No Image
روضة الصائم

هند السليمانية : «كنت أتلهف لتجربة الصوم.. وحين نجحت شعرت بالفخر»

03 أبريل 2023
الصائم الصغير
03 أبريل 2023

حين يرتبط الصوم بلهفة التجربة الأولى هنا تلمس شعور الطفل بما يفعله الكبار، وهو ينتظر أن يبلغ تلك المرحلة التي على إثرها يبدأ بالصوم فيتحمل عناء عدم الشرب والأكل في سبيل مبادئ غرست فيه منذ الصغر، هذا ما لامسته من هند بنت يوسف بن زهران السليمانية بالصف الرابع الأساسي، طالبة في مدرسة منبع الإيمان للتعليم الأساسي، تقول بكل فرح: «بدأت أتدرب على الصيام وأنا في الصف الثاني الابتدائي بعمر ٨ سنوات، كنت أتلهف للتجربة بالرغم من أن الجوع كان يقرصني كثيرا، ولكن حاولت أن أكمل جزءا من أيام رمضان أحيانا بالصيام المتقطع، وأحيانا أكمل يوما كاملا، وعندما أصبحت بعمر ٩ سنوات تمكنت من صيام رمضان كاملا بتشجيع من أمي وأبي وصديقاتي».

وعلى الرغم من أن الرغبة ذاتية لدى هند في تجربة الصيام إلا أنها تقول إن والديها هما من شجعاها على الصيام لما للصوم من فوائد وراحة للجسم، وفرصة للشعور بإحساس الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم.

ولم يغب اليوم الأول في الصيام من ذاكرة هند التي تقول إنها صامته كاملا، رغم الإحساس بالتعب والإرهاق والعطش، إلا أنها صبرت وأكملت يومها. وتقول هند بلهفة :«أنا فخورة بنفسي»، وتضيف: «الآن أحس أن الأيام خفيفة وأقل صعوبة فقد اعتدت على الصيام، وهو صحة للجسم، والصوم يعلمنا أن نحس بالفقراء الذين لا يملكون الطعام، وهو راحة بدنية ونفسية، كما أن جدولي الرمضاني ساعدني كثيرا في ترتيب جدولي اليومي، فأنا أقضي وقتي بإنجاز وظائفي، وأساعد أمي في المنزل، أما في المدرسة فأنا وصديقاتي كلنا نصوم ونحاول تشجيع بعضنا البعض دائما».

تقول هند إنها تحب قراءة القرآن برفقة عائلتها، وأحيانا تقرأ بمفردها، لاسيما بعد الصلوات وفترة الظهيرة والعصر، وتحفظ من القرآن جزء عم، وأغلب السور من جزء تبارك، وبعض السور الأخرى مثل يس والرحمن، وعن الإفطار في رمضان تقول هند إنها تحب مساعدة أمها في إعداد الفطور وتجهيزه، حيث تترك لها الأمور البسيطة والخفيفة حتى لا تثقل عليها وتتعبها وهي صائمة، ولكن هند تحب تعلم الطبخ ومساعدة والدتها في المطبخ وفي كل أمور المنزل، وعن طبقها المفضل تقول إنها تحب سلطة الفواكه أكثر من الوجبات الأخرى. ورغم الصوم تقضي هند بعض الوقت في اللعب مع أختها الصغيرة إلى جانب الرسم، وتلعبان لعبة المعلمة والطالبة، وتضيف: «نلعب لعبة البطاقات سين وجيم، وأعلام الدول وغيرها؛ لأن أبي دائما يشجعنا على هذه الألعاب التي تزيد من ثقافتنا، وأحيانا نشاهد معا برامج الأطفال، ولكننا في فترة نهار رمضان لا نشاهد التلفاز لأن أمي لا تسمح لنا إلا بقناة القرآن الكريم، وبالليل يمر الوقت ونحن ندرس ونكتب واجباتنا المدرسية، وقد أشاهد بعض رسوم الكرتون برفقة أختي في جهاز الآيباد وبإشراف والديّ». وتختتم هند حديثها اللطيف بالفرحة التي تستعد لها وهي استقبال العيد باختيار ملابس جديدة، فتقول: «أمي وأبي يتشاركان دائما في اختيار ملابس العيد لنا، ويأخذان برأيينا أنا وأختي في الاختيار، وهذه الفقرة هي المفضلة لدي في الاستعداد للعيد».