No Image
رأي عُمان

رغم التطعيم.. لا بد من الإجراءات الاحترازية

26 يوليو 2021
26 يوليو 2021

تعمل وزارة الصحة بشكل حثيث على توزيع أكبر قدر من الطُعوم على الفئات المستهدفة من سكان السلطنة حتى تكتمل خطة التطعيم التي تستهدف 70% من سكان السلطنة وهذه النسبة تصل إلى 3.7 مليون شخص. وحتى أمس الأول تم تطعيم 53% من السكان المستهدفين بجرعة واحدة على الأقل، وهذه نسبة جيدة بالنظر إلى أن حملة التطعيم الحقيقية قد بدأت مطلع شهر يونيو الماضي مع وصول كميات جيدة من لقاح فايزر الأكثر استخدامًا في السلطنة حتى الآن. وتركز وزارة الصحة الآن على إعطاء الجرعة الأولى لأكبر عدد من السكان بهدف السيطرة على حركة الموجة الثالثة من الوباء وتقليل الخسائر البشرية في حالة ظهور موجة رابعة -لا قدر الله- أو ظهور متحور أكثر شراسة من المتحورات الحالية إضافة إلى توزيع اللقاح على أكبر عدد من السكان.

وتعمل اللقاحات على تعريف جهاز المناعة لدى الإنسان بالفيروس، وعندما يلتقي جهاز المناعة بالفيروس الحقيقي يكون الجهاز قادرًا على إنتاج أجسام مضادة تشكل حاجز حماية للجسم.

ويحتاج الإنسان إلى أسبوعين تقريبًا بعد أخذ الجرعة الأولى من اللقاح «أو حتى الإصابة بالفيروس» حتى يستطيع الجسم إنتاج الأجسام المضادة وتوسيع الخلايا المناعية.

ويقول علماء الأوبئة: إن الأمر يحتاج لاحقًا إلى خلايا الذاكرة لتحمينا من الإصابة الشديدة بأعراض الفيروس.

لكن كم تصمد هذه المناعة، وكم تبقى الأجسام المضادة نشطة في جسم الإنسان؟ لا يقدم العلماء حتى الآن إجابةً شافيةً ونهائيةً، ويعتقد بعض العلماء أن المدة المجربة حتى الآن وصلت إلى قرابة 10 أشهر بعد أخذ الجرعة الثانية من اللقاح، بعدها تبدأ المناعة في التراجع وتقل الأجسام المضادة. لكن يبدو أن الأمر يختلف بين الفيروس الأصلي وبين النسخ الجديدة المتحورة منه. وهذا يفهم من خلال إصابة الكثير من الأشخاص بالفيروس أكثر من مرة. وأصيب الكثيرون بعدوى المتحور «دلتا» رغم إصابتهم السابقة بالفيروس الأصلي.

لكن اللقاحات وحدها، حتى الآن على الأقل، لا تحمل إكسير النجاة الكاملة من الوباء، إنها لا تمنع الإصابة إذا ما اختلطنا بمصاب، أو وصل الفيروس إلى أنوفنا! إنها تخفف الأعراض وتقلل فرص الدخول إلى المستشفيات والعناية المركزة وبالتالي الوفاة. ولذلك على الإجراءات الاحترازية أن تستمر لفترة أطول، وعلينا أن نتعايش مع لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي وما يصاحب ذلك من قواعد جديدة للحياة.

وما زالت اللجنة العليا تفرض بعض القيود والإجراءات التي من بينها منع حركة الأفراد والمركبات خلال الفترة المسائية. وهذا أمر مفهوم خاصة إذا أراد الناس أن يعود العام الدراسي القادم إلى الفصول الدراسية؛ لأن ظهور موجة رابعة من الوباء مع بداية العام الدراسي قد تعطل ذلك ويبقى التعليم للعام الثاني على التوالي «عن بُعد» وهو أمر لا يتمناه أولياء الأمور أبدًا.

لقد ساهمت الإجراءات الاحترازية وعمليات الإغلاق ومنع الحركة في حماية عشرات الآلاف من الإصابة بالفيروس وأبعدتهم عن خطر المرض. ويقول علماء الأوبئة: إن الإجراءات الاحترازية من شأنها أن تقلل فرص الإصابة بنسبة 60%.

ثم جاءت اللقاحات وساهمت في تخفيف الأعراض، ولم تظهر أعراض تذكر على المطعمين وربما أصيبوا ولم يعلموا أنهم أصيبوا بالفيروس بسبب انعدام الأعراض أو خفتها. لكن حتى هؤلاء عليهم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، ربما أكثر من غيرهم؛ لأنهم حين لا تظهر عليهم أعراض الإصابة بالفيروس قد يساهمون في نقله إلى الآخرين دون علم منهم. ولذلك لا بديل عن الالتزام بحد معين من الإجراءات الاحترازية حتى بعد اكتمال التطعيم.

وهذه قواعد جديدة للحياة علينا أن نتعايش معها، فالكثير مما كان قبل كورونا لن يكون بعده أبدا، مع الأسف الشديد.