No Image
روضة الصائم

الفنان خميس الرواحي: فجرت طاقتي الفنية بـ "يوميات مصبح" على اليوتيوب.. وفي رمضان لدي عملان دراميان

11 مارس 2024
الوجه العماني في الفليم الهندي "راستا"
11 مارس 2024

خميس الرواحي، اسم فني لطالما أثار فضولي بأن أعرف عنه الكثير، فمجرد أن يَرِد اسمه يتبادر في الذهن مباشرة أنه فنان سجل حضورا ملفتا في الساحة المسرحية وساحة الدراما بشقيها التلفزيوني والاذاعي، بل وكذلك في الساحة السينمائية العابرة للحدود، فقد شارك ببطولة أكثر من فيلم هندي، فكان نجما بين النجوم الدوليين.

في الحقيقة لا أعرف متى ارتبط اسم خميس الرواحي بهذا الظهور الفني، ولكنه أمضى سنوات في بناء اسمه الفني حتى حقق هذا الانتشار ليس محليا فحسب، بل كذلك كان عابرا للحدود، أعترفُ بأنني لم أحضر لخميس الرواحي الكثير من الأعمال المسرحية التي شارك فيها بالبطولة –وهذا تقصير مني- لكنني حضرت له عرضا يتيما وهو مسرحية "هاجر" بمشاركة مجموعة من النجوم منهم الفنانة القديرة أمينة عبدالرسول.

في هذه الأسطر اقتربت من الفنان خميس الرواحي أكثر لحواره، وقبل الشروع في الإعداد الاسئلة أخذت جولة في عالم الفضاء الالكتروني لأعرف كيف أوجه بوصلة الأسئلة فاكتشفت بأنني أمام شخص أكاديمي دارس لفنون المسرح والدراما، فكان قد نمَّى موهبته الناشئة بالعلم الاكاديمي التخصصي، وحول دراسته، وبدايته، وفرقته، وأعماله، والكثير تحدث الرواحي بصدر رحب رغم "استفزازية" بعض الاسئلة كما وصفها، فإلى الحوار:

- خميس الرواحي، الفنان المعروف شكلا واسما في المسرح والدراما، ولك تجارب سينمائية جديرة بالذكر، ما وراء كل ذلك، حدثنا عن نشأتك الفنية، البداية من الهواية والموهبة والتخصص؟

• ربما تشترك بداياتي مع أغلب الفنانين، فقد كانت بداياتي من المدرسة ثم فريقٌ في البلد، وكنت حريصا على المشاركة في دورة مسرحية كانت تقام سنويا بتنظيم "مسرح الشباب" آنذاك، وقد خرَّجت هذه الدروات العديد من الفنانين المتمكنين، ولكن للأسف مع توقف مسرح الشباب توقفت هذه الدورة، وقد قدم هذه الدورات العديد من الاسماء الفنية الكبيرة، وكان لي شرف حضور دورات قدمها عدد من الأسماء الكبيرة في الوطن العربي منهم الفنان هاني مطاوع رحمه الله، مخرج مسرحية "شاهد ما شفش حاجة"، والاستاذ مصطفى حشيش، وغيرهما من نجوم مصر إضافة إلى النجوم العمانيين، وهذه كانت ربما بداية تأسيس المسرحي الذي انطلق من الشغف والحب، وحقيقة رغبت في توسيع مداركي الفنية وصقل هوايتي الفنية أكثر، فقررت دراسة تخصص "الإخراج والتمثيل والتعبير الحركي" في جامعة "هل" ببريطانيا وتخرجت بدرجة الباكلريوس، هذا إذا ما تحدثت عن النشأة.

وفي سؤالك عن التجارب السينمائية فلدي مشاركات عديدة، منها الفليم السينمائي العماني الهندي "زيانة" للدكتور خالد عبدالرحيم الزدجالي، هي أول تجربة سينمائية لي، ومؤخرا شاركت في الفيلم السينمائي الهندي "راستا" الذي صُوِّرت كل مشاهده في سلطنة عمان، وسُعدت أنه كان لدي دور رئيسي في هذه التجربة الرائعة، كما كانت لي مشاركة في فيلم أمريكي اسمه "ذا فالكنر" وتم تصويره في سلطنة عمان كذلك، وعُرض في أمريكا وبريطانيا وعرض كذلك في رحلات الطيران العماني، وحاليا يُعرض على منصة "آبل تي في"، وكذلك لي مشاركة أفخر بها في عمل أوبرالي للأطفال، وهو عمل إيطالي اسمه "الاكسير" وجمعني هذا العمل مع الفنانة عائشة البلوشية، وشاركت في دورة قدمت للطلبة بتنظيم دار الأوبرا السلطانية والتي اختتمت بعرض مسرحي، وهذه بعض من الاعمال التي شاركت بها والتي تعتبر مشاركات عالمية أفخر بها.

• في حديث مع أحد الأصدقاء، وهو مخرج مسرحي، أشار إلى أن خميس الرواحي ذو إمكانيات مسرحية هائلة، إلا أنه لم يجد الفرقة المناسبة له إلى الآن، برأيك ما دافع ذلك الكلام؟

- أنا أشكر هذا الصديق على هذه الثقة، وشهادته بأن لي الإمكانيات الهائلة في المسرح، وكلي فخر أنني انتمى إلى فرقة الصحة منذ التسعينيات وشاركت معها في أعمال كثير مُمَثِلًا ومخرجًا، وهذا لا يعني أنني لا أعمل مع الفرق المسرحية الأخرى، فقد شاركت بالعديد من الأعمال المسرحية قدمتها فرق أخرى، بمعنى أنني غير محتكر على فرقة الصحوة، أي فرقة تقدم نصا جميلا، ورؤية اخراجية رائعة، ومع توفر الظروف المناسبة فأنا أتشرف بالعمل معها، وأتمنى أن عرف وجهة نظره عن الفرقة الملائمة لي!

• اليوم نرى أسماء مسرحية سجلت حضورا جماهيريا كبيرا ودخلوا عالم التواصل الاجتماعي كمشاهير مؤثرين، أنت لا تقل شهرة عنهم بكل تأكيد، ولكن ظهورك ملاحظ أنه أقل في عالم التواصل .. لماذا؟

- أنا أرى أن عالم التواصل الاجتماعي عالم آخر، وهو عالم له نجومه، وأنا لا أرى نفسي فيه، ولكن في محاولة للدخول في هذا الركب تم انشاء قناة على "اليوتيوب" بعنوان "يوميات مصبح"، والقناة لها جمهورها من مختلف الأعمار، لمست حب الجمهور وخاصة الأطفال لشخصية مصبح وهذا ما يدعوني للفخر، أما إن كان القصد على دخول المجال من الجانب التجاري بمعنى الدخول في صناعة المحتوى الاعلاني فأنا لا أجد نفسي في هذا المجال، ولا يستهويني الأمر، وأرى ان عددا قليلا جدا من الفنانين الذين نجحوا في مواقع التواصل الاجتماعي، وفي المقابل نجد الكثير من المشاهير الذين نجحوا في مواقع التواصل الاجتماعي ولم ينجحوا في المسرح، الخلاصة أن هذا عالم وهذا عالم مختلف، وأنا بصراحة لا اتابع كثيرا مواقع التواصل.

• هل يمكن القول أنك مختفٍ عن المسرح خلال السنوات الماضية، واذا كان الجواب نعم.. فلماذا؟

- في شهر أكتوبر من العام الماضي قدمت مسرحية "هاجر" مع فرقة "مسرح وطن" كنت ضيفا فيها، وكما ذكرت إذا سنحت الظروف وتوفر النص الجيد والمخرج الجيد فلا أمانع من العمل، صحيح أنني قبل "هاجر" كنت مختفٍ عن المسرح نوعا ما، لأنه لم أجد العرض المناسب.

• اشتغالاتك في الدراما والسينما سحبك من المسرح.. هل تتفق؟ اشرح لي.

- لا، انشغالاتي في الدراما والسينما ليس لها علاقة بالانشغال بالمسرح، بالجميع يعلم أن اشتغالات الدراما لدينا موسمية، للأسف، كما أننا لسنا كالكويت مثلا ما أن يخرج الفنان من تصوير مسلسل يدخل في آخر، أنا شخصيا قبل هذا الموسم كان لدي اشتغال في الدراما عام 2018 مسلسل "مسرح الجريمة" ولم يعرض للأسف، كل طاقاتنا نفجرها في "يوميات مصبح" على اليوتيوب حيث لم نشارك في الدراما في تلك الفترة، وأما السينما فكذلك ليس لدينا أعمال سينمائية محلية كثيرة، وما اشتغلت فيه ليس انتاجا عمانيا وأخد من الوقت القليل، وأعني فيلم "راستا"، لذلك بكل تأكيد لم يأخذاني الدراما ولا السينما عن المسرح، لا يوجد شيء يشغلني عن شيء، المقياس الحقيقي وجود النص والاخراج الجيدين في الدراما والسينما والمسرح هو الدافع للعمل.

• بالإشارة إلى العمل السينمائي "راستا"، هنا الموضوع يثير العديد من التساؤلات، كيف وصلت، وكيف تحدثت، كيف كانت التجربة، وعن دورك؟

- الاستاذ عبدالسلام التميمي رسل لي أن هناك شركة انتاج هندية تبحث عن ممثلين عمانيين لأداء شخصيات عمانية، فقدمت وأرسلت السيرة الذاتية وبعض المقاطع من الأعمال السابقة، وعملت مقابلة كأي شخص آخر، والحمد لله تم اختياري لعمل هذا الدور، وبالحقيقة لم أستلم نصا حينها، ولكن كنت مطلعا على القصة وكيف تكون، وعليه أجد نفسي أنني مقصر في الأداء، لأن قراءة النص أمر مهم جدا في دراسة أبعاد الشخصية وتقمص الدور، وعلاقة الشخصية بالبيئة المحيطة بالعمل، قراءة النص هو بناء كركتر حقيقي، ولكن مع ذلك كانت المشاركة رائعة، والتصوير أخذ حوالي شهر ونصف في سلطنة عمان، واغلب تلك المشاهد كانت في ولاية بدية، ومن أصعب المشاهد مشاهد العاصفة الرميلة فقد تطلبت الكثير من الجهد، وأنا فخور بذلك، بأن أمثل الفنان العماني وأمثل نفسي بهذا العمل.

• عاتبت الإعلام بعدم التفاعل من مشاركتك العالمية، وربما الإعلام يعاتبك كذلك بأن الدعاية لم تصل بشكل كاف، والترويج للفيلم لم يكن في سلطنة عمان، واعتقد انه لم يطرح في السينما المحلية.. ما هي وجهة نظرك في الموضوع؟

- فعلا، كان لي عتب كبير، فالفيلم لم يحظَ بالتغطية الاعلامية رغم أنه قد عرض في خمس دور للسينما في مسقط، وتم عرضه في صلالة وفي صحار، وفي دبي والسعودية وقطر وفي الهند، ربما الحديث الاعلامي الوحيد كان عبر إحدى الاذاعات المحلية بشكل شخصي فقط، بحكم علاقتي بالاصدقاء الاعلاميين مثل عابدين البلوشي وعدنان الميمني، وحينما نأتي للمقارنة، شارك في ذات العمل ممثل من باكستان وهو مقيم في سلطنة عمان، ورغم دوره البسيط تواصلت معه 4 محطات من بلاده للحديث بإسهاب عن هذه المشاركة، ولا اعرف سبب غياب الاعلام المحلي بكافة وسائله، فهل هم مقصرون، أم غير متابعين، أم يتابعون بلا حراك، حقيقة نجد غياب الاعلام عن الانتاج المحلي، ففي برامج السينما يكون المحتوى عن الافلام الاجنبية، وفي صفحات الفنون تكون الاخبار عالمية، فهل الفنان العماني أقل من غيره؟

• الأعمال الدرامية الرمضانية المحلية حاضرة في هذا العام، ولديك العديد من المشاركات، منها دور بطولة، لنتحدث عن هذه التجربة؟

- في هذا العام لدي مشاركة في عملية دراميين، كل واحد منها مكون من 15 حلقة، الأول "غراق فلاح" تأليف هود الهوتي واخراج محمد كاضم وأنا لدي بطوله في حلقتين، والعمل حلقاته منفصلة، أما العمل الآخر "يا قلبي ابتسم"، تأليف نعيمة الهطالية، وأفتخر أن هذا العمل أول بطولة مطلقة لي في التلفزيون، مع وجود النجوم الكبار من الرعيل الأول الفنان صالح زعل والفنانة أمينة عبدالرسول والفنان محمد نور والعديد من النجوم.

• كونك أكاديمي في المجال المسرحي، كيف ترى مستوى المسرح العماني اليوم والدراما؟

- المسرح لدينا جميل جدا، وينقصه الدعم، لدينا فرق مسرحية تعمل بجهد، والجمعية العمانية للمسرح تعمل بجهد كبير في الارتقاء بالفنان المسرحي ودعم الفرق، المهرجانات التي تنظمها الفرق المسرحية تعكس هذا التطور والاهتمام، وما يثلج الصدر أخبار المجمع الثقافي وما سيحويه من المسرح الوطني الذي طال انتظاره وسيحوينا جميعا ابناء المسرح، وحقيقة أتساءل أين القطاع الخاص من دعم هذا النشاط المهم، لماذا كل الدعم يجب أن يأتي من الحكومة، على القطاع الخاص أن يتحمل مسؤولية اجتماعية تثقيفية وتوعوية، لا نتحدث عن النشاط المحلي فحسب، بل وإن كانت هناك مشاركات دولية لماذا لا يكون هناك دعما من القطاع الخاص لابتعاث مجموعة من المسرحيين، هنا أكرر تساؤلي حول اسباب غياب الثقة عن الفنان العماني. ومن بين اشكال الدعم التسويق الجيد للأعمال، اليوم نشارك في ملتقيات دولية نجد أن الناس لا تعرفنا، مقارنة بالفنانين الآخرين، بلدنا جميلة جدا وهي عبارة عن استيديوهات مفتوحة قد تصل بالاعمال الدرامية إلى العالمية، يجب استغلال ما نتمتع به من تنوع بيئي كبير.

10 – دائما تُثار جدلية بين التعدي على القواعد المسرحية، وبين المطالبة في التجديد والابتكار، بوجهة نظرك ما الفرق بين التجديد و التعدي على القواعد؟

- المسرح متجدد دائما، هناك مسرح تجريبي، ومسرح تجريدي، والجديد هو مطلب مهم، هناك فهم غائب ربما، خاصة في المسرحيات المهرجانية، فغالبا نشاهد سوداوية الأعمال، بحجة التفكير خارج الصندوق أو محاولة التميز، وهذا بكل تأكيد ليس شرطا للتميز، ممكن أن يتميز عمل كوميدي، بكل تأكيد من الجميع أن يكون التجديد حاضرا ولكن بشكل مدروس وعقلاني.