روضة الصائم

الفتاوى

11 مايو 2021
11 مايو 2021

- السؤال: كيف تكون صلاة العيد في الأوضاع الحالية من حيث حكمها وحكم أدائها في البيت والخطبة وغيرها؟

- الجواب: القول الراجح الصحيح إنه يجوز أداء صلاة العيد في البيوت وهذا قول شهير لدى علماء الإسلام من مختلف المذاهب الإسلامية يكاد لا مبالغة أن نقول بأنه قول الجمهور منهم نسب إلى الأحناف قول بعدم الجواز لكنه ليس لكل علماء الحنفية، فالشيخ أبو سعيد الكدمي على سبيل المثال نص على جواز أداء صلاة العيد في البيوت وفضل أداءها في البيوت على أدائها في البراز والشيخ نور الدين السالمي رحمه الله تعالى وافقه في جواز إقامتها في البيوت إن وجد سبب لذلك ولكن اختلف معه فيما يتعلق بتفضيل أدائها في البيوت على البراز فيرى رحمه الله تعالى أن أداءها في المبارز التي تكون خارج البيوت أولى من أدائها في البيوت وكذا هو القول عند جماهير الشافعية والمالكية وأكثر الحنابلة وقليل من الأحناف بجواز أداء صلاة العيدين في البيوت واستأنسوا لذلك بفعل لأنس أنه كان إذا تأخر عن صلاة العيد جمع أهل بيته فصلوا في البيت ولا دليل يمنع من ذلك فقياسها مع صلاة الجمعة قياس مع الفوارق الكثيرة وليست هي بأشد من الفرائض الخمس التي إن وجد سبب يمنع من الوصول إلى المساجد فإنها تؤدى في البيوت جماعة وأما صفتها فإنها تؤدى كما تؤدى صلاة العيدين في المصليات والمساجد تؤدى بنفس هيئتها وكيفيتها وصفتها، أما الخطبة ففيها خلاف والأظهر أن تشرع الخطبة فبعد صلاة الركعتين بما فيهما من تكابير صلاة العيد يشرع في البيوت أيضا أن يخطب الإمام ولو أن يقتصر على الثناء على الله عز وجل ثم كلمة الشهادتين والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم الأمر بالتقوى ثم الدعاء ويختم، لكن إن لم يوجد فيهم من يحسن الخطبة فلا مانع، الصلاة تصح ولو بدون خطبة لكن الأولى حفظ هذه الشعيرة ولإنه ساغ لعموم الناس أن يتركوا الخطبة فلا يسوغ لطلبة العلم وأهل الفضل إحياء لشعائر هذا الدين وتذكيرا لأهل بيتهم بما فيه خير لهم في عاجل أمرهم وآجله، إذن هذا فيما يتعلق بصلاة العيد وجواز إقامتها في البيوت ولا حاجة لنا إلى الإطالة في الرد على أدلة من رأى أو على ما استند إليه من رأى عدم الجواز لأن الإشارة إلى ذلك تقدمت فالقياس مع الجمعة قياس مع الفارق ثم بعض الآثار التي يروونها فيها نظر ويستندون إليها من فعل بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والسلف الذين روي عنه أنها لا تصلى في البيوت فيها نظر لأن هناك روايات كما هو عن الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه هناك روايات أنه يرى أداءها في البيوت والقياس على من فاتته في المصلى يمكن أن يؤخذ منه فقط القدر الذي يؤخذ منه السعة والتيسير في أمر صلاة العيدين لكنه أيضا قياس مع الفارق وإنما هذا وضع استثنائي أدت إليه ظروف معينة منعت الناس من الاجتماع والوصول إلى المصليات والمساجد فمن أجل ذلك هي داخلة أيضا في الفقه الخاص الذي يتناول مثل هذه الأوضاع هذا والله أعلم.

- السؤال: بما أنكم أوضحتم أنه يجوز أن تصلى في البيوت فهل الجماعة تشترط فيها أيضا؟

- الجواب: هذه المسألة فيها خلاف من قبل هل يمكن أن تصلى فرادى والصحيح أنه يجوز أن تصلى فرادى واختلفوا من بعد هل المصلي منفردا يأتي فيها بالتكابير أو يصلي ركعتين فقط والصحيح أنه يأتي بها على صفتها وهيئتها فيأتي فيها بالتكابير لكن في مثل هذه الظروف والأحوال ينبغي أن يحرص الناس على أدائها في جماعة في بيوتهم دون تجمع للجيران والأصحاب والأصدقاء وإنما كل أهل بيت يؤدونها جماعة قدر المستطاع كما يؤدون الصلوات الخمس وكما يؤدون صلاة القيام الآن إن لم يتأت لهم ذلك فلا أقل من أدائها ولو منفردين والله تعالى أعلم.