No Image
رأي عُمان

عام دراسي بطموحات كبيرة

30 أغسطس 2025
30 أغسطس 2025

يعود الصخب الجميل إلى المدارس صباح اليوم، ويملأ أكثر من 854 ألف طالب وطالبة فصولهم الدراسية بعد إجازة جددت فيهم النشاط وأوقدت العزم على المضي نحو أهدافهم الشخصية والمجتمعية والوطنية. 

وفي اللحظة التي يقرع فيها جرس بدء الحصة الأولى تكون الحياة المدرسية في أكثر من 1300 مدرسة حكومية ومئات المدارس الخاصة المنتشرة في الولايات العمانية قد استعادت دورتها السنوية التي تؤكد دائما تجدد الحياة وتجدد المعرفة وبالتالي تجدد هذا العالم من حولنا. 

ويبدأ العام الدراسي في سلطنة عمان هذه السنة بتدشين 16 مدرسة جديدة، فيما تبقى 64 مدرسة أخرى قيد الإنشاء، وهي مشاريع تسابق الزمن لاستيعاب النمو السكاني في البلاد، وتأكيد على التزام عُمان بمشروعها الوطني في دعم التعليم والعمل على تطويره ومواءمته مع أحدث التقنيات الحديثة. 

وتؤكد سلطنة عُمان في جميع المناسبات أن التعليم بالنسبة لها فعل وجودي لا يستقيم المسار نحو المستقبل دونه. 

وتتمسك فلسفة التعليم في سلطنة عمان بالموازنة بين ترسيخ المعرفة وبناء الجوانب الأخلاقية لدى الطلاب وبين تعليم المهارات الذي يلاقي رواجا كبيرا في مختلف دول العالم في السنوات الأخيرة. 

وإعطاء المهارات حيزا جيدا من المناهج الدراسية لا يعني بأي حال من الأحوال تجاوز أهمية تأسيس الطلاب معرفيا في العلوم الطبيعية والإنسانية وكذلك في العلوم التطبيقية، فإذا كانت دراسة الطب والكيمياء والفيزياء مهمة في الوقت الراهن فإن دراسة اللغات والفلسفة والآداب والتاريخ والجغرافيا والفنون لا تقل أهمية بأي حال من الأحوال. وهذه العلوم مجتمعة هي التي تجعلنا نستطيع مواجهة السؤال الفلسفي الكبير: كيف ينبغي أن نعيش؟ حيث إن كل درس ندرسه في أي حصة من حصص اليوم الدراسي أو على مقاعد الكليات والجامعات هي محاولة جادة وأساسية لصياغة إجابة على هذا السؤال. 

ولا يكتمل وجود الإنسان إلا حين يعي كيف يعيش وكيف يواجه الزمن الذي يمر عليه.. ولا يتحقق كل هذا دون تعليم إذا ما أردنا أن نصل إلى الذروة الحقيقية لأهمية التعليم وفلسفته والتي تبدأ في التشكل من عتبات التعليم الأولى وتتبلور مع الوقت داخل الفصول الدراسية اليومية. 

ومع قرع جرس الطابور في أول يوم دراسي، ودخول الطلاب لاحقا إلى فصولهم الدراسية واستلامهم للكتب المدرسية بشغف وحب وطموح وتجدد الآمال فإن الرسالة التي تصل أن هؤلاء جميعا يجددون أنفسهم ويسيرون في مسار مستقبلهم ومستقبل مجتمعاتهم وأوطانهم، وأنهم ما زالوا يؤمنون أن التعليم يحمل لهم وعدا بمستقبل أفضل، وأنهم هم من يقررون حجم روعة المستقبل وقدرته على استيعاب طموحاتهم الكبيرة بالضرورة.