455455555
455455555
رأي عُمان

حتى نحمي مبادئ السلام في ثقافتنا

16 يناير 2022
16 يناير 2022

لم يعرف العالم عُمان على مر التاريخ إلا باعتبارها دولة سلام ووئام، وشعبها تواق لإقامة علاقات إنسانية وثقافية مع جميع دول العالم. وقد ساعدت طبيعة العمانيين المسالمة في بناء منظومة علاقات قوية مع جميع الحضارات المجاورة لها أو حتى الحضارات البعيدة حيث وصلت مراكب عمان حاملة ثقافتها وقيمها الحضارية إلى الصين في أقصى الشرق وإلى الولايات المتحدة الأمريكية في أقصى الغرب، وقد ساعد ذلك في عملية التأثير والتأثر وأخذت الثقافة العمانية مما لدى الثقافات الأخرى كما أثرت الثقافات الإنسانية الأخرى.

وكان السلام الذي يتبناه العمانيون نابع على الدوام من سلوك يؤمنون به ومن ثقافة راسخة، وهو بهذا المعنى نابع من موقف ثقافي وحضاري ولذلك لم يتغير هذا الموقف حتى عندما أصبحت الامبراطورية العمانية واحدة من أقوى الإمبراطوريات في آسيا وفي شرق أفريقيا فبقيت واحة سلام ومحبة عند الجميع لكن دون أن يخل ذلك بالقيم الإنسانية التي تؤمن بها عُمان ودون أن تتنازل عن مواقفها الداعمة لقيم العدل والحرية والسلام. كما لم يتغير الوضع في العصر الحديث مع انتشار التطرف والتشدد والتناحر في كل مكان في العالم لأسباب كثيرة من بينها أسباب سياسية واقتصادية إضافة إلى مشاكل الظلم وغياب العدل والعنصرية والقومية البغيضة.

ورغم كل المتغيرات التي شهدها المحيط الجغرافي حول عُمان في القرن الماضي والعقدين الأولين من القرن الحالي إلا أن العمانيين بقوا متمسكين بتلك المبادئ الراسخة وقد تشكلت لديهم مناعة حضارية من الدخول في أي مسارات من شأنها أن تمس بتلك القيم. ولا عجب عندما تصنف كل المؤشرات الدولية سلطنة عمان ضمن قائمة الدول التي فيها «صفر» إرهاب وفي مقدمة الدول الآمنة للعيش والسياحة.. هذا الأمر حصاد قرون طويلة من تشكل الشخصية العمانية.

وفي العصر الحديث سعت القوانين والأنظمة بل والتنشئة التعليمية والتربوية على تكريس تلك المبادئ وتسييجها بالقوانين حتى لا تُنتهك وسط مد أيدلوجي متشدد كان يتمدد في المنطقة لأهداف سياسية واضحة.

ولم يتلاشَ ذلك المد وإن كان قد تغيرت بعض أدواته ولذلك لا ينبغي أن تتوقف جهود جميع المؤسسات في مواجهته والذود عن المبادئ والقيم العمانية لبقاء المجتمع نقيا من أي تشدد أو تطرف. وهذا الأمر لا يجب التهاون فيه أبدا لأن بقاءه واستمراره استمرار لأمن هذا البلد العظيم.