No Image
رأي عُمان

اليمن.. بين الأمل والرجاء

14 يونيو 2021
14 يونيو 2021

يعيش اليمن هذه الأيام مرحلة فاصلة بين الأمل والرجاء، الأمل في عيش حياة طبيعية كما تعيش الشعوب المحبة للحياة وبناء المستقبل بعيدا عن نار الحرب وسعيرها الذي يلتهب منذ 7 سنوات أكلت أخضر البلاد ويابسها، والرجاء في أن تحقق الجهود الدبلوماسية التي تقودها السلطنة والمدعومة إقليميا ودوليا نجاحا يعزز جذوة الأمل ولا يخيب نظرة الرجاء.

وبين ذلك الأمل وهذا الرجاء، تشهد السلطنة حراكا دبلوماسيا كبيرا في طريق تحقيق إنجاز طال انتظاره للأشقاء في اليمن يعيد لهم وطنهم الذي فتته الحرب وحولته إلى أكبر ساحة مجاعة في العالم، وساهمت في ضرب النسيج الاجتماعي في دولة تعد أحد أعرق الدول في العالم وتحمل الآثار فيها أدلة المستوى الحضاري الذي وصل إليه إنسان اليمن عبر التاريخ.

ويعول اليمنيون كما تعول دول الإقليم والعالم على دور السلطنة في إنهاء الحرب وفتح حوار وطني يمني لا يستثني أي طرف من الأطراف، كما يفتح الباب لدخول المساعدات الغذائية والطبية علّها تخفف بعض المعاناة وتكشف حجم المأساة التي عاشها هذا البلد العريق. وتمتلك السلطنة علاقات كبيرة مع كل الأطراف الفاعلة في الحرب والحاضرة حضورا مباشرا أو غير مباشر، ويثق فيها الجميع ثقة كبيرة كرستها السنوات وعززتها المواقف.

وتكشف الرسائل الخطية والشفوية المتبادلة بين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخيه جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظهما الله، على السعي الجاد من أجل وقف الحرب وإنهاء معاناة اليمنيين وأن كل من السلطنة والمملكة يبذلان جهدا كبيرا من أجل ذلك وبدعم أممي من منظمة الأمم المتحدة وكذلك من دول العالم المؤثرة في مشهد المنطقة.

وما يدفع نحو نجاح الجهود العمانية والرغبة الإقليمية والدولية أن القضية اليمنية تلقى هذه الأيام زخما دبلوماسيا غير معهود في السنوات الماضية يدفع في مجمله نحو إنهاء الحرب والتشابكات المتعلقة بها، وكل هذا يحدث أيضا في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تشكل تحالفات جديدة وبروز مراكز قوى سياسية وعسكرية مدعومة بحضور اقتصادي قوي وتحول في المنظومات الإيديولوجية وهو في طريقه ليغير شكل المنطقة بأكملها.

وفي ضوء هذا لا بد أن تقرأ أطراف الحرب في اليمن المشهد بشكل متكامل ومتوازن لتستطيع معرفة أن كل تفاصيله تؤكد حتمية وقف الحرب وضرورتها وإلا فإن الجميع سيكتوي بنارها،، لا محالة.