منصة «عين».. جسر تواصل بروح العصر

لم يعد التلفزيون مجرد شاشة تتحلق حولها الأسرة انتظارا لعرض مسلسل تلفزيوني أو برنامج وثائقي له وقت معين -إن فات لا يمكن استرجاعه- كما كان الأمر قبل سنوات قليلة. لقد تغير المشهد تماما مع الثورة التقنية التي شهدها العالم مطلع القرن الحالي والتي ما زالت في تطور يومي.. وتحول التلفزيون إلى منصة ذكية متاحة عبر الهواتف الذكية يستطيع «المشاهد» أن يكون شريكا فيها ومتفاعلا وقادرا على اختيار ما يشاهده في الوقت الذي يناسبه، بل يستطيع استرجاع ما تحول إلى أرشيف عبر السنوات ومتابعته وتصفحه في الزمان والمكان الذي يختاره. وباختصار فإن أرشيف مئات القنوات التلفزيونية التي أنشأت لنفسها منصات يمكن أن تكون باشتراك بسيط أو بدون أي اشتراك، كما في بعض القنوات، في جيب المشاهد يتابعه متى يريد وفي المكان الذي يريد.

وفي هذا السياق ومواكبة للتطوير الذي تشهده وسائل الإعلام وبشكل خاص التلفزيون المتحول إلى منصات ذكية، دشنت وزارة الإعلام، تجريبيا، منصة «عين» وهي من بين المنصات القليلة في العالم العربي التي تتيح محتواها المباشر والأرشيف في تطبيق سهل الاستعمال ويقدم خدمات هائلة وبشكل مجاني.

و«عين» هي أول منصة تفاعلية رقمية في السلطنة ومن بين المنصات القليلة المشابهة في العالم العربي، وتسعى «لدعم ونشر المحتوى الإلكتروني العُماني والعربي، ومد جسور التواصل بين تلفزيون وإذاعة سلطنة عُمان والجمهور في السلطنة وخارجها».

ويجد المتصفح للمنصة كما كبيرا جدا من المحتوى السمعي والمرئي يتضمن أكثر من عشرة آلاف مادة إعلامية لمختلف القنوات الإذاعية والتلفزيونية التابعة لوزارة الإعلام، محفوظة ومؤرشفة في المنصة وفق تسلسل مبسّط يقدم للمستخدم تجربة تصفح سهلة.

والزائر لهذه المنصة يستطيع أن يقف على جميع تفاصيل التحولات التي شهدتها السلطنة خلال العقود الماضية. وخصصت المنصة مساحة خاصة للسلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه- توثق للمراحل التي مرت بها النهضة الحديثة التي قادها السلطان الراحل ونقلت عمان إلى المرحلة التي وصلت إليها اليوم. وبعض ذلك المحتوى تنفرد المنصة ببثه للمرة الأولى. وبهذا المعنى تكون المنصة بما فيها من محتوى الإعلامي شاهدا على تطور النهضة العمانية سياسيا واجتماعيا واقتصاديا.