546566
546566
عمان الثقافي

الملاحق الثقافية والنهضة العربية المقبلة

26 يناير 2022
26 يناير 2022

تنقسم الصحف عموماً إلى قسمين: قسم سياسي وآخر ثقافي. وهذا ينطبق على جميع الصحف في العالم شرقا وغربا. وهذا الكلام تحصيل حاصل بطبيعة الحال ولا نخترع شيئا إذ نقول ذلك. ولكن ماذا سيبقى من الصحف بعد مرور عشر سنوات أو عشرين سنة أو حتى مائة سنة؟ هل السياسة أم الثقافة؟ ما زلنا نرجع حتى اليوم إلى بعض المواد الثقافية التي نشرت في الصحف العربية المطبوعة في القرن الماضي، ولكن المواد السياسية عفا عليها الزمن وأصبحت في ذمة التاريخ، وبالتالي فالثقافة هي وحدها التي تبقى. وربما لهذا السبب نلاحظ أنه لا توجد صحيفة كبرى في عالمنا المعاصر إلا وتحتوي على ملحق ثقافي أسبوعي. ينطبق ذلك على صحف النيويورك تايمز والواشنطن بوست في أمريكا كما ينطبق على صحف اللوموند والفيغارو وليبيراسيون في فرنسا. وعندما وصلتُ إلى فرنسا وأتقنتُ لغتها وأصبحتُ قادرا على فهم كلماتها كان أول همومي هو الاطلاع على الملاحق الثقافية للجرائد الفرنسية الكبرى المذكورة آنفا. كنت أنتظر بفارغ الصبر يوم الخميس أو الجمعة: تاريخ صدور الملحق الثقافي لهذه الجرائد. لماذا؟ لكي أطلع على الإصدارات الجديدة وبخاصة في مجال الأدب والفلسفة وماذا تقول عن الشؤون العربية والإسلامية. ثم لكي أرى كيف يفكر كبار مثقفي فرنسا وماذا يقولون عنّا. فمثلا فيما يخص جريدة اللوموند كان الفيلسوف المعروف روجيه بول دروا هو المشرف على الصفحة الفلسفية في ملحقها الثقافي. وهو ما يزال حتى الآن يكتب فيه أسبوعيا ويقدم تحليلاته عن أفضل الكتب والمفكرين الفرنسيين والأجانب. وحتما كتب حتى الآن مئات المقالات على صفحات هذا الملحق الثقافي الشهير. وأضاء لنا بذلك الكثير من الإشكالات الفلسفية والمؤلفات العويصة لكبار مفكري فرنسا وألمانيا والعالم الأنجلو ساكسوني.

ينبغي ألا ننسى أن الجرائد الحالية تتباهى وتتفاخر بملاحقها الثقافية أكثر بكثير مما تتباهى بصفحاتها السياسية العابرة بطبيعتها؛ وذلك لأن الثقافة هي زبدة الزبد، أو جوهرة الجواهر، في جميع بلدان العالم، إنها المعبرة عن روح الأمة وأصالتها وشخصيتها وإنسانيتها. الثقافة تعلو على السياسة وليس العكس. عبقرية الأمم تتجسد في ثقافاتها وكبار أدبائها وشعرائها وفلاسفتها بالدرجة الأولى. في البدء كانت الكلمة، كان الفكر، كان العلم المنير المستنير. عندما تتفاخر الأمم على بعضها البعض فإنها تضع في المقدمة كبار مثقفيها ومبدعيها. على هذا النحو يتفاخر الإنجليز بشكسبير وجون ميلتون وتشارلز ديكنز ونيوتن إلخ، ويتفاخر الفرنسيون بموليير وفولتير وشاتوبريان وفيكتور هيجو وعشرات غيرهم، ويتفاخر الألمان بجوته وكانط وهيغل. ما معنى العرب بدون المتنبي والمعري والجاحظ وأبي حيان التوحيدي والفارابي وابن سينا وابن رشد وطه حسين ونجيب محفوظ؟ الأدباء والمفكرون الكبار هم روح الأمة وعصارتها.

من يعرف اسم رئيس فرنسا في عهد فيكتور هيجو مثلا؟ إنه جول غريفي. هل يعني لكم هذا الاسم شيئا؟ حتما لا. وبالتالي فرئيس فرنسا الحقيقي هو شاعرها وأديبها الأكبر وليس ذلك الرجل السياسي الذي كان فعلاً رئيسها بين عامي 1879-1887. ربما كان غريفي شخصا محترما وليس هدفنا الإساءة له أبدا، ولكنه تحول إلى شخص مجهول أو حتى نكرة قياسا إلى معاصره العظيم فيكتور هيجو. وبالتالي فرئيس فرنسا الحقيقي هو فيكتور هيجو وليس جول غريفي.

بمعنى من المعاني يمكن القول بأن كل نهضات الأمم قامت على أكتاف الأعمال الثقافية الكبرى. لنفكر هنا ولو للحظة «بالرابطة القلمية» التي أسست في المهجر من قبل جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة ونسيب عريضة وإيليا أبي ماضي وغيرهم من كبار الأدباء والمبدعين المغتربين في أمريكا، لقد جددت هذه الرابطةُ الآداب العربية ونفخت فيها الروح بعد أن كانت آدابنا قد تكلست وتحنطت وأصبحت سجينة السجع والأساليب القديمة المهترئة، وهذا كان أول هدف من أهدافها. فهي تقول حرفيا في بيانها الأول: إن هدفنا هو ضخ دماء جديدة في شرايين الفن العربي وخاصة في مجاله الأدبي وعلى كافة مستوياته. كما ونهدف إلى الابتعاد عن التقليد ومجابهته والتصدي له بقوة ومعاداته ومحاربته، كما ونهدف إلى تأمين الصلة بين الفن والحياة من أجل أن يكون الفن مرآة للحياة وانعكاسا لها لا منفصلا عنها.

المقصود بكلمة الفن هنا الكتابة بشكل عام وليس فن الرسم مثلا. لاحظوا مدى حداثة هذا التعبير: «ضخ دماء جديدة في شرايين» الفن العربي أو الكتابة العربية. ما أجمل هذا التعبير! ما أحلاه! أنا شخصيا أهدف إلى ضخ دماء جديدة في شرايين الفكر العربي. بل ليس أنا فقط لحسن الحظ، وإنما عشرات الحداثيين العرب، وبالتالي فبرنامج هذه الرابطة الرائدة التي تشكلت في نيويورك عام 1920 أي قبل مائة سنة يمكن أن يكون في بعض نقاطه برنامجنا حاليا بعد مائة سنة، ولكنه بالطبع لم يعد كافيا. الملحق الثقافي القادم سوف يضطر إلى التجديد ليس فقط على المستوى الأدبي واللغوي وإنما أيضا وبالدرجة الأولى على المستوى الديني والفكري والفلسفي؛ وذلك لأن الظروف المستجدة أصبحت تتطلب ذلك وبإلحاح.

يمكن أن نقول الشيء ذاته عن الملاحق الثقافية الأخرى «كمدرسة الديوان» التي أسسها عباس محمود العقاد وإبراهيم عبد القادر المازني وعبد الرحمن شكري في القاهرة حوالي عام 1920 أيضا. ويمكن أن نقول ذات الشيء عن كتاب طه حسين «مستقبل الثقافة في مصر» عام 1938. لقد كان دعوة كبرى إلى تجديد ليس فقط الثقافة المصرية وإنما العربية ككل. ويمكن أن نتحدث أيضا عن تجربة مجلة شعر في لبنان عام 1957. في كل فترة من الفترات كانت هناك محاولات تجديدية، كانت هناك بيانات فكرية أو ملاحق ثقافية تدشن نهضة جديدة أو مرحلة جديدة من مراحل الحياة والفكر. وذات الشيء يمكن أن يقال عن فرنسا التي أعرفها أكثر من غيرها من بلدان الغرب، فالبيان السريالي مثلا كان عبارة عن ملحق ثقافي تفجيري هائل أدى إلى تدشين إحدى أهم الحركات الأدبية والفكرية والفنية في فرنسا بدءا من عام 1924. ومجلة «الثورة السريالية» التي أصدرها أندريه بريتون وزملاؤه كانت بمثابة ملحق ثقافي ضخم أثر على جميع المفكرين والأدباء الفرنسيين وحرك المياه الراكدة والآسنة للثقافة الفرنسية آنذاك. بل وتحولت السريالية إلى حركة عالمية كبرى، فهناك سريالية عربية أيضا، وسريالية يابانية. ثم حلت محلها بعدئذ وجودية سارتر في الخمسينات والستينات، ثم حلت البنيوية محل الوجودية في السبعينات والثمانينات.

ما هو أهم شيء نحتاجه الآن؟

ملحق ثقافي للنهضة والأنوار

نظرا لتكاثر الحركات الظلامية المتطرفة منذ أكثر من ربع قرن فإننا بحاجة ماسة إلى حركات نهضوية تنويرية قادرة على مواجهتها، والكتب الأجنبية سوف تساعدنا على ذلك. وأقصد بالكتب الأجنبية هنا ليس فقط تلك الكتب التي ألفها مفكرون أجانب وإنما أيضا كتب البحّاثة العرب أنفسهم: أي البحاثة الأكاديميين الذين يشتغلون في الجامعات الفرنسية والأوروبية والأمريكية. فهؤلاء ينبغي أن نطلع على أبحاثهم، بل وأن نترجمها إلى لغة الضاد أو نلخصها ونشرحها على الأقل لكي يتعرف عليها الجمهور العربي. أقول هذا الكلام وأنا أفكر بواحد منهم يدعى: عبد النور بيدار. وهو من أصول مغربية. فقد أصدر عدة كتب تنويرية قيمة عن ديننا وتراثنا، ولكنها ما تزال مجهولة إلى حد كبير من قبلنا في الساحة الثقافية العربية. وهناك أيضا كتب المفكر التونسي عبد الوهاب المؤدب، فهي أيضا هامة ومضيئة. وهناك كتب المفكر السنغالي بشير سليمان ديان. وهناك كتب المفكر الجزائري مالك شبل. وهناك آخرون عديدون لا يخطرون على البال الآن. وكلها درست مشكلة الأصولية بطريقة عقلانية وحرة وجريئة. هذا هو تشخيصنا للوضع العربي حاليا. وأعتقد أننا متفقون عموما على هذا التشخيص. بقي العلاج. نحن أمة ننتمي إلى تراث ديني وثقافي طويل عريض يمتد على مسافة أربعة عشر قرنا من الزمن. إنه أحد التراثات الكبرى للبشرية. ويحق لنا أن نفتخر به ونعتز. إنه التراث العربي الإسلامي العظيم. ولكن هل هو مخدوم بشكل جيد؟ أقصد هل هو مخدوم من قبل الدراسات العلمية والتاريخية والفلسفية كما حصل للتراث المسيحي في أوروبا؟ هل طبقنا عليه المناهج الحديثة كما طبقوها هم على تراثهم فأضاؤوه وخرجوا بنتائج باهرة وحرروه من الدوغمائيات المتحجرة؟ الجواب للأسف الشديد هو: لا. ولذلك فإن موجة الحركات الظلامية تتصاعد وتتفاقم وتسيطر. لا يوجد في الساحة غيرها وغير فكرها المتزمت الذي شوه تراث الإسلام الحنيف. لو كان هناك تفسير تنويري لتراثنا لما ساد التفسير الظلامي ولما اكتسح الشارع العربي. إنّ دراسات الأكاديميين العرب المقيمين في الغرب تساعدنا على حل المشكلة التراثية.

كنت أنا شخصيا قد أوليت الاهتمام لبحوث ومؤلفات المفكر الجزائري الكبير محمد أركون، فقد ترجمت معظمها على مدار ثلاثين سنة متواصلة. وهي أبحاث سلطت أضواء رائعة على تراثنا العربي الاسلامي وأضاءته من الداخل بشكل غير مسبوق.

من خلال اطلاعي على بعض الملاحق الثقافية العالمية وبالأخص الفرنسية لاحظت أنهم يولون مكانة كبيرة لعرض الكتب المستجدة وغير المستجدة أيضا. فقد يكون هناك كتاب صدر قبل عشر سنوات أو عشرين سنة أو حتى مائة سنة أهم بكثير من كتاب صدر البارحة. ولكن ينبغي عموما الاهتمام بأمهات الكتب قديمها والحديث. وليس بالضرورة أن تكون فرنسية. وإنما قد تكون ألمانية وبالأخص إنجليزية وأمريكية (أنجلو - ساكسونية). ينبغي تعريف القراء العرب بالكتب الأجنبية. وهنا ينبغي توزيع المهام على مختلف الكتاب من قبل المشرفين على هذا الملحق الثقافي الجديد (ملحق جريدة عمان الثقافي). ينبغي أن يكلفوا المختص بالكتب الفرنسية بعرض الكتب الفرنسية، والمختص بالكتب الإنجليزية بعرض الكتب الانجليزية. هذه هي الأمور بكل بساطة. وإذا كان هناك باحث عربي يتقن الألمانية جيدا فينبغي تكليفه بتعريفنا بالكتب الألمانية الهامة، وبالطبع ينبغي التعريف بالكتب العربية المحترمة. على هذا النحو يغتني الملحق الثقافي ويصبح متنوعا ومتشعبا.

ولكن التنوع يخص الموضوعات المطروقة أيضا. فالملحق الثقافي ينبغي أن يتوزع إلى عدة أبواب. فهناك باب للكتب الفلسفية، وباب للكتب السياسية، وباب للكتب الأدبية والشعرية والنصوص الإبداعية، وباب للكتب الاستشراقية، نعم للكتب الاستشراقية! قد أثير حفيظة البعض بهذا الكلام. ولكن ينبغي أن يعلم الجميع أني أقصد الاستشراق الأكاديمي العالي المستوى لا الاستشراق السريع المغرض أو السطحي. وبهذا الصدد ينبغي التذكير بأن مؤلفات المستشرقين الكبار غير معروفة حتى الآن في اللغة العربية. وفيها فتوحات معرفية عن تراثنا الديني والفكري والأدبي، ونحن أول المعنيين بها. وبالتالي فينبغي أن نطلع عليها لمعرفة ماذا يكتبون عنّا. فهم أول من طبق المنهج التاريخي على التراث.

فيما يخص التنوير بشكل عام يمكن فتح أبواب في الملحق الثقافي الجديد للتعريف بأعلام التنوير العربي، وأعلام التنوير الفرنسي، وأعلام التنوير الألماني، وأعلام التنوير الإنجليزي والأمريكي إلخ.

أعتقد شخصيا أنه من المفيد جدا الاطلاع على المعارك الفكرية التي خاضها فولتير مثلا ضد الإخوان المسيحيين الأشداء في فرنسا إبان القرن الثامن عشر. ومن المفيد جدا الاطلاع على معارك جان جاك روسو مع الأصوليين المسيحيين سواء أكانوا كاثوليكيين أو بروتستانتيين. ومعلوم أنهم كانوا يحرقون كتبه في كلتا الجهتين، فالتعصب هو التعصب في كل الطوائف والمذاهب. وقل الأمر ذاته عن معارك كانط الذي خاض معركة التنوير في ألمانيا، بل وكان هو بطلها الأكبر. ولا ننسى تلميذه فيخته. ولا ننسى هيغل وتلامذته من أمثال فويرباخ وكارل ماركس إلخ. ولكن أنا شخصيا ميال إلى التنوير المؤمن في الثقافة الأوروبية لا التنوير الملحد. وأقصد بالتنوير المؤمن هنا تيار فولتير وجان جاك روسو وكانط وسواهم. وأما التنوير الملحد فقد تمثل في شخصيات من نوعية ديدرو وفويرباخ وفرويد وكارل ماركس ونيتشه. وهو أيضا ينبغي الاطلاع عليه لكي نعرف الفرق بين كلا التنويرين: المؤمن والملحد. فبضدها تتبين الأشياء. بشكل عام فإن الثقافة العربية مدعوة للاطلاع على جميع تيارات الفكر الأوروبي لكي تجدد شبابها دون أن تتخلى عن خصوصيتها وأصالتها.

معركة التنوير العربي

أعتقد شخصيا أن هذه هي المعركة التي سوف تشغلنا طيلة العشرين أو الثلاثين سنة القادمة. إنها معركة المعارك، أم المعارك. ولكن هل يمكن أن نربحها بإمكانياتنا الذاتية وحدها؟ بصراحة لا أعتقد. وهذا لا يعني إطلاقا التقليل من أهمية المثقفين العرب وقدرتهم على الابداع والعطاء. وإنما يعني أنهم مجبرون على مراعاة الظروف المحيطة بهم والضاغطة عليهم. وكما قال لي المرحوم حسن حنفي يوما ما عندما التقيته هنا في العاصمة العمانية «مسقط» على هامش أحد المؤتمرات: «من يكتب على ضفاف نهر السين كأستاذك أركون غير من يكتب على ضفاف النيل من أمثالنا حيث نضطر لمراعاة زمجرات الإخوان». ولذلك ينبغي أن نستعين بمؤلفات الأكاديميين العرب والأجانب المقيمين في الغرب. فهؤلاء يتمتعون بهامش حرية أكبر بكثير منا نحن. وبالتالي فهم الأقدر على إضاءة التراث بكل إشكالياته وقضاياه. وهم الأقدر على تحقيق المصالحة التاريخية بين الإسلام والحداثة، ومعلوم أن هذه هي قضيتنا الكبرى حاليا. لنضرب على ذلك أمثلة محسوسة لكيلا يظل كلامنا تجريديا في الفراغ. كنت قد ذكرت سابقا اسم الفيلسوف عبد النور بيدار. من منا يستطيع أن يدبج تلك «الرسالة المفتوحة التي وجهها إلى العالم الاسلامي» عام 2015؟ إنها جريئة وصريحة إلى أقصى الحدود. لقد شخصت مشكلة العالم العربي والإسلامي كله بطريقة مضيئة فعلا. لقد شخصت مشكلتنا التراثية المتفجرة حاليا، ولكن لا ينبغي أن ننسى كتبه الأخرى وبخاصة كتابه الكبير عن المفكر الباكستاني المجدد محمد إقبال المعنون: «الإسلام الروحاني لمحمد إقبال»، وكذلك كتابه الآخر: «كيف يمكن الخروج من الأصولية الدينية؟» وكتابه الآخر: «نحو ثورة روحانية».

ولا ننسى مؤلفات المفكر التونسي عبد الوهاب المؤدب وبخاصة كتابه: «رهان على الحضارة»، والمقصود أن العالم العربي والإسلامي كله أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الحضارة وإما البربرية. كتاب هام جدا.

ولا ننسى مؤلفات البروفيسور دومنيك أورفوا أستاذ الفكر والحضارة العربية في جامعة تولوز بفرنسا، فقد نشر عدة كتب تستحق الاهتمام. نذكر من بينها: «المفكرون الأحرار في الإسلام الكلاسيكي»، ثم «ابن رشد: طموحات مثقف مسلم»، ثم كتابه الكبير الضخم: «تاريخ الفكر العربي والاسلامي».

هاشم صالح كاتب ومترجم سوري