رأي عُمان

حلم المكتبة الوطنية في اليوم العالمي للكتاب

25 أبريل 2021
25 أبريل 2021

ما أحوجنا في هذه الأوقات العصيبة التي تمر بها البشرية، والتي فرضت علينا عزلة إجبارية وحددت أوقاتا لخروجنا من منازلنا، وللقاءاتنا بأصدقائنا، وكل طقوس حياتنا، ما أحوجنا أن نجتمع على الكتاب وقراءته لكسر حاجز العزلة، وفتح آفاق أوسع للحياة. فمع الكتاب تنكسر جميع الأغلال، وتتسع مساحات الحياة، فلا يعود لمنع الحركة أو حظر التجول أي معنى.

والعالم الذي يحتفل هذه الأيام باليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف هو في حاجة ماسة أن يفعّل ثقافة القراءة لأسباب كثيرة؛ بينها التسلية وملء الفراغ، لكن أهم تلك الأسباب السبب المعرفي، خاصة وأن المدارس مغلقة في أغلب دول العالم والتعليم بات «عن بعد» والأمر نفسه في الجامعات فلا يعود أمام الباحثين عن المعرفة إلا مجالسة الكتاب والعودة الحقيقية له قراءة ونقدا، وكذلك بحث سبل تجاوز عقبات إصداره في ظل الجائحة.

يملك الكتاب على اختلاف فنونه والمعارف التي ينقلها لنا قوة سحرية تربط بين الأجيال، وتقرب المسافات بين الماضي والمستقبل، كما يملك قوة بناء جسور تربط بين مختلف الثقافات الإنسانية، لتصبح الثقافة واحدة تعبر عن هذا الإنسان الطامح إلى الكمال.

وإذا كانت منظمة اليونسكو قد اختارت هذا العام مدينة تبليسي الجورجية عاصمة للكتاب، فإن بوسعنا جميعا أن تكون جميع مدننا عواصم للكتاب، والاحتفاء به وتحويل قراءته إلى سلوك يومي بين جميع أفراد الأسرة وهذا بداية الطريق نحو تجاوز الكثير من التحديات التي تواجهنا سواء على المستوى الفردي أو الجماعي أو حتى على مستوى تجاوز التحديات التي تواجهها الدول في ظل الأزمات والجوائح.

وفي عُمان هذه المناسبة فرصة جميلة للعودة إلى التذكير بالمشروع/ الحلم وهو مشروع المكتبة الوطنية، لأن عمان بكل عظمتها التاريخية وبكل ما راكمته من رصيد حضاري تستحق أن يكون في عاصمتها الجميلة مسقط مكتبة وطنية يشار إليها بالبنان تكون مرجعا معرفيا وملاذا للباحثين عن اللحظات الجميلة بصحبة الكتاب. وأن تكون لهذه المكتبة أفرع في المحافظات وبعد ذلك في الولايات.