No Image
روضة الصائم

فتاوى

18 أبريل 2023
فتاوى يجيب عنها فضيلة الشيخ د. كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام لسلطنة عمان
18 أبريل 2023

ـ هناك من يرى في المنام بعض أقاربه يطلب منه أن يحج عنه أو أن يتصدق عنه أو أن يؤدي عنه دينه، فهل معنى ذلك أنه سيكون ملزما بمعطيات تلك الرؤيا؟

أولا، لا يلزم أن يكون تعبير الرؤى موافقا لظاهرها بل الغالب أن الرؤى تحتاج إلى تعبير، فلا يلزم من ذلك أن يكون الذي يراه النائم في منامه هو على حقيقته، وهذا أمر يدركه المشتغلون بالرؤى والمنامات، وما من إنسان إلا وقد مرت به رؤيا، لعله طلب لها تعبيرا، ولذلك وضعت مصنفات للتعبير، ولا يلجأ إلا لأهل الدراية والاختصاص؛ لأن هذه الرؤى ليست على ظاهرها، والأمر الآخر أن ذلك لا يؤخذ منه حكم شرعي، وإنما قد يستأنس به، وقد يكون ذلك نوعا من الإلهام للتنبيه على أمر ما، وينبغي منه أن يأخذه على محمل الجد، وأن يلجأ إلى أهل الاختصاص والدراية للتعبير له عما رآه، قد يكون من توفيق الله عز وجل لبعض عباده، أن يجري لبعض الناس بعض الرؤى والمنامات لتوفية بعض الحقوق التي لعلهم كانوا يرغبون في تأديتها، وقد يكون بحاجة إلى أن يلتمس لها تعبيرا، فأقل ما يقال فيها أنها رسالة ينبغي أن يشتغل بها ويلتفت إليها، ومبعث هذا الكلام أن الكثير من أهل العلم يقولون بأنه نظرا لأن الموت في دار حق فإنهم لا يصدر عنهم فيما يراه النائم من أحوالهم إلا قول حق، وهذه ليست بقاعدة شرعية، وإنما هذا مما يذكره أهل الشأن بالمنامات والرؤى، والله تعالى أعلم.

ـ من تمضمض وغرغر حلقه في الليل بماء وملح، بعدها غسل فمه، لكنه في الصباح أحس بوجود الملح في فمه، فماذا عليه؟

لا شيء عليه، ولكن عليه أن يبالغ في أن يغسل فمه بالماء، بعد أن يستعمل الماء والملح، فإن كان قد حصل ذلك ووجد شيئا من الطعم فليخرجه، ولا شيء عليه، والله تعالى أعلم.

ـ ينال الرجل إذا تابع الجنازة أجرا عظيما، لكن هل المرأة تنال الأجر نفسه الذي يناله الرجل؟

أبواب البر والثواب لا تحصر، فهناك أعمال هي من شأن الرجال، ويؤجرون عليها، وهنالك أعمال من شأن النساء وتؤجر عليها النساء، وفضل الله واسع، وصنوع الطاعات لا يمكن أن تحصر، وإنما على المكلفين رجالا ونساء أن يلتزموا بأحكام شرع الله تبارك وتعالى وأن تحروا مواضع الأجر والثواب، وليست هناك منافسة بين الرجال والنساء، فإذا شرع أمر للرجال فإن النساء لا تجد وجوها أخرى تحصل به على الأجر أو العكس، حينما يشرع باب من أبواب الخير والأجر والثواب للنساء فإن الرجال يحبس عنهم الأجر والثواب، ليس الأمر كذلك هذه طاعات ووجوه بر وإحسان، وصنائع معروف لا يمكن أن تحصر فإذا كان شرع الله تبارك وتعالى يرتب على المكلفين أحكاما تتناسب مع طبيعتهم ومع فطرتهم فهذا لا يعني الغض من حظوظ الآخرين، وإنما هي ميادين يسعى كل إلى ما يحوزه من أجر وثواب (وإن لَيْسَ لِلإِنسَانِ إلا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى) فهذا الذي ينبغي أن تشتغل به النساء، وأن يشتغل به الرجال، لا أن ينظروا في نظير العمل وإيجاد بديل عنه، فالعبرة بمجمل شرع الله تبارك وتعالى، وما أودع فيه من فضائل الأعمال، وحتى في بعض الواجبات، فصلات الجماعة أمر بها الرجال وجوبا عينيا، ولم تؤمر النساء بذلك، لا شك أن في امتثال المكلف لهذه العبادة أن فيها أجرا عظيما، هل يعني هذا أن الأجر يحبس عن النساء، وحسن التبعل أمرت به المرأة، وطاعة الزوج في المعروف تؤجر عليه المرأة الثواب العظيم، والحمل والوضع والرضاع، جعل من المرأة أما تتصدر كل الحقوق، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- في البر يقول: أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك"، فهل يأتي الرجل هنا ويغار أن هذه المنزلة بوئت إياها الأم ولا نصيب للأب يناظر أو يكافئ، لا فكل ميسر لما خلق له، والله تعالى أعلم.

ـ كيف يتم إخراج زكاة العسل؟

العسل على الصحيح ليس فيه زكاة في ذاته، فهو ليس من الأصناف الزكوية المأمور بتزكيتها في ذاتها وإنما الزكاة في عوائده من خلال الإتجار، فتجري عليه أحكام زكاة عروض التجارة، فيقوم بائع العسل السلعة التي عنده، عند حولان الحول، وينظر في الأرباح التي تحصلت له، ويقوم السلعة المعروضة للبيع بسعر السوق، والأرباح المدخرة عنده، وإن كانت عليه ديون حالة فإنه يطرحها ثم يزكي الباقي بإخراج ربع العشر، والله تعالى أعلم.

ـ هل يصح بيع الفضة بالأجل؟

لا يصح شرعا، لا بد في الذهب والفضة من أن يكون التبايع فيهما بالنقد الحاضر، فإن كان فضة بفضة لا بد أن تكون مثلا بمثل، يدا بيد، وإن كانت فضة بأموال نقدية فيشترط أن تكون يدا بيد، وكذلك الحال بالنسبة للذهب فلا يصح فيها الأجل، والله تعالى أعلم.