No Image
رأي عُمان

دعم القضية الفلسطينية قضية مبدأ لا يتجزأ

23 سبتمبر 2025
23 سبتمبر 2025

لا تحتاج مواقف سلطنة عُمان الداعمة لعدالة القضية الفلسطينية إلى لافتات أو مؤتمرات أو بيانات صحفية؛ فهي بالنسبة للعمانيين حكومة وشعبا قضية مبدأ لا يمكن أن يتجزأ، وقضية وجدان عربي راسخ لا جدال فيه أبدا. ومن يعود إلى المواقف السياسية لسلطنة عمان منذ البدايات الأولى يقف على الثوابت التي حافظت عليها دون أن تحيد قيد أنملة عن نصرة الحق الفلسطيني، وتقديم الدعم الذي ترى فيه عُمان وشعبها حقا للأشقاء في فلسطين لا منة فيه أبدا؛ ولذلك لم يكن هذا الدعم في يوم من الأيام أداة تستخدمه سلطنة عُمان لبناء صورتها الخارجية، ورسم مسارات قوتها الناعمة كما بات يعرف اليوم في العالم بـ«دبلوماسية المساعدات». 

وكان التضامن العماني من القضية الفلسطينية يأخذ على الدوام مسارين اثنين: يتمثل المسار الأول في الدفاع السياسي عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، أما المسار الثاني فهو التدخل الإنساني المباشر الذي بدأ منذ فترة مبكرة جدا لتداعيات القضية الفلسطينية كان هدفه الأساسي يقوم على فلسفة توطين الفلسطينيين في قراهم عبر الإسهام في بناء بنية أساسية تتمثل في المقام الأول في المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات. فعُمان ترى أن أخطر ما كان يهدد القضية الفلسطينية هو تهجير أهلها، سواء كان التهجير يتمثل في التهجير القسري، أو في التهجير بسبب غياب سبل الحياة. 

ومنذ أن بدأت حرب الإبادة على الشعب الفلسطيني لم تدخر سلطنة عُمان أي جهد في دعم القضية من أجل وقف جرائم الحرب والإبادة التي ما زالت ترتكب بشكل وحشي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. 

وهذه المواقف العمانية هي امتداد للسياسة الخارجية العمانية؛ لأنها نتاج مواقف متأصلة لدى العمانيين، ولو تعرض أي شعب آخر في العالم لنفس ما يتعرض له الشعب الفلسطيني لكانت مواقف عُمان متشابهة؛ لأنها تنطلق من فلسفة المجتمع، وعقيدته الدينية والسياسية. 

ومن تابع كلمة سلطنة عمان في القمة العربية الإسلامية في الدوحة الأسبوع الماضي يستطيع أن يقرأ فلسفة عُمان تجاه القضية الفلسطينية ومواقفها من القضايا المرتبطة بها أو المتفرعة عنها. وفي الأمم المتحدة هذه الأيام لم تحتج سلطنة عُمان إلى دفع من المزاج الدولي الذاهب نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية حتى تكثف مواقفها، بل كانت مواقفها الثابتة دافعة على الدوام للتحولات الحاصلة في المواقف الدولية. فلم يكن دعمها يوما نتاج ردات فعل، أو ضغوط شعبية، أو تحولات جيوسياسية، بل هو موقف راسخ ينسجم مع هويتها السياسية، ومع فهمها للعالم العربي بوصفه فضاء لا يمكن أن يستقر ما لم تُنصف القضية الفلسطينية. 

وبعيدا عن أي تأويلات؛ فإن مواقف سلطنة عمان تعكس قراءة واقعية للمشهد، وترسّخ صورة عُمان كدولة ترى في التضامن مع القضايا العادلة واجبا أخلاقيا وسياسيا لا يحتاج إلى ضجيج.