No Image
روضة الصائم

أسماء بنت يزيد.. خطيبة النساء

21 أبريل 2022
ومضات.. لصحابيات خالدات
21 أبريل 2022

نساء فتح التاريخ لهن الأبواب فشيدن بأخلاقهن بنيانا، والتزمن بتعاليم الإسلام منذ بداياته.. فتركن أثرا لا يمكن طمسه، ربت المرأة شجعانا.. ودافعت عن الدين.. فبنت أوطانا، وجاهدت بالمال.. وعالجت الأبطال.. وشاركت في النزال، وحفظت مكانتها وتعلمت وتفقهت وكانت منارا للأجيال..

تصاحبنا في كل يوم من أيام شهر رمضان المبارك صحابية من النساء اللاتي عاصرن النبي صلى الله عليه وسلم وشهدن الإسلام في بداياته، وتركن بصمتهن في من حولهن وساهمن في رفع راية الإسلام.

هي أسماء بنت يزيد بن السكن بن رافع بن امرئ القيس الأنصارية الأسدية الأشهلية، عرفت بخطيبة النساء لأنها كانت تدافع عنهن وتسأل عن حقوقهن، لم يعرف عام ولادتها، ولكنها عمرت كثيرا، ونشأت في كنف أسرة تقية تحب الله ورسوله، استشهد والدها يزيد وأخوها عامر بن يزيد في غزوة أحد، بعد أن جعل جسده ترسا يدافع به عن النبي عليه الصلاة والسلام، وأثخنت الجراح عمها زياد في المعركة، ولما بلغها استشهادهم خرجت تبحث عن الرسول وعندما رأته سالما قالت: كل مصيبة بعدك جلل.

تزوجت من عامر بن نابئ بن زيد بن حرام من بني سلمة.

إسلامها

دخل الإسلام إلى قلبها مع قدوم المهاجرين إلى المدينة في العام الأول للهجرة وأسلمت على يد مصعب الخير أو مصعب بن عمير، وكانت أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم مع كبشة بنت رافع أم سعد بن معاذ، وأختها حواء بنت يزيد، وكانت تفاخر بهذا السبق وتقول: «أنا أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم».

صفاتها

عرفت بأنها ذات إقدام وشجاعة، والجرأة في الحق وأنها بليغة البيان، حسنة الفصاحة، وقوية البلاغة، كما عرفت بالإيمان والصبر والعلم، إلى جانب نبل المشاعر ورقة العاطفة.

ويروى أنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، وإني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين، كلهن يقلن بقولي، وعلى مثل رأيي: «إن الله - عز وجل - بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك واتبعناك، وإنا معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم، وأن الرجال فضلوا علينا بالجمع والجماعات، وعيادة المرضى، وشهود الجنائز، والجهاد في سبيل الله، وإذا خرجوا إلى الجهاد حفظنا لهم أموالهم، وغزلنا أثوابهم، وربينا أولادهم، أفنشاركهم في هذا الأجر والخير يا رسول الله ؟ فالتفت الرسول صلى الله عليه وسلم بوجهه إلى أصحابه، ثم قال: «هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالا عن دينها من هذه ؟!»

فقالوا: بلى والله يا رسول الله، ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا.

فالتفت رسول الله إليها فقال: «انصرفي يا أسماء، واعلمي من ورائك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته، يعدل كل ما ذكرت للرجال» فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مكانتها

كانت نساء المسلمين يذهبن إليها للسؤال عن الدين، وكانت ترفع أسئلتهن لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وعرف عنها حسن صياغتها للسؤال، وقالت فيها أم المؤمنين عائشة: «نعم النساء نساء الأنصار لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين».

ونزلت فيها آية حكم عدة المطلقات من سورة البقرة، فكانت أول معتدة في الإسلام.

روت الأحاديث عن النبي، ويذكر أنها روت 81 حديثا، وروى عنها ثلة من أجلاء التابعين.

جهادها

كانت أسماء تشارك في الجهاد بسقاية الجرحى وتضميدهم، وقد شهدت غزوة الخندق، وغزوة خيبر، وغزوة الحديبية، وبايعت بيعة الرضوان، وفي السنة الثالثة عشرة للهجرة خرجت إلى بلاد الشام وشاركت في معركة اليرموك، ويروى بأنها قتلت تسعة من الروم في تلك المعركة بعمود فسطاطها.

وفاتها

توفيت أسماء سنة ستمائة وتسع وثمانين ميلاديا، في خلافة عبد الملك بن مروان، وقبرها في دمشق بالباب الصغير.