No Image
روضة الصائم

صفية بنت عبدالمطلب

14 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
14 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا

والتزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه

ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا

وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال

وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال..

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي صلى الله عليه وسلم وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن في من حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام.

صحابية جليلة عرفها أهل قريش قبل إسلامها بأدبها وشعرها، هي صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية الهاشمية، عمة النبي صلى الله عليه وسلم، ولدت بمكة قبل الهجرة بثلاثة وخمسين عاما وتزوجت مرتين، الأولى في الجاهلية من الحارث بن حرب بن أمية، ثم تزوجت العوام بن خويلد أبا الزبير بن العوام، الذي توفي في إحدى حروب الجاهلية.

حياتها

تزوجت في الجاهلية مرتين، وأنجبت صيفي بن الحارث، والزبير بن العوام، والسائب بن العوام، وأم حبيب بنت العوام، وعبد الكعبة بن العوام.

وقد أجمعت المصادر على إسلامها، ويقال بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد وجه إليها الدعوة بأن ناداها باسمها بعد نزول الآية في سورة الشعراء: «وأنذر عشيرتك الأقربين»، فما كان منها إلا أن لبت دعوة النبي وأشهرت إسلامها وبايعت الرسول صلى الله عليه وسلم، وهاجرت إلى المدينة المنورة مع أوائل المهاجرين بصحبة أخيها حمزة وابنها الزبير.

مشاركتها في الحروب

شهدت صفية كل المعارك التي خاضها النبي عليه الصلاة والسلام، وبرغم كبر سنها، إلا أنها وضعت بصمتها في كل المعارك مستجمعة قوتها وبسالتها، فكان دورها بأن تسقي المجاهدين، وتداوي الجرحى، كما كانت تصلح أدوات السلاح، وشاركت في القتال في غزوة أُحُد، حيث تقدمت برمحها بعد تراجع المسلمين واستنهضتهم للعودة، كما كان لها دور في غزوة الخندق، وهي أول مسلمة تقتل مشركا، اليهودي الذي تسلل إلى حصن النساء والأطفال، وأعطاها النبي من غنائم خيبر أربعين وسقا.

صفاتها

ضربت صفية بنت عبدالمطلب المثل بشجاعتها فكانت فارسة، ومقاتلة شجاعة، وعرفت بكونها أديبة وواعظة، كما كانت عالمة ومؤمنة، وصابرة محتسبة.

وكانت أما فاضلة، ربت أولادها بعد تيتمهم في سن مبكر، ودربت ابنها الزبير على الفروسية والقتال، وأخذت على عاتقها تنشئتهم بالشجاعة والأخلاق.

أثرها

ترعرت صفية في أحد بيوت سادات قريش وهو عبدالمطلب جد النبي، وكان شاعرا، عرف عنه تأثره بأخواله في يثرب وبشعرهم، فكان شعره جزلا قوي المعنى سهل اللفظ، وكان من البحور الجزلة الغنائية، وقد تأثرت صفية بفصاحته وشعره كسائر أخواتها، ولها قصائد في رثاء أبيها وأخيها، وورد عنها أشعار في مناسبات متنوعة، كما رثت النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته فقالت:

ألا يا رسول الله كنت رجاءنا

وكنت بنا برا ولم تك جافيا

وكان بنا برا رحيما نبينا

ليبك عليك اليوم من كان باكيا

لعمري ما أبكي النبي لموته

ولكن لهرج كان بعدك آتيا

كأن على قلبي لفقد محمد

ومن حبه من بعد ذاك المكاويا

إلى آخر القصيدة، كما روت الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام، وروى عنها ابنها الزبير بن العوام، وحميد بن هلال، وجعفر بن الزبير، وربيع.

وفاتها

توفيت صفية بنت عبدالمطلب في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام ستمائة وأربعين للميلاد، وبلغت من العمر ثلاثا وسبعين خريفا، ودفنت في البقيع.