No Image
رأي عُمان

علاقات وطيدة وثابتة

23 أبريل 2024
23 أبريل 2024

عاد مساء اليوم حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، إلى البلاد بعد زيارة «دولة» إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي احتفت به أيّما احتفاء تقديرا لمكانة جلالة السلطان في نفوس أهل الإمارات. وكان الاستقبال المهيب الذي استقبل به عاهل البلاد المفدى يعكس متانة العلاقات الوطيدة بين البلدين ووشائج الأخوة التي تجمع الشعبين الشقيقين.

وأثنى جلالة سلطان البلاد المفدى وأخوه رئيس دولة الإمارات «على الجهود التي تبذلها الجهات المختصة في كلا البلدين لتعزيز التعاون الثنائي في الشأنين الاقتصادي والاستثماري، ووجّها بأهمية تحفيز وتشجيع القطاعين العام والخاص لتطوير وتنويع التبادل التجاري والاستثماري، وإقامة شراكات استراتيجية تُلبّي طموحات شعبي البلدين، وتعزّز آفاق التعاون الشامل نحو المستقبل». ورغم قوة التبادل التجاري بين البلدين والمشاريع الاستثمارية المشتركة إلا أن هذا النوع من العلاقات هو الصورة العملية التي تتطلبها المرحلة الحالية، فالعلاقات الاجتماعية والثقافية قائمة بين البلدين بحكم التاريخ وبقوة التماسك القائم في الجانبين السياسي والاجتماعي لكن كل هذا يحتاج إلى مزيد من التعزيز عبر بناء الشراكات الاستراتيجية في الجوانب الاقتصادية وكذلك الاستثمارية. وهذا الأمر هو لغة العلاقات الثنائية الحديثة بين الدول.

لكن نجاح كل هذه الطموحات والتطلعات بحاجة مع الإرادة السياسية إلى منطقة مستقرة وهادئة تكون جاذبة للاستثمارات ومحفزة للإبداع، وإذا كانت الظروف في سلطنة عمان ودولة الإمارات مهيأة لذلك فإن المنطقة المحيطة تمر بحالة غليان كبير، وصراع أكبر. ولذلك كان هذا الموضوع أحد أبرز الملفات التي تم مناقشتها خلال الزيارة وكان تأكيد القيادتين على تعزيز التنسيق في مواقفهما بما يخدم المصالح المشتركة ويقوّي دعائم الاستقرار والأمن في المنطقة، مؤكدتين على مواقفهما الداعية للاستقرار والأمن والازدهار والنماء لجميع دول وشعوب المنطقة والعالم أجمع. كما دعت سلطنة عمان ودولة الإمارات الأطراف الإقليمية في المنطقة التي تحيط بهما إلى «التحلي بأقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها مخاطر التصعيد وعدم الاستقرار، مؤكدتان على موقفهما الداعي إلى الالتزام بالقوانين الدولية، وحل الخلافات عبر الدبلوماسية والحوار، ومجددتان مطالبتهما الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالاضطلاع بمسؤولياتهما بتعزيز الأمن والسِّلم الدوليين».

وتبقى الزيارات المتبادلة بين قيادتي البلدين الشقيقين تبعث الكثير من التفاؤل والكثير من الاطمئنان ليس على المستوى الشعبي في البلدين فقط وإنما على المنطقة بأكملها.