No Image
عمان الثقافي

حكاية حسن الصبَّاح وطائفة الحشَّاشين

24 أبريل 2024
24 أبريل 2024

ظهور اسم عبد الرحيم كمال على عمل درامي دليل مبدئي على نجاحه، خاصة وقد ارتبط هذا الاسم في أذهان المصريين العاديين بأعمال لاقت صدىً كبيرًا، مثل «شيخ العرب همَّام»، و«الخواجة عبد القادر»، و«يونس ولد فضة»، و«جزيرة غمام»، و«القاهرة كابول»، وغيرها.

وما يمنح عبد الرحيم كمال قوته واختلافه هو أنه ليس كاتب سيناريو فقط، بل صاحب أعمال قصصية وروائية ناجحة وجميلة تُرجِم بعضُها إلى لغاتٍ عالميةٍ مثل «صاحب الوردة»، و«منطق الظل»، و«قصص بحجم القلب» و«أبناء حورة»، و«موت العالم المعروفة شعبيًا بسيرة محمود غزالة». وأنت تشعر في أعماله الدرامية بأنه لا يبخل عليها بالجهد الكافي، ولا يعاملها باعتبارها أدنى درجة من الأدب، بل إنه يسبغ عليها من روحه، ما يجعلها تقف ندًا بندٍ مع الأعمال الأدبية الرائعة.

وفي عمله الدرامي الجديد «الحشَّاشين» المبني على سيرة مؤسِّس تلك الطائفة، حسن الصبَّاح، وصل عبد الرحيم، إلى ذروة إبداعه، حيث تشعرُ أنك أمام عملٍ مذهل وتتمنى أن يطول، رغم أن حلقاته بلغت ثلاثين. نجح عبد الرحيم في تصوير جوِّ الدسائس والمؤامرات خلال تلك الفترة، وتحوُّل المسلمين إلى طوائف، كلٌّ منها يرى أنه صاحب الفهم الكامل والحقيقي للدين، والمتحدث الرسمي باسم الله، ولم تتورع كلُّ طائفة عن القتل بأبشع الأساليب في سبيل إعلاء كلمتها، ومذهبها.

وقائع مدسوسة

لم يلتزم عبد الرحيم كمال حرفيًا بما ورد في كتب التاريخ، ومعظمها، بطبيعة الحال، فيه كثير من الوقائع المدسوسة أو المنتحلة، وحتى إذا سلَّمنا بأن هناك كُتَّابًا ثقاتٍ يتوخون الصدق، فلا بد من التسليم بأن كتاباتهم ناقصة، ليس لعيبٍ فيهم أو فيها، ولكن لأن هناك انقطاعاتٍ في التاريخ، سببُها إهالة التراب على وقائع تخصُّ ملوكًا أو شخصيات نافذة، سواء كانت سياسية أو دينية، إما للتنصُّل من فضائح أو عيوبٍ أو فشلٍ، وبالتالي فإن التاريخ لم يصلنا كاملًا، وما وصلنا منه لا يمكن الجزم بصدق كثيرٍ من وقائعه، ومنها على سبيل المثال قتلُ حسن الصباح لابنه وزوجته، وإيمانه بصعود جسد ابنه الثاني «الهادي»!

يُحكِم عبد الرحيم كمال الإمساك بخيوط العمل إلى درجة الإتقان، فلا ينسى شخصية صغيرة أو كبيرة، ويُقدِّم قصة حبٍّ رائعة تنمو في بحر من الكراهية السوداء، هي قصة «نورهان» و«يحيى» ابن المؤذن القتيل «سعيد»، ويتركنا في حيرة من أمرنا، لا نعرف إن كان حسن الصبَّاح صاحب كرامات أم لا، ويجعلنا مندهشين من تصرفات ذراعه الحربية، أقصد «برزك أميد»، فلا نعرف إن كان قد انقلب على سيده وخانه أم أنه لا يزال على ولائه له، وهل قتل ابنه الأصغر «الهادي»، أم علينا تصديق دموعه الحارة وهو يحكي لحسن الصبَّاح بأن الهادي ارتفع أمام ناظريه إلى السماء، فما هي القصة التي رواها لنا عبد الرحيم كمال؟

هدف لقسوة الأطفال

نرى النذر اليسير من حياة حسن الصبَّاح، الطفل الصغير، ضعيف البنية. كان هدفًا ضعيفًا للأطفال المتنمِّرين، لكنَّ صديقيه أبو علي الطوسي «نظام المُلك»، و«عمر الخيام» يحميانه، ويتعاهد الثلاثة على أن يكونوا سندًا لبعضهم حتى الممات. في شبابه يأتي حسن الصبَّاح إلى مصر، وفي العام 1094م يقابل الخليفةَ الفاطميَّ المستنصرَ ويسأله: «من سيكون خليفُتك على العرش؟»، فيجيبه الخليفةُ: «نزار»، ثم فجأة يموت الخليفة وينقسم الإسماعيليون إلى جماعتين متناحرتين، النزارية والمستعلية. لم ينفِّذ الوزير الفاطمي «الجمالي» الشخص المخيف المعروف بجبروته وقوته الغاشمة، رغبة الخليفة، وقاد مؤامرة انتهت بمقتل «نزار»، وتولي الابن الأصغر للمستنصر «المستعلي بالله» الحُكم. أصبحت حياة حسن الصبَّاح في مصر على المحكِّ، فالمصريون أصبحوا خاضعين لإمامة المُستعلي، بينما كان الصبَّاح يدين للقتيل «نزار». يغادر الصبَّاح مصر مُكرهًا على ظهر مركب وبصحبته بعض الحراس متوجِّهين إلى المغرب، وكاد المركب أن يغرق، ليجترح الصبَّاح معجزته الثانية ويسيطر على الطقس العنيف وثورة إله البحر «بوسايدون»، وأمام تلك المعجزة يتحوَّل الحراس إلى تابعين له، ويديرون دفة المركب إلى أصفهان فيصلها في أحد أيام عام 1081م.

يلعب القدر لعبته في أصفهان فنظام المُلك (صديق الصبَّاح المقرَّب) يصبح وزير السلطان السلجوقي «ملك شاه»،

وقد كان نظام الملك رجلا ذكيا يصل ذكاؤه إلى حدود العبقرية، يحب الأدب والفن والفلسفة ويقرِّب إليه العلماء، وقد عمل بالعهد القديم بينه وبين الصبَّاح، فقرر أن يجعله قريبا من السلطان السلجوقي، ولم يفطن إلى أن الصباح سيصبح وباء في جسد السلطنة، حيث ينشر دعوته لنزار في إيران من أقصاها إلى أقصاها. يصبح الصبَّاح رجلا مقربا من السلطان «ملك شاه»، خاصة بعد أن توصل إلى كتابة خطابات السلطنة ومكاتبات الموظفين الكبار بالرموز، وبالتالي أصبح بإمكان السلطان أن يقرأ في ورقة واحدة ما كان يقرأه في كتاب كامل. بدأ الصباح يفصح عن وجه الثعلب، ويهمس للسلطان، بأن الوزير «نظام الملك» يقول أمام الجميع إنه يدير السلطنة وإن السلطان لعبة في يديه، وفهم «نظام الملك» ألعاب الصبَّاح، وبدأ في مراقبته، ومحاولة الوصول إلى مكاتباته عبر الحمام الزاجل إلى تابعيه في كل مكان، حتى تمكن أخيرا، واستصدر أمرا بالقبض عليه وإيداعه السجن، تمهيدًا لمحاكمته وقتله.معجزة صغيرة

وبدا أمام الاستحكامات الرهيبة للسجن، وذلك العدد الكبير من الحراس على زنزانته، أنه لا مفر من نهاية الصبَّاح وأسطورته، حتى قبل أن تبدأ، لكن الصبَّاح يجترح معجزة صغيرة، هي أهم معجزاته على الإطلاق، حيث يغسل عقل كبير الحراس «برزك أميد»، ويتحكم فيه، وهكذا اندفع الوحش «برزك» باتجاه زملائه لينفذ حكم الإعدام فيهم واحدا وراء الآخر، بدلا من أن يقود الصبَّاح إلى مقصلة السيَّاف. بدأت رحلة الصبَّاح ومعه برزك إلى حيث تعيش زوجته «دنيا زاد» وأبناؤه وتابعه المخلص «زيد بن سيحون»، الذي لم يتردد لحظة في قتل «سعيد» المؤذن، وزوجته، رغم أن سعيد ذاك كان يعتبره ابنه، ولمجرد عدم إيمانه بفكر طائفة الحشاشين.

اكتشف زيد بن سيحون سلاحا، أمضى من السيف، وأكثر فتكًا من المقصلة، هو نبات الحشيش، كان الصبَّاح يضع قليلا منه في شراب العجائز والصغار ويشفيهم، بعد أن شارفوا على اليأس، واستسلموا لفكرة الموت، وبهذا ذاع صيته كرجل قويٍّ عظيمٍ وتقيٍّ، عنده قدرة على شفاء أي مرض مهما عجز عنه الطب. ثم يقع السلاح الثاني في يد الصبَّاح ويضمن له اتقاء شر أعدائه مهما كانت قوتهم، أقصد قلعة «الموت»، إذ كانت مشيَّدة على مرتفعات شديدة الانحدار، صعبة التضاريس، ولا يمكن الوصول إليها إلا من خلال طريق واحد، ولها كثير من الاستحكامات، واختراقها أو ضربها بالمنجنيق مستحيل، فأبراجها تلامس السماء. دخل الصبَّاح إلى القلعة بصحبة تابعيه، مرتديا قناع الرجل الزاهد، وقابله حاكمها، ببشاشة، لِمَ لا وقد سمع عن معجزاته وقدراته الخاصة وتقواه، وبعد أن تمكَّن الصبَّاح ومرافقوه من المكان وغسلوا أدمغة حراس حاكم القلعة أعلن الاستيلاء عليها، وخيَّر حاكمها بين أن يقبض ثمنها ويمضي إلى حال سبيله، أو يدخل السجن، ثم صارت القلعة على يده شوكة في ظهر الدولة السلجوقية.

في الجنَّة

وداخل القرية تحول حسن الصبَّاح إلى ما يشبه نبيا، يدَّعي أن الوحي يأتيه من الإمام نزار، كما يدَّعي أنه يرى الملائكة ويحدِّثُها، وأنه لا ينطق سوى بالحق، وكي يقنع تابعيه بأن يتحولوا إلى فدائيين، جلب مجموعة من الفتيات الجميلات، ضللن طريقهن، أو تم اختطافهن واحدة وراء الأخرى إلى القلعة، وأصبحت «ألينار» القاسية ذات الماضي المخزي، مشرفة عليهن، وتدير شؤونهن، وأي واحدة تحتج أو لا تنفذ الأوامر تُقتلُ فورًا. كان مطلوبًا منهن أن ينتظرن الفدائي المختار الذي يأتي مخدَّرًا بالحشيش، راقدا في ضباب اللاوعي على عربة بدائية، يرى الجميلات كأنه في الجنة، وإذا اختار واحدة منهن فعليها أن تلبي رغبته فورًا، ثم يوضع في غرفة خاصة، يسقط منها ضوء الشمس عليه، وفجأة يظهر الصباح وفي خلفيته الشمس، مهيبا، مرتديًا جلبابًا وعمامة بيضاء كاللبن، كأنه الملاك، ثم يقول للشاب إنه اختاره لينفذ عملية بقتل أحد المارقين. وما عليه إلا أن يتسلل خلسة ويغمد خنجره في قلبه، ويخبره بأنه بمجرد أن يؤدي المهمة ثم يقتل نفسه يعود مرة أخرى إلى الجنة التي كان فيها ويمضي إلى أبد الآبدين مع الجواري الحِسان.

أصبحت الطائفة كابوس السلطان «ملك شاه» فقد اغتالت أقرب الناس إليه، من قوَّاد جيشه إلى علمائه وخاصَّةَ بلاطِه، فقرر محاصرتها، لكنه فشل في إخضاعها، وظلت منيعة على جيشه، بل إن الصبَّاح استطاع أن ينهي حياة صديقه القديم الوزير «نظام الملك»، ثم حياة السلطان «ملك شاه» نفسه، ليتولى ابنه «بركياروق» من بعده ويحمل فائضًا من العداء في قلبه لحسن الصبَّاح.

الهمس يتعالى

يتعالى الهمس داخل القلعة، حيث يدور الصراع بين رجُلي الصبَّاح، «برزك أميد» و«زيد بن سيحون»، وقد أجَّج هو الخلاف بينهما ليضمن ولاءهما، ثم يحدث أن يُرسلَ ابنَه الكبير «الحسين» إلى قلعة أخرى ليتدرَّب على يد أحد تابعيه المخلصين، ولأن «الحسين» شاب جامح صعب المراس يقتل في لحظة غضب معلِّمَه، فيطلب أبوه أن يُساق إليه مصفَّدًا في الأغلال، ويطلب محاكمته، ويحاول القضاة أن يستميلوا قلبه ليرقَّ على ابنه أو يقنعوا الحسين بأن يعتذر، لكن لا الحسين اعتذر، ولا الصبَّاح تراجع، لينفذ حكم القتل في ابنه. لم يخسر الصبَّاح فقط الحسين وإنما خسر زوجته «أم ابنه»، التي أفاقت فجأة من الغشاوة، التي تسيطر على عقلها وتحجب النظر عن عينيها، وبدأت تواجه زوجها وتقول له إنه أكذوبة كبيرة، فليس هدفه الدين، أو نشر دعوة الإمام نزار، وإنما تغييب عقول الجميع ليصدقوا أنه صاحب مفتاح الجنة، بيده إدخالهم الفردوس، أو إلحاقهم بالجحيم، ثم تحاول قتله وتفشل، فتقرر الهروب من القلعة، وتقصد بيت الشاعر الكبير والعالم الفذ «عمر الخيام»، صديق الصبَّاح الثاني. وبرغم معرفته بالخطر الذي يمكن أن يقع عليه من جرَّاء استضافته الزوجة «دنيا زاد»، سواء من الصبَّاح أو السلطان، إلا أنه لم يستطع إغلاق الباب في وجهها، وآواها. لكنَّ صديقه «صهبان» يثرثر ويُفشي السرَّ ويصل الكلام إلى السلطان، فيأمر بأن تصبح ضيفة على قصره وتحت نظر زوجته وحراسه. تبدأ «دنيا زاد» في الاجتماع بالسيدات في كل مكان، لفضح زوجها الصبَّاح، ونزواته، وزيف أسطورته، حتى يصل الأمر إليه ويأمر باغتيالها على يد فدائية، واستعادة ابنته الصغيرة.

الفتنة العظمى

يواجه «بركياروق» أصعب محنة في تاريخه، حيث أمر الصباح تابعيه بتغيير ملابسهم وارتداء ملابس شبيهة بملابس الناس العاديين والاختلاط بهم، ثم تقع حوادث طعن في كل مكان، وتصبح فتنة كبيرة، ويقرر السلطان إنهاء عمل وزيره وتعيين وزير آخر، دون أن يعرف أنه خلية نائمة جهزها الصباح لمثل هذا اليوم، أي أن حياة بركياروق أصبحت لعبة في يده. أعطى الوزير الجديد أوامره للتابعين بأن يكفوا عن الاغتيالات، وهكذا ظهر كرجل قوي متمكِّن من عمله أمام السلطان بعد أن أخمد الفتنة، ثم بدأ يوسوس للسلطان بأن أقرباءه يحاولون دسَّ السم في طعامه، وأنه أخمد عددًا كبيرًا من محاولات اغتياله، ويهمس له بأن عليه أن يحتاط للجميع بمن فيهم زوجته، وصدَّقه بركياروق، بل إنه استجاب له ونام على سطح القصر، حتى يصبح بمأمن من «أعدائه»! لكن كانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير، فذات يوم وبينما يتسلَّى بركياروق بمطالعة الحياة من فوق القصر استقرت حمامة زاجلة إلى جواره، فاستخلص الرسالة من قدمها، وقرأها. كانت رسالة جديدة من الصبَّاح يخبر فيها الوزير بتعليماتٍ جديدة، وتأخذ الأحداث مجرى جديدا، حيث يهجم بركياروق على وزيره في مخدعه ويحرقه مكبَّلاً في سريره، ويرسل رسالة عبر نفس الحمامة الزاجلة إلى حسن الصبَّاح يسخر فيها منه ويتوعده.

على شفا الجنون

ثم تأتي النقلة الصعبة في حياة الصبَّاح، بعد أن يتخلَّص من «زيد بن سيحون»، ويخبرُه «برزك أوميد» بأنَّ ابنه «الهادي» طار إلى السماء، حيث تختل نفسية الصبَّاح، ويصبح على شفا الجنون. لقد فهم الآن فقط أنه أصبح كالشجرة اليابسة، بعد أن قتل زوجته وابنه وصديقه واختفى ابنه الثاني إلى الأبد. ثم ها هو برزك اللعين يخبره بأن «راعية غنم تقول في كل مكان إن رضيعها هو ابن حسن الصبَّاح، ولهذا أرسل فدائيا لقتلها هي وابنها»، وتكون كلمات برزك كالطعنة في قلبه، فهو يعلم أنه تزوَّج من هذه الفتاة ذات يوم، وبالتالي ضاع أي أمل بأن يكون له وريث شرعي.

هذيان متواصل

يبلغ الصراع مداه داخل الصبَّاح. يكبر في السن، ويتحول إلى رجلٍ بائسٍ، قدمُه في الواقع وقدمه الأخرى في أرض الجنون. يبكي زوجته وأبناءه الثلاثة. يسأل نفسه من هو حسن الصباح؟ من هو صاحب مفتاح الجنة؟ يعيش في هذيان مستمر لا فكاك منه، تبدو على وجهه كراهية شديدة لبرزك، لكنه يصبح شيخا طاعنا في السن، بلا حول أو قوة، شيخا خرفا لا يعرف ابنته الوحيدة. كان برزك يقول للتابعين في الخارج إن حسن الصبَّاح قد حلَّ في جسد الإمام والإمام قد حلَّ في جسد حسن الصبَّاح، وإنه في شأن عظيم، وقد يرونه مرة أخرى وربما لا يرونه. بدت النهاية أقرب إلى نهاية قصة سيدنا سليمان، فبعد أن مات لم يعرف الجنُّ بموته إلا بعد أن أكلت دابة الأرض عصاه التي يتوكأ عليها، وأيضًا ظلت سيرة الصبَّاح تملأ القلوب بالرعب، لأكثر من مائة عام أخرى حتى اقتحم هولاكو أسوار قلعة «آلموت» وأباد طائفة الحشاشين.

«الحشاشين» عمل درامي فذ كتبه عبد الرحيم كمال بحرفية السنين، وأخرجه مخرج بارع هو بيتر ميمي، الذي نقل الصورة الدرامية المصرية إلى مستويات عالمية.