحت ظروف الحكم العسكري الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على المناطق المحتلة عام 1948 أي في الجليل والمثلّث والنقب.

ولعل ارتباط المصطلح باسم غسان كنفاني يعود لأحد كتبه بعنوان «أدب المقاومة في فلسطين المحتلة 1948- 1966» ونشر في عام 1966. وفيه يبرز التحديات الأساسية التي واجهها الأدب الفلسطيني في تلك الفترة فيكتب:

«حين سقطت فلسطين في يد العدو لم يكن قد تبقى تقريبا في فلسطين المحتلة أي محور ثقافي عربي يمكن أن يشكل نواة لنوع جديد من البعث الأدبي، وكان جيلا كاملا من المثقفين أو بالأحرى أجيال من المثقفين قد غادرت فلسطين إلى المنفى، ولم يبق ثمة إلا مجتمع عربي قروي في غالبيته الساحقة، يخضع لحصار سياسي واجتماعي وثقافي يندر وجود ما يماثله في العالم.

«إن كلمة حصار ثقافي» لا توضح المقصود منها تماما إلا إذا دخلنا إلى صميم ما تعنيه في الواقع:

أولا: في الأساس كان القطاع الأكبر من العرب الذين بقوا في الأرض المحتلة يفتقرون، بحكم وضعهم الاجتماعي، إلى المستوى الثقافي الذي يفرخ في العادة جيلا من الكتاب والفنانين.

ثانيا: انقلبت المدن المجاورة التي كانت تحتضن الموهوبين القادمين من الريف وتفتح لهم أبوابها ونوافذها للمعرفة إلى مدن يهودية محرمة وعدوة.

ثالثا: انتصب جدار من المقاطعة الثقافية القسرية مع الأدب العربي في عواصمه، فانقطع عرب الأرض المحتلة عن مواكبة التيارات الحديثة وتبادل التأثير معها.

رابعا: فرض الحكم العسكري الاغتصابي نوعا من الإنتاج الأدبي المطلوب ذيوعه وشيوعه وهو على أي حال ليس الذي يريد عرب الأرض المحتلة إنتاجه.

خامسا: محدودية وسائل النشر، وخضوعها من ناحية لمراقبة السلطة ومن ناحية أخرى لتمويل الأحزاب الصهيونية التي تشترط عند النشر نوعا هو غير النوع الذي يعبر حقا عما يريده عرب الأرض المحتلة».

ثم يشير إلى ضعف مستوى إتقان اللغات الأجنبية في أوساط عرب الأرض المحتلة وخصوصا الريف.

الأدب الصهيوني وتشويه أدب فلسطين

طبعا هذا الكتاب تناول شخصية العربي في الأدب الصهيوني من بين ما تناوله، وهذا يلقي الضوء على السردية الصهيونية التي كانت تمتلك أرضا ثقافية مختلفة، وقدرة على الانتشار واسعة في الغرب، التي وصفها كنفاني بالقول «مقابل أدب المقاومة العربي في فلسطين المحتلة يقف الأدب الصهيوني جزءا من الحركة الثقافية السياسية في الأرض المحتلة وواحدا من الضغوط الأساسية التي تتصدى لأدب المقاومة العربي هناك لا للتأثير عليه وسحقه فقط، بل أيضا لتشويهه على الصعيد الداخلي ومحوه على صعيد الدعاية الخارجية».

وكتب مشيرا أيضا إلى أن نتائج هذا كله يمكن إنجازها ببساطة خطيرة: «فقد أفلح الأدب الصهيوني في محاصرة أدب المقاومة العربي ومنع انتشاره خارج إطار عرب الأرض المحتلة، وقدم بدلا من وجه المقاومة العربي المشرق وجها ممسوخا ومشوها ليس فقط لعرب الأرض المحتلة ولكن للعرب عموما».

ثم يتناول نماذج من الإنتاج الأدبي لعدد من أبرز رموز أدب المقاومة الفلسطينية في تلك المرحلة وبينهم الشاعر توفيق زياد، محمود درويش، سميح القاسم، سالم جبران.

سفر الاختفاء

وسوف أقفز في الزمن قفزة سريعة هنا لأصل إلى رواية كتبتها الكاتبة الفلسطينية ابتسام عازم بعنوان «سفر الاختفاء» عن دار الجمل في عام 2014. وهي رواية مهمة من حيث جوهر الرسالة التي أرادت أن تتبناها. فمن المعروف لمن يطالع الأدب الصهيوني أنه يُظهر المجتمع في الأراضي المحتلة كمجتمع يهودي، لا وجود فيه للشخصية الفلسطينية العربية، كأنه بشكل ضمني يدعم سردية الدعاية الصهيونية التي انتشرت في الغرب ليبرر بها الاحتلال وجوده في فلسطين بأنهم شعب بلا أرض جاء ليعيش في أرض بلا شعب! وهذه هي الفكرة التي حاولت الدعاية الصهيونية نشرها في الغرب بشكل واسع.

فكتبت ابتسام عازم رواية بعنوان «سفر الاختفاء» تتخيل فيه أن يستيقظ الإسرائيليون في أحد الأيام ليكتشفوا اختفاء الشعب الفلسطيني دون أسباب واضحة!

بطبيعة الحال، ما تقترحه الرواية يبدو كأنه تخيل أدبي يفترض تحقيق حلم هذا الكيان المحتل، عبر منهجهم المتواصل ممثلا في اعتقال الشباب، وإبادة السكان قتلا، أو تهجيرهم من المخيّمات أو من مدن كاملة، وطردهم من بيوتهم واحتلالها، أو بالقصف العسكري الممنهج، إلى آخر الوسائل التي عكف عليها الاحتلال الصهيوني لعقود بهدف إبادة الشعب الأصلي لأجل أن تخلو لهم أرض الميعاد المزعومة.

لكن «سفر الاختفاء» تكشف أن اختفاء السكان الأصليين، أي الفلسطينيين تحول إلى كابوس بالنسبة للكيان المحتل. فالمنطق الذي يولد به أبناء المستعمر المحتل يقوم على أساس تغذية الكراهية التي ينشؤون عليها، وغسل عقولهم بأكاذيب حول أحقيتهم في أرض لا علاقة لهم بها من قريب أو بعيد، وبالتالي تتكون هويتهم على هذه الخصومة، ثم إذا بهم يجدون أنفسهم فجأة يعيشون في وحدة رهيبة، على الرغم من أن حلمهم قد تحقق أخيرا.

لكن الكاتبة تعدد أسبابا أخرى لمفاجأة الصهاينة، وبينها أن الكثير منهم، على أرض الواقع، يعتمد على أبناء البلاد الأصليين في كافة أعمال الزراعة والبناء والحرف، وغيرها، فمن الذي سيقوم بهذه الأعمال؟

وتاليا سيشعر شعب الاحتلال، وقياداته بالأساس، أن ثمة شيئا غامضا وخطيرا يدبر لهم، وهو ما يعكس كيف أن الحقيقة التي تعيش في دواخلهم أنهم يغتصبون أرضا ليست لهم، ويقتلون شعبا أعزل بكل معنى الكلمة باستخدام ترسانة سلاح شديدة التطور. تقترح الرواية إذن أن كل هذه الغطرسة هي مجرد قناع لهشاشة تجعلهم في شك دائم بالرغم من كل ما يمتلكونه من تضامن غربي وتسليح لا مثيل له.

اقتراحات إميل حبيبي

أهمية رواية عازم في تقديري أيضا أنها كسرت القالب النمطي لأدب المقاومة، واستخدمت الفانتازيا لتحقق معادلة مزدوجة بين تأكيد تقنيات سردية جديدة وحديثة لمعالجة مضمون يندرج في إطار أدب المقاومة، وتقديري أن هذا النوع من النصوص ينتمي إلى تجربة الكاتب الراحل الرائد إميل حبيبي، الذي حاول أن يقدم سردية فلسطينية أقام لها سقالات من عدة عناصر مثل المتح من التراث، السخرية، وتأكيد طابع الملهاة من قبيل أن «شر البلية ما يضحك»، التي كانت مشتركات في أغلب نصوصه وأبرزها روايته الأشهر «الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل»، التي تتناول شخصية باسم سعيد أبي النحس المتشائل وهو فلسطيني من الأراضي المحتلة عام 1948 في فترة الحكم العسكري الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على المواطنين الفلسطينيين.

أوجد حبيبي كلمة جديدة، من خلال نحت كلمتي تفاؤل وتشاؤم، ليصور حالة عرب الأراضي المحتلة عام 1948 وهي التشاؤل التي تحمل معنيي التفاؤل والتشاؤم مندمجين. فإن حصل مكروه للمتشائل فإنه يحمد الله على عدم حصول مكروه أكبر أو كما شُرِحت في الرواية:

«خذني أنا مثلا، فإنني لا أميز التشاؤم عن التفاؤل. فأسأل نفسي: من أنا؟ أمتشائم أنا أم متفائل؟ أقوم في الصباح من نومي فأحمد الله على أنه لم يقبضني في المنام. فإذا أصابني مكروه في يومي أحمده على أن الأكره منه لم يقع، فأيهما أنا: أمتشائم أنا أم متفائل».

الكتاب الأول: «يعاد»: يضم عشرين مشهدا. تبدأ الرسائل باختفاء سعيد أبي النحس مع فضائيين قادمين من عوالم أخرى، ولجوءه/خروجه من قريته الصغيرة. الفضائيون نموذج استعاري وهنا يتحول الازدواج على مستوى الأرض الفلسطينيّة التي أصبحت تراوح بين الهويّة الإسرائيلية والأردنية.

في هذا الكتاب ينسب سعيد أبو النحس المتشائل أسرته بأن بعضا من أصوله تعود إلى جارية قبرصية من مدينة حلب، وهذا يعني النحس الأول، في حين أن النحس الثاني يتمثل بالاقتلاع الحديث؛ ثم يروي قصة حبه للغزالة اللبنانية، غير أن نعت «اللاجئ» حال دون تواصله مع «الغزالة»، وهنا نقرأ سياقاً رمزيا لرفض الفلسطيني، أو احتقاره ما أدى إلى تلاشي إنسانيته. كما يروي تمكنه من العودة إلى الدولة الجديدة (إسرائيل) بعد أن لجأ أثناء حرب النكبة مع أهله إلى لبنان. ثم يلتقي سعيد بيعاد صاحبته منذ أيام المدرسة بعكا في 1940 تقريبا، فقد لجأت إليه لمساعدتها في الإفراج عن والدها السجين، لكن عساكر الجيش يداهمون بيت سعيد ويقذفون بها إلى ما وراء الحدود، فيضيع أثرها. وتستمر الأحداث المثيرة حتى الفصول الأخيرة التي تستعرض عددا من الرسائل يرسلها البطل من الفضاء إلى إميل حبيبي، ثم

في ختام العمل يتبين القارئ أن الرسائل قد أتت من لدن شخص مجنون يدهن حائطا بفرشاة يغمسها بدلو بلا قاع. لا شك بأن هذا المستوى المغرق بالسوداوية والسخرية ما هو إلا خطاب ناتج بفعل الاقتلاع وتداعيات الصدمة التي تُنتج سرديات طافحة بالمعاني المضمرة والكنائية.

نموذج إميل حبيبي لم يتكرر كثيرا في الأدب الفلسطيني، ربما باستثناء تجربة مثل البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا، بسبب طابعها الرمزي، بينما أعتقد أن أغلب التجارب الأدبية التي سادت منذ السبعينيات وما بعدها أرادت أن تقوم بنوع ما من «التوثيق الأدبي» إن صح التعبير، بالعودة إلى جذور النكبة تاريخيا كما فعل الكاتب إبراهيم نصر الله في ملحمته الشهيرة «الملهاة الفلسطينية» وتتبع فيها جذور مقاومة الفلسطينيين لبدايات الاحتلال البريطاني (الذي مهد لاحقا لفكرة الاستيطان) في زمن الحكم العثماني وما بعده في عدد من الروايات أبرزها «زمن الخيول البيضاء». ثم جاءت تجارب ترصد وقائع ما بعد النكبة حتى 1967 وما بعدها في أعمال روائية متنوعة لعدد من الكتاب منهم على سبيل المثال رشاد أبي شاور، فاروق وادي، سحر خليفة، محمود شقير، ليانة بدر، وسواهم.

فلسطين المعاصرة

وأغلب الأعمال التي أنتجها هذا الجيل في مختصرها حاولت نقل صورة التشرد الفلسطيني منذ عام 1948 حتى مطلع السبعينيات، خاصة تلك الصورة القاتمة للغاية التي أعقبت نكسة أو نكبة 1967 وما حل بفلسطينيي المخيمات من مصائب وكوارث، وبينها أيضا التعرض لتجارب فلسطينيي الشتات. ولو اتخذنا نموذجا من بينها مثلا لأشرنا لرواية العشاق لأبي شاور مثلا.

لكن جاءت بعض أعمال ليانة بدر لتكشف جانبا جديدا في الأدب الفلسطيني يبرز الاختلافات، وربما صراع الأجيال الفلسطينية نفسها في الداخل الفلسطيني. كما تلقي الضوء على تجارب الفلسطينيين الذين عاشوا في المنفى ثم أتيحت لهم فرصة العودة بعد أوسلو، وأمكن لهم الاستقرار في الضفة.

في روايتها «الخيمة البيضاء» وبعيدا عن دخان قنابل الغاز، ومانشيتات الصحف اليومية في العالم حول الصراع العربي الإسرائيلي، تضيئ الكاتبة الفلسطينية ليانة بدر المشهد العام لحياة لمواطن الفلسطيني في الداخل. الواقع اليومي لسكان البلاد، الذين يعيشون حياتهم تحت ضغط الاحتلال، من جهة، ثم تحت ضغط تأثير هذا الاحتلال على منظومة العلاقات الاجتماعية، التي تتعرض لتغيرات في إطار فرص عمل صعبة، ومشقة الحركة بين المدن والقرى المختلفة.

لا تستغرق أحداث الرواية الفعلية سوى يوم كامل، أربع وعشرين ساعة، نتأمل خلالها شخصية نشيد، السيدة المقيمة في رام الله، التي تعيش مع أحد أبنائها، رافضة الخروج من رام الله لصحبة زوجها في عمله في إحدى الدول العربية، وجارها عاصي أبو بيسان التي تشارك ابن نشيد: خالد، الدراسة، وصحبة يومية للدراسة في منزل نشيد.

عاصي، أحد العائدين من المنفى، مع زوجته المقدسية، وابنتهما، ليعيشا في البلاد بعد أن أتيحت لهما العودة. ليواجها معا الواقع الجديد للحياة في رام الله. وهو، بعد سنوات المنفى الطويلة، يعيش صراعا داخليا مستمرا بسبب ضغوط تغيرات الأوضاع، والقيم، وطبيعة الرؤية التي ينظر بها المقيمون للعائدين.

لكن أهم ما تضيئه الرواية وتسلط عليه الضوء بقوة مسألتان ربما تغيبان عن ذهن من لا يعيش في الداخل وهما قضية أوضاع المرأة الفلسطينية، من جهة، ورؤية الجيل الجديد التي تغيرت واختلفت كثيرا عن الأجيال الأسبق من جهة أخرى. كما تلفت الرواية الانتباه إلى تغلغل قضايا الشرف في المجتمع الفلسطيني في الداخل، خصوصا في القرى.

ونرى من خلال تتبع سيرة الفتاة، وسيرة نشيد نفسها، وزوجة عاصي، وصديقة نشيد المقربة المهتمة بقضية المرأة لحد التعصب، أن تفاصيل حياتهن كلها تشير بشكل مباشر أو غير مباشر إلى صعوبات الحياة للمرأة الفلسطينية.

تجارب من المنفى

هناك أيضا تجارب قدمت جوانب الحياة العصرية الراهنة في أعمال عدد من الكتاب مثل ربعي المدهون (السيدة من تل أبيب، مصائر كونشرتو الهولوكوست والنكبة، وسواهما).

وتأتي كتابات بعض الروائيين المقيمين خارج فلسطين والتي تكتب بالإنجليزية مثل أعمال سوزان أبو الهوى (بينها صباحت جينين، وبينما ينام العالم) أو أيزابيل حماد (الباريسي، وأدخل أيها الشبح) لتقدم رافدا جديدا لأدب المقاومة الفلسطيني، بحساسية مختلفة كونه يكتب بالإنجليزية، ويقرأ خارج حدود اللغة العربية. ثم تأتي أعمال عدد من المبدعين من أجيال أحدث من سكان رام الله مثل زياد خداش، وأكرم مسلم، أو في المنفى مثل أعمال مازن معروف القصصية. ومن المهم الإشارة إلى أن عددا من الكتاب العرب اهتموا بالكتابة عن فلسطين فقدموا إضافة سردية أكدوا بها الطابع المركزي للقضية الفلسطينية في الثقافة العربية وبين هؤلاء على سبيل المثال إلياس خوري، خصوصا في روايته المهمة باب الشمس، ورضوى عاشور في الطنطورية، وواسيني الأعرج في سوناتا لأشباح القدس، وعلي بدر في مصابيح أورشليم حول شخصية إدوارد سعيد روائيا في القدس، والكاتبة الجزائرية سارة النمس في ماء وملح، ومها حسن في «في بين آن فرانك»، وسواهم. ونتمنى أن تزداد هذه التجارب وتقدم المزيد من الأدب الذي يسهم في توسيع رقعة انتشار الأدب الفلسطيني والتعريف بالتفاصيل المسكوت عنها حول حياة أهل فلسطين في الداخل وفي الشتات على السواء.

إبراهيم فرغلي كاتب ورواءي مصري