455455555
455455555
رأي عُمان

لا تقوّضوا الجهد الوطني في مواجهة الجائحة

08 مايو 2021
08 مايو 2021

منذ بداية جائحة فيروس كورونا وكل علماء الأوبئة يشيرون إلى أن النجاة من هذا الوباء لا تتحقق إلا بنجاة الجميع، وهذه المقاربة تصلح قبل ظهور اللقاحات كما تصلح بشكل كبير بعدها.

فقبل ظهور اللقاحات لا يمكن أن يتعافى مجتمع لا يلتزم فيه الجميع بالقدر الكافي بالإجراءات فمن لا يلتزم ينشر العدوى حتى بين الملتزمين، أما بعد ظهور اللقاحات فلا تعافي لمجتمع لا يتم فيه توزيع اللقاحات بشكل عادل، ولا يقتصر الأمر على المجتمع الواحد بل يتعداه إلى الكرة الأرضية.. فلا تعتقد قارة بأنها يمكن أن تنجو فيما قارة أخرى غارقة في الوباء ويتحور فيها الفيروس كل يوم.

والأمر نفسه يصدق حتى على التجمعات السكانية الصغيرة، ولذلك لاقت التجاوزات الجسيمة التي رصدتها اللجنة العليا يوم أمس الأول في بعض الأسواق الشعبية الكثير من الاستنكار من الجميع لأنها حدثت في وقت وصلت فيه كل الأمور إلى ذروتها سواء من حيث عدد الإصابات أو من حيث عدد الوفيات أو من حيث القدرة الاستيعابية في المؤسسات الصحية وكذلك القدرة التحملية للكوادر الطبية التي تعاني الأمرين في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوباء، وفي وقت كانت تعلو فيه الأصوات بالدعاء إلى الله سبحانه وتعالى ليرفع عن عباده البلاء والوباء.

وإذا كان العالم أجمع في جائحة، والجوائح هي التصنيف الأعلى للكوارث التي تمر بها البشرية فإن لهذه المرحلة خصوصياتها التي على الجميع أن يدركها ويلتزم بها، ولا يجعل نفسه بوعي أو دون وعي يساهم في تقويض الجهد الوطني الساعي إلى تجاوز الجائحة ليعود الناس إلى حياتهم الطبيعية ويعود الجميع إلى أرزاقهم التي تقطع بعضها وأثر تأثيرًا كبيرًا على الفرد وعلى الدولة.

ولذلك فإن الجهات المعنية مطالبة خلال الأيام القادمة لفرض رقابة أكبر على أماكن التجمعات لمنعها قبل وقوعها فلا أحد يريد أن يعود مع كل مناسبة اجتماعية أو دينية إلى نقطة البداية ولا أحد يريد أن يستمر مسلسل الإجراءات الاحترازية لا لشيء إلا لأن فئة ولو كانت قليلة من المجتمع لا تلتزم.