No Image
رأي عُمان

مؤشرات عالمية متقدمة في طريق الطموحات

20 سبتمبر 2021
20 سبتمبر 2021

كان طموح رؤية «عمان 2040» منذ العتبات الأولى لوضع مسودتها أن تجعل عمان «في مصاف الدول المتقدمة» وهذا الطموح رغم مشروعيته إلا أنه ليس سهل التحقيق بأي حال من الأحوال، فلا يمكن أن تقرر أنك ستكون في مصاف الدول المتقدمة وتصبح في اليوم التالي بينها. إنه طموح يحتاج إلى عمل، ويحتاج إلى تفان، وخير من يحقق ذلك العمل ويسير في درب التفاني هم جيل الشباب من أبناء عمان الذين يخبرونك في كل يوم عبر خطاباتهم وأمنياتهم المسموعة في كل مكان أنهم يريدون أن تكون عمان في المراتب الأولى دائما وأبدا.

ولأن نيل المطالب ليس بالتمني، فإن شباب عمان بطاقاتهم المتوقدة يعملون في كل المجالات من أجل أن يضعوا بصمتهم ومن أجل أن تتقدم بلادهم في كل المؤشرات العالمية. وأمس، كشف تقرير للمنظمة العالمية للملكية الفكرية أن السلطنة سائرة بالفعل إلى مصاف الدول المتقدمة بفضل سياسات الدولة التي تدفع بهذا الطموح إلى الأمام وبفضل الشباب العماني الساعي لذلك. حيث حققت السلطنة مراكز متقدمة وأحيانا المراتب الأولى على الإطلاق في الكثير من مؤشرات المنظمة.

حيث تقدمت السلطنة 8 مراتب في مؤشر الابتكار العالمي لعام 2021م وتقدمت كذلك 19 مرتبة في مخرجات الابتكار ومرتبة واحدة في مدخلاته، وهذه المؤشرات كلها مؤشرات أساسية ضمن مؤشرات المنظمة العالمية للملكية الفكرية، إضافة إلى المراتب المتقدمة في المؤشرات الفرعية للمنظمة مثل مؤشر نسبة خريجي العلوم والهندسة الذي حققت فيه السلطنة المرتبة الأولى عالميا والعاشر عالميا في مؤشر التعليم العالي، والمرتبة 13 عالميا في مؤشر الإنفاق الحكومي على طلبة التعليم المدرسي. وفي مجال الاقتصاد والاستثمار حازت السلطنة المرتبة 18 عالميا في مؤشر تدفق رأسمال الأجنبي إلى السلطنة.

هذه الأرقام هي نتيجة جهد طويل ومراجعة مستمرة وتذليل للتحديات من أجل الوصول إلى المراتب العليا ومن أجل أن تكون عمان في المستوى الذي يطمح إليه أبناؤها.

وفي هذا السياق لا يمكن إلا أن نتذكر ما أكد عليه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ــ حفظه الله ورعاه ــ في خطابه بفبراير من العام الماضي حينما أكد على أن «الاهتمام بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومستوياته وتوفير البيئة الداعمة والمحفزة للبحث العلمي والابتكار سوف يكون في سلم أولوياتنا الوطنية، وسنمده بكافة أسباب التمكين باعتباره الأساس الذي من خلاله سيتمكن أبناؤنا من الإسهام في بناء متطلبات المرحلة المقبلة» وأضاف جلالته مؤكدا «إننا نقف اليوم بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين على أعتاب مرحلة مهمة من مراحل التنمية والبناء في عمان، مرحلة شاركتم في رسم تطلعاتها بالرؤية المستقبلية عمان 2040، وأسهمتم في وضع توجهاتها وأهدافها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بما يجسد الرؤية الواضحة والطموحات العظيمة لمستقبل أكثر ازدهارًا ونماءً، وإننا لندرك جميعا التحديات التي تمليها الظروف الدولية الراهنة وتأثيراتها على المنطقة وعلينا، كوننا جزءًا حيًا من هذا العالم نتفاعل معه، فنؤثر فيه ونتأثر به».

وهذه الأرقام ليست إلا العتبات الأولى من الإنجازات التي يتطلع إليها أبناء هذا الوطن والقادم أفضل بإذن الله تعالى.