No Image
عمان الثقافي

افتتاحية

28 ديسمبر 2022
28 ديسمبر 2022

هذا هو العدد الثاني عشر من «ملحق جريدة عمان الثقافي» الذي تصدره الجريدة في الخميس الأخير من كل شهر، وبذلك يكمل المشروع عاما كاملا. ورغم أن الوقت مضى كلمح البصر منذ أن كان العدد الأول بين يدي القراء في يناير الماضي إلا أن الملحق استطاع أن يترك صدى وأثرا ليس في الوسط الثقافي العماني فقط ولكن في الوسط العربي الذي احتفى هو الآخر بالملحق بشكل لافت، احتفى به كمشروع في وقت توقفت فيه أغلب الملاحق الثقافية في العالم العربي واحتفى به خطابا ثقافيا رصينا كنّا في أمسّ الحاجة إليه. وعندما نتحدث عن الأثر الذي أحدثه الملحق لا نذهب حدّ القول إنه أحدث تغييرا جذريا في الخطاب الثقافي والمعرفي العربي في وقت كان فيه العالم في حاجة ماسة إلى مثل هذا التغير العميق في شتى مناحي الحياة وفي مقدمتها الخطاب الثقافي والمعرفي، لكننا نستطيع القول إنه حرّك المياه الراكدة، وبدأت الدائرة المرتسمة في وسط البركة تتسع. كما يمكن أن نظن، وبعض الظن يقين، أن الكثيرين شعروا بأن ثمة مشروع ثقافي ومعرفي يستحق المتابعة وهذا الأمر هو عتبة أولى من عتبات ما يمكن أن يحدثه أي مشروع ثقافي تنويري. أمّا الذي نستطيع فهمه من الاستقبال المحلي والعربي المتميز للملحق هو أن أي مشروع ثقافي جاد ورصين ما زال محلّ احتفاء عربي رغم كل التحديات التي يمر بها العالم العربي ورغم التسطيح والتسليع الذي مرّ بالعالم العربي طوال العقود الماضية. وهذا مؤشر جيد ويمكن البناء عليه في الكثير من المشاريع الثقافية العربية.

عندما انطلق الملحق في عدده الأول كان العالم أمام أسئلة كثيرة: حياتية وعلمية ومعرفية، وكان أيضا في عزلة فرضها وباء فيروس كورونا، وكانت العولمة التي اعتبرها الغرب أحد أهم إنجازات البشرية تتراجع اقتصاديا وثقافيا وتضيّق الحدود على البشر، لكنّ بارقة الأمل التي حاول المشروع المرور عبرها وعلى وهج ضوئها تكمن في أنّ آلة البحث والابتكار قد ازدهرت، وأن الجميع كان تواقا لخطاب معرفي رصين، وكان الملحق الذي يكمل اليوم عامه الأول أحد تلك الإجابات على الكثير من الأسئلة، أو هو على أقل تقدير إجابة جريدة عمان على بعض تلك الأسئلة. وسيبقى المشروع مستمرا وسط/ورغم كل التحولات التي تحدث في العالم.