شاهد على ضريح شهد
زوينة سالم -
«ما بين الأقواس مما سطرته شهد في دفتر مذكراتها»
عندما تواصلت معي عذراء لألقي كلمة تأبينية ، بدأت حديثها قائلة أنا أعرف أن الموضوع حساس عندك ولكنني أريد أن أطلب منك تقديم كلمة تأبين لشهد ، في تلك اللحظة لم أستطع سوى أن أرد عليها بالموافقة، وكأنني أملك كل القوة للوقوف، في مثل هذا الموقف أمام عدد كبير من الناس، دون أن ترتعد أوصالي.
ولكن سأحاول، سأفعل تماما ما فعلته عندما استلمنا حقيبة شهد المدرسية، أخذت الحقيبة وضعتها في السيارة وكأن شهد معنا وسنعود بها إلى البيت في يوم عادي، وقلت لعذراء دون أن نتبادل النظرات، لنذهب إلى مطرح، مطرح المكان الذي لديه قدرات بعض البشر في الاحتواء قلت لها لنتناول الغداء وكأن ثقل الحقيبة لا يوجع روحي.
في الواقع
لا أجد كلمات يمكن أن تُفسِّر ما لا يُفسَّر، وتشفي جرحًا بهذا العمق ، اليوم لا نجتمع لنقول وداعًا عابرًا، بل لنُحيي نورًا ساطعًا وجميلًا لروح انطفأت قبل أن تضيء بالكامل، لكن ضوئها الخافت كان كافيا لإضاءة الجوانب المظلمة من عالم نخشى كلنا النظر إليه أو حتى الاقتراب منه ، عالم من اختاروا دون وعي منهم الغياب ، ليس لأنهم بحاجة للخروج من هذا العالم ولكن لأجل الخروج عن ألمهم ، ألمهم الذي جعلهم عاجزين عن التميز بين الحقيقة والوهم.
عندما تلقيت الخبر أول مرة كنت كمن أصيب بخدش عميق في قلبه ، الخدوش رغم كونها لا تنزف لكنها مؤلمة جدا ، عندما وصلت إلى عذراء لا أذكر جيدا ما فعلت، خفت أن يكون بكائي مرعبا لها أكثر كونه مطببا، وكانت هذه محطتنا الأولى ، تلتها محطات كثيرة مغرورقه بالدموع ، رغم إنني قلت لن أبكي ، ولكنني كنت أبكي ثم أعاتب نفسي ، حتى اكتشفت شيء جعلني أفهم سبب بكائي ، أخبرني الله بأنه اختارني للبكاء عوضا عن عذراء ، حتى لا تغرق في دموعها و تفقد عزيمة الوقوف .
عندما ذهبنا للادعاء العام في روي لاستلام حقيبة شهد ، تأخرت عذراء كثيرا، الأمر الذي أقلقني عليها وأنا أتنتظر في قاعة الاستقبال ، اقتربت من الموظفين بهدوء لأكرر طلبي بالصعود إلى حيث عذراء ، أتذكر جيدا إن موظفي الادعاء نظروا عميقا جدا إلى عينيي، سألوني هل تخصك؟
اجبتهم بلسان جاف لا، رد لو كانت تخصك لسمحنا لك بالدخول ، لكن إطفاء ملامحي لا ربما جعلتهم بعد قليل يظهرون كل ذلك التعاطف الانساني ، الذي جعلهم يقولوا لي اذهبي إليها، لكن لا تستخدمي هاتفك.
نزلنا أنا وعذرا بالحقيبة، لم يكن وزنها يُذكر، لا يُذكر على الإطلاق. كيف يُمكن لمأساة ابنتها بأكملها وسنواتها السبع عشرة، ضحكاتها، دموعها، أسرارها هاتفها النقال كيف لكل تلك الحياة أن تُختزل في شيءٍ خفيفٍ وعاديٍ كهذا؟
في غرفتي فتحتها أول مرة، تفوح منها رائحة المدارس، كريمات ترطيب اليدين، مشط صغير، شعرة سوداء طويلة سقطت بين دفاترها ، وبقيت هناك بصمت صاحبتها ، دفاتر في فيها دروس كتبت بحرص ، وكأنها تغطي على فوضى داخلية لا يشاهدها أحد غيرها ، كانت شهد تهتم بترتيب دفاترها بأقلام حبر ملونة، ومثل عندما كنت في سنها ، كانت تكتب في الصفحات الخلفية خواطرها ، تلك الصفحات التي لا يراها المعلمون عادة ، تكشف عن ملامح عالمها الداخلي المشوه ، وكأنها ركنها السري وغرفتها المظلمة ، تحت سقف الصف المضيء دائما بمصابيح الفلورسنت.
تساءلت عشرات المرات في داخلي مرة كيف لفتاة تهتم بجمال دفاترها، أن تكره الحياة أو تختار الرحيل في مكان ضيق كحمام المدرسة، وكأنه المكان الوحيد، الذي توقف فيه العالم _أخيراً_ عن فرض معايير الجمال والكمال عليها.
ليس بالأمر السهل تخيله، و الجواب ربما لا يكمن فيما نعرفه، بل فيما لا نعرفه، لابد أن هناك شيء عن الانتحار يعرفه الموتى ولا نعرفه نحن ، فالموتى يحملون معهم سر موتهم، فيما نبقى نحن الأحياء نلاحق اليقين في الاحتمالات وأوهام الإجابات المثالية .
قرأت تعريف للانتحار، بكونه الحاجة إلى التماس الموت كملاذ من المعاناة التي لا تُطاق، هو ليس فعلًا من أفعال الشجاعة ولا الجبن، بل هو فعل يأس وهو فعل طوعي ومتعمد، يهدف إلى إنهاء الحياة.
الأمر الذي جعلني أفكر في الأمر كما كان سيفكر فيه المنتحر، لو كان اليأس وحده كاف للانتحار، لانتحر من يعيشون أسوأ كوابيس حياتهم في هذا العالم، فلنفكر إذًا في سبب انتحار شابة مثلها ، لا وجود لإجابة جاهزة ، كل الإجابات المحتملة حادة كالزجاج المكسور، حزنٌ مقيم، وخزٌ مستمر، ضحكات سطحية، مزيج مرعب من تناقضاتٍ متشابكة في نسيج ضبابي.
اليأس هلام تلتصق فيه التفاصيل الأخرى، ولكنه ليس الوصفة الكاملة للانتحار، نعم هناك لحظات يضيق فيها الكون ، ويصبح الحاضر هاوية جحيم والمستقبل حد سكين، ومع ذلك، كثيرون يقفون على تلك الحافة، ولكنهم لا يسقطون في الهاوية؛ يشعرون بالانتماء للحياة فيتراجعون .وكما عبرت عنه شهد بفصاحتها المعهودة:
(كنت قد اقتربت من النهاية الحتمية التي لطالما تمنيتها ولكن لماذا لم أستمر، أهنالك في هذه الحياة ما يمنعني من ذلك أم أن نفسي تحب الحياة؟ )
وهنا يكمن اللغز، ليس كلُّ من يحمل سكين يأسه يختار أن يذبح بها نفسه ، هناك أسبابٌ أخرى، متجذّرةٌ في غموض الدماغ، فوضى الجينات، تمرد المشاعر التي تُوجّه المنتحر نحو المناطق الأكثر قتامة وخذلان وضبابية في حياته عوضا عن دفعه إلى منابع الأمل والسعادة والانتماء للحياة، هناك ذلك الطنين الذي يثقل الروح ويشل الإرادة ، كما عبرت عنه شهد بكلماتها الأكثر ثقلا من حجمها ، والأكبر عمرا من عمرها قالت:
(هل تعلمون أن الروح خفيفة. ولكن روحي ثقيلة وغير قادرة على المكوث في هذا الحبس)
نحن نعرف الانتحار من وجهة نظر الأحياء، فهل تعرفون مكيف يعرف الأموات الانتحار،
لو عاد المنتحر يا ترى كيف سيعرف انتحاره؟
صوت شهد
عندما كنت بينكم كانوا يُنادونني شهد عندما كنتُ لا أزال قادرة على الاستجابة. الآن، اسمي مجرد صوتٍ يطفو في الريح ، كنتُ في السابعة عشرة من عمري ذلك الرقم الذي أصبح اليوم مفارقة البداية والنهاية في آن واحد، أحدثكم الآن من مكانٍ لا يُقاس فيه الوقت بالساعات، بل بالذكريات، أتحدث بصوتي الذي أصبح مجرد صدى في أحلام أمي ، أحدثكم بذكرى كل ما كنتُه ، وما لم يعد من الممكن أن أكونه،
لم يكن بداخلي أي غضب، لم يكن هناك سوى ضباب الأسئلة، ونبالها الجارحة ، لم يكن هناك سوى ذلك الضيق والارهاق في روحي ، تعبٌ عميقٌ بدا ذو جذورٍ قديمة، أقدم مني في الوجود، أكبر مني في العمر ، ظننتُ أنني أستطيع التظاهر بأن الألم لا يزورني يوميا في نفس الموعد ، ظننت أنني أستطيع إسكاته بالابتسامات العائمة في وجهي ، بالضحكات المخاتلة ، بلعبة الاختباء خلف الأيام التي تبدو فيها كل الحياة جميلة ، بل ظننت إنني وحدي أستطيع اغتيال عملاق الألم المخيف والإبقاء على حياتي .
(ربما الانتحار ليس خيار، ولكن الأفكار أحيانا تكون حتما أشد إيلاما من الموت)
أنا بينكم الآن، ولكنني من هنا، أرى الأمور بوضوحٍ غاب عني في الحياة أرى أنني قررت، في مرحلةٍ ما، أن ألمي أشدّ إلحاحًا، لكن عفوا أنا لم آتِ إلى هنا لأشرح حزني القديم الذي لم يعد له وجود، قلبي كان يفتش عن نوافذ مغلقة ليفتحها في داخلي، ليطرد منها همهمات اليأس ، وطنينها المستمر مثل مذياع مُضبوط على محطةٍ لا تبث إلا تشويشًا .
الجزء الذي أراد الرحيل راقب بهدوء رحيلي، بينما الجزء الذي أراد البقاء يتوسّل لأجل ساعة أخرى ونفس آخر، لتعلموا، كانت آخر فكرة ترددها في ذلك المكان الضيق الذي وجدوني فيه، وساعتي الأخيرة لم تكن ساعة الكراهية، بل ساعة حبٍّ عظيمٍ وحزينٍ على كل ما كان يمكن أن يكون وما لم يكن، حب فاض في صورة غياب ، الاحتمالاتُ المُتكدسةً في صدري تُؤلمني ، حبي لمن سأتركهم خلفي غامرًا لدرجة أنني شعرتُ وكأن قلبي سينفجر ، أحب الحياة حبًا جمًا لدرجة أن ألم عدم القدرة على عيشها أصبح لا يُطاق ، لم يكن ذلك يأسًا، بل استسلامًا.
استسلمتُ للضباب الذي يُخيّم على يومي، لإرهاق مواجهة تيارٍ لطالما جذبني إلى الأسفل، وفي اللحظة الأخيرة، وبينما بدأ الظلام يُغلق عينيّ، كان الهواء يفوح برائحة المراحيض ومواد التنظيف، وأنا أتنفس ببطء، بصعوبة ابتلع ريقي وصوتي وحشرجاتي الأخيرة، من بعيد تصلني أصوات الزميلات وقهقهتاهم في الممرات والساحات، دون أن يلحظن غيابي، ببطء كنت أرحل فيما الحياة تمضي بنفس سرعتها المعهودة، لم تقف لتتفقدني وأنا أختبئ في تلك المساحة المظلمة بدون حراك .
ما لم يعرفه أحد
لم أكن أريد الموت، بل أن يتوقف الألم. (أحياناً يصل الإنسان المرحلة يكون غير قادر على تحمل ألمه)
رحيلي ليس فعل متعمد كما قد يعتقد البعض، بل فقدان للسيطرة، إنه هذا الضباب هذا الزجاج الذي يقف بيني وبين العالم، و لا شيء يقشع الضباب ، لا العناق، ولا الكلمات، ولا حب أمي وأختي لي يبدده.
ليس لديّ دروسٌ، ولا وصفاتٌ سحريةٌ أُقدمها، لو كان بإمكاني ترك حقيقة واحدة لأجلكم لكررت قولي (الانتحار ليس الحل) نعم ليس الحل ، الحل في أحلك تلك المعاناة ليس بكتم الصرخة، بل بإطلاقها واستدعاء الحياة ، والبقاء ، البقاء لنفس آخر ، وساعةٍ أخرى، ويومٍ جديد، لأن الحياة بكل ما فيها من ألم جميلة ( ونفسي كانت تحب الحياة ).
كم كانت كلماتها ملهمة
عندما قرأت الرسالة الأخيرة لشهد، كتبتها قبل ساعتين من انتحارها، كانت الرسالة قصيرة، لكن جملة واحدة برزت. (...لكنني منهارة لا أستطيع السيطرة على نفسي) كانت نداءً أخيرًا لفتاة في السابعة عشرة من عمرها، تكافح لأجل ألا تسقط في فعل هي بنفسها لا تعتبره خيار، دفعتني هذه الجملة إعادة تعريف وفاتها جذريًا، ليس بكون فعل متعمد، بل حادث فقدان سيطرة.
لنتخيل حادث سير مميت أو سقوط من علو أو غرق هل نلوم الضحية؟
نادرًا ما نلوم من تقع لهم الحوادث، بل نسعى لفهم الظروف، سوء الأحوال الجوية، عطل ميكانيكي غير متوقع، لحظة تشتت عدم وجود علامات خطر، فهل تعرفون الظروف التي أدت لحادث في فداحة الانتحار، المرض النفسي ، منعطفات الاكتئاب الحادة، مطبات القلق المنهك، هجمات الخذلان من تنمر الأقران ، رياح اللاجدوى، ضباب الخذلان زوبعة في كيمياء الدماغ، عطل في التفكير هذيان، عاصفة داخلية تحجب الرؤية وتجعل الطريق محفوفًا بمخاطر سوء التقدير ، كلها عوامل خارجة عن سيطرة المصاب .
في حالة شهد الألم النفسي الذي لا يُطاق هو العطل الذي أصاب تفكيرها وحواسها ، والاصطدام النهائي لم خيارًا مُتعمَّدًا بالمعنى الكامل للكلمة، بل محاولة خاطئة لتفادي الألم.
هل نلوم من حدث له حادث أم نعطف عليه؟
شهد لم تكن لترغب أن يُحكم عليها أو يُنظر إليها من عدسة الساعة الأخيرة فقط ، فهي أكثر وأجمل وأعمق بكثير ، تلك الساعة هي كل الأشياء الجميلة التي تركتها في ذاكرة من أحبوها بصدق ربما، برحيلها، كانت تريد أن نشاهد الألم وليس الموت ، ولا نعتبرها مجرد إنسان استسلم بكل بساطة للموت، بل إنسان استثنائي فقد القدرة على السيطرة، فقدت حلاوة روحه في تصادم داخلي كارثي.
ألمٌ حاد قطع للحظة خيوط الانتماء للحياة، وتحسس حلاوة الروح وجمال الذات، ليس لأنه لم يعد موجودًا، بل لأن الألم خلق حاجزًا بينها وبين جوهرها الجميل، تُشوّهت صورة ذاتها تماما، كيف لا وهي كانت تشاهد نفسها في مرآةٍ مكسورة؟
التكريم الحقيقي الوحيد الذي يُمكن تقديمه لضحية مثل هذا الحادث. هو بالتعاطف مع قصتها، لا بالحكم على هويتها، إدراك أنها كافحت قوى خارجية وداخلية تفوق قدراتهم، وأن معاناتهم كانت حقيقية ومشروعة، حتى وإن كانت غير مرئية للآخرين.
إلى شهد
كنتِ تناقضًا جميلاً ومؤلمًا، وبينما كنتَ تمدُّ يدكَ لتصافحي العالم بكل حب، شيءٌ ما بداخلك انكسر وجرح روحك الخذلان، عبورك لهذا العالم كان قصير جدا، ولكن أثرك سيبقى طويلا بيننا اليوم وبين كل من سيعرف عنك غدا، أظهرتِ للعالم لطفًا يهدّئ القلوب، وابتسامةً كانت قادرة على طمأنة من حولك وتجميل الأيام، ومع ذلك، لم تكن تلك الابتسامة كافيةً لشفاء روحك، ابتسامتك كانت درعًا وسجنًا في آنٍ واحد، وأنت تخوضين معركةً بصمت من يجيدون الظهور بمظهر حسن، حتى وهم عاجزون عن تحمل عبء ابتساماتهم
عسى أن يُغيّرنا رحيلك عسى أن يجعلنا ألطف، وأكثر انتباهًا للصمت الذي يكتم صرخة، وللنظرات التي تستغيث دون كلمات، أن نكون أكثر شجاعة لتجاوز السؤال السطحي: هل كل شيء بخير؟ والانصات إلى الإجابة الحقيقية وبقلب مفتوح، بلا أحكام مسبقة وسطحية وتوقعات مخيبة للآمال.
إلى عذراء
أحيانًا، تُلقي علينا الحياة بأسئلة لا نملك إجابات لها. مواقف تُشكك في فهمنا وتجعلنا نشكك في كل شيء حولنا كنا متيقنين منه يوما. لتعلمي ليس هناك ذنب لتحميله، وإجابات لتجديها.
أعلم أن الكلمات لا تُملأ الفراغ الذي تركه غيابها، ولكن لتتذكري دائما أنك منحتِ شهد كل الحب الممكن ، أحببتِها بكل كيانكِ وأمومتك، الألم الذي تحملينه الآن دليلٌ قاطعٌ على ذلك الحب وهذه هي المأساة قد تُصيبنا جميعًا، عندما يكون الحب أحيانًا، رغم عظمته، غير كاف لإنقاذ أحبائنا من ثقل أوجاعهم، مع ذلك سيبقى الحب الذي قدمتِهِ وما زلتِ تُقدمينه، رابط مقدس وأبدي بينكما، اسمحي لنفسك بالشعور بها، والبكاء، والتذكر، وإكرام وجودها بكل ما يسمح به قلبك.
اشكرك إنك سمحت لي ولغيري بالاقتراب إلى معاناتك، سمحت لنفسك لأن تكون جسر يتحمل ألم توصيل المعرفة والوعي للآخرين، شجاعتك تنقذ أرواح
أنت لست وحيدة، كثيرون حولك، وبعضهم ليسوا حولك فقط، بل معك أيضا وأنا منهم!
ختاما
فكرت كثيرا كيف أختم هذا النص، فلم أجد سوى أن أختمه بكلمات شهد التي يمكن أن تقدم صورة شهد ليس كفتاة ملقية في حمام المدرسة لساعات دون أن ينتبه إليها أحد، بل شهد في أروع وأسمى صورها، كروح طيبة تلتف حولها أرواح الصغار، وعقل واعي بجواهر الأشياء:
(كم أحب الأطفال، وكم أعشق أرواحهم البريئة التي تجهل فظاعة الحياة وقسوتها، وما يمكن أن يلاقيهم في المستقبل من معاناة، أحبهم وكل الأطفال يحبوني، ينجذبون لي ، فإن الطفل مهما كان قاس أو شرير توجد في داخله جوهرة بريئة ورائعة لا يظهرها لأحد، وأنا الله وهبي هبه تمكني من احتواء جواهر الأطفال، كذلك الناس توجد في داخلهم جواهر لا يظهرونها لأحد، ولكني أؤمن أن في داخل كل إنسان توجد جواهر رائعة تحتاج الى اهتمام والرعاية فقط لا أكثر وستراهم في أروع وأسمى صورهم.)
زوينة سالم كاتبة وروائية عُمانية
