No Image
رأي عُمان

عن الاحتفاء بالمخطوطات العمانية..

20 يوليو 2022
20 يوليو 2022

تمتلك سلطنة عمان عشرات الآلاف من المخطوطات القديمة، والقديمة جدا، خمسة آلاف منها، فقط، في خزانة دار المخطوطات بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، وهذا العدد بسيط جدا من مجمل المخطوطات المعروفة عند أهل الاختصاص الذين يقدرون العدد الإجمالي في الخزائن العمانية «مؤسسية وخاصة» بأكثر من 45 ألف مخطوط، على أن هذا الرقم هو كل ما بقي من مئات آلاف المخطوطات العمانية التي ضاعت بفعل الزمن والإهمال وأحيانا كثيرة بفعل التحولات التي حدثت في الأزمنة البعيدة.. وبعض تلك المخطوطات نسخ أصلية لا نسخ أخرى منها.

وهذا العدد من المخطوطات العمانية يكشف عن المنجز الحضاري للإنسان العماني الذي استطاع أن يؤلف في مختلف مجالات المعرفة، العلمية المتخصصة جدا كما هو الحال في الطب والكيمياء، والإنسانية كما هو الحال في الأدب والتاريخ والدينية كما هو الحال في مئات المخطوطات الفقهية.

وتبذل وزارة الثقافة والرياضة والشباب جهودا كبيرة في الحفاظ على هذه المخطوطات من الضياع عبر مشاريع متقدمة مثل رقمنة جميع المخطوطات التي بحوزتها بنسخ طبق الأصل وجعلها متاحة أمام الباحثين دون الحاجة للحضور لمقر الوزارة. كما تبذل هيئة الوثائق والمخطوطات جهودا مماثلة في جمع الوثائق والمخطوطات العمانية لتوثيقها وترميمها وحمايتها عبر سن القوانين والتشريعات.

وهذا الجهد مهم جدا، لأن هذه الوثائق والمحفوظات هي جزء أساسي من التاريخ العماني الذي علينا أن نسهم في الحفاظ عليه جميعا.

وتبذل هيئة الوثائق والمحفوظات جهودا في الاحتفاء بالمخطوط العماني وتقديم الدراسات الميدانية حوله، وكذلك البحث عنه ليس فقط بين الأضاميم العمانية ولكن في مختلف القارات إضافة إلى تنظيم المعارض التي تكشف للعمانيين عظمة تاريخهم وعظمة منجز أجدادهم.

على أن هذا الأمر يحتاج في المرحلة القادمة إلى جهد مضاعف عبر الاستفادة من التقدم العلمي والمنهجي في هذا المجال. وإلى تقديم دراسات علمية أكثر في هذا التراث عبر تحقيقه وطباعته إن لم يكن مطبوعا فهناك عشرات المخطوطات العمانية تحتاج إلى من يحققها بشكل علمي وينتشلها من وسط الخزانات إلى مساحات التداول والقراءة.