كلمة عُمان
كلمة عُمان
رأي عُمان

لا مستقبل آمن إلا بأمان الجميع

31 يوليو 2021
رأي عمان
31 يوليو 2021

أكثر ما تحتاجه منطقة الشرق الأوسط في هذا التوقيت بالذات من عمر تاريخ المنطقة هو الحكمة التي يبدو أن المنطقة تفتقدها إلى حد كبير، كما تحتاج إلى قراءة دقيقة للمستقبل ومآلات الأحداث في ضوء المتغيرات التي يمر بها العالم أجمع.

تحتاج منطقتنا التي نعيش حولها أن يدب فيها شعور مختلف، حتى تستطيع فهم قضاياها الحقيقية، فوسط هذا الضجيج والتحرش السياسي والعسكري لا يمكن قراءة المشهد بشكل دقيق لأن الجميع يكون تحت سطوة الخوف.

العالم يمر بمرحلة انتقالية سرّعت مساراتها جائحة فيروس كورونا وإذا لم تخرج منطقتنا بعد زوال كل هذا الدخان والغبار التي تثيره الجائحة وهي مستوعبة للحقيقة فلن تستطيع أن تجد لنفسها مكانًا وسط العالم الجديد، فكل شيء يتغير الآن ولكن لا نستطيع أن نستوعبه لأننا في عمق المشهد أو في عين العاصفة.

عندما تهدأ منطقتنا وتتداول فيها أخبار جيدة يمكن أن تفسح الطريق للسياق الحضاري أن ينشط وللمشروعات التي من شأنها أن تسعد الإنسان وتساهم في أمنه واستقراره تعود الأمور لتشتعل من جديد، وكأن هناك من أُوكل لهم فقط دور إشعال النار وصب الزيت عليها.

ورغم أن مثل هذه الأدوار كانت موجودة على مر التاريخ إلا أن الأحداث والدروس التي قرأناها في عصرنا الحديث تجعلنا أكثر قدرة على فهم هذه الألاعيب وكشفها سريعًا دون التوغل فيها عميقًا.

عندما تزدهر منطقتنا وتنعم بالأمن والسلام فإن مردود ذلك يعم على الجميع، وعندما تشتعل أيضًا تصل النار إلى الجميع، ولا يستطيع أحد أن ينفخ النار باتجاه بعيد عن اتجاهه أو يتجنب وهجها وحرها.

ولذلك نحن في أمسّ الحاجة إلى أن نكون يدًا واحدة ونتكامل مع أجل أن نكون أكثر قوة في المستقبل الذي لن يجد فيه الضعفاء أي مكان يضمهم.

لكن لا يمكن أن نصنع قوة بإضعاف الآخرين من حولنا. وكما قيل في مواجهة جائحة فيروس كورونا «لا نجاة إلا بنجاة الجميع» فأيضًا نقول «لا مستقبل آمن إلا بأمان الجميع».