No Image
رأي عُمان

قمة المناخ والخطر القادم

25 يوليو 2021
25 يوليو 2021

بدأ أمس في لندن اجتماع مغلق غير رسمي يسبق قمة المناخ المزمع عقدها في شهر نوفمبر القادم في غلاسكو البريطانية.

وشارك في الاجتماع 51 وزير بيئة يمثلون دولا من مختلف قارات العالم لمناقشة القضايا المزمع إقرارها في القمة التي يعول عليها العالم كثيرا باعتبارها ستقيّم التزام العالم بمقررات قمة باريس للمناخ التي عقدت في عام 2015 وخرجت بتوقيع اتفاق عالمي حول المناخ عرف باسم «اتفاق باريس للمناخ»، وينظر لهذا الاجتماع بأهمية كبيرة لأنه يتخلص من البروتوكولات الرسمية ويكون النقاش فيه مفتوحا أكثر من نقاشات القمم الرسمية.

واتفاق باريس للمناخ هو في الحقيقة خطة تسابق الزمن لتجنيب البشرية كارثة مناخية قد يفوق تأثيرها الجائحة التي تمر بها البشرية في الوقت الحالي.

ويواجه كوكب الأرض فترة حرجة جدا بسبب الاحتباس الحراري وطال تأثيرها جميع دول العالم سواء تلك التي تساهم بالنسبة الأكبر من انبعاثات الكربون أو المساهمة بالنسبة الأقل.

ومن بين أهم القضايا التي بدأ النقاش حولها منذ الشهر الماضي قضية الشفافية في موضوع مراقبة الالتزام بخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري والجدول الزمني للتنفيذ، وهذا أحد أكبر التحديات حيث إن أغلب الدول توافق من حيث الفكرة المطلقة على خفض انبعاث الغازات ولكن عند التطبيق قلة فقط الذين يلتزمون بالقرار.

وكانت قمة باريس للمناخ قد حددت هدفا عاما وهو الحد من الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الصناعة، لكن هذا الأمر ليس سهلا وربما يبدو بعيد المنال وفق ما يراه الكثير من العلماء، إلا أنه يبقى هدفا مشروعا يحارب من أجله علماء المناخ الذين يعلمون يقينا التأثيرات السلبية لانبعاثات الكربون ومدى تأثيرها على كوكبنا الصغير.

وأمام الكوارث التي يشهدها العالم الآن بسبب الاحتباس الحراري فإن جميع الدول مطالبة ليس فقط بالانضمام لاتفاقية باريس للمناخ بل بوضع بنود تلك الاتفاقية موضع التنفيذ.

ورأى العالم حجم الأضرار الكبيرة والكارثية جراء جائحة فيروس كورونا، ولذلك لا بد أن يكون التحرك نحو تجنيب هذا الكوكب كوارث أخرى من شأنها تهديد استقرار البشرية ونسف التقدم العلمي الذي حققه الإنسان طوال القرون الماضية.

فكل عام تسجل الحرارة على كوكب الأرض أرقاما قياسية غير معهودة ما يؤثر سلبا على الحياة البرية والمخلوقات فيها ومن بينها الإنسان بطبيعة الحال، كما يؤثر أيضا على ذوبان الجليد.

ورغم أن هذه العملية تساهم في تشكل فيضانات في بعض الأماكن من الكرة الأرضية إلا أنها تساهم أيضا في حدوث جفاف شديد في مساحات أخرى من الكرة الأرضية وحدوث حرائق ضخمة في الغابات تقضي على المساحات الخضراء الباقية.

وهذه القضية تحتاج إلى أن تكون حاضرة ليس في اهتمامات الدول فقط ولكن في اهتمامات الأفراد ليكونوا على اطلاع حقيقي بالخطر القادم عليهم من بعيد.. إنه خطر مختلف هذه المرة.. ومن أجل البقاء نحتاج إلى مواجهته جميعا منذ هذه اللحظة.