No Image
رأي عُمان

الوساطة العمانية.. طريق السلام

14 أغسطس 2022
14 أغسطس 2022

نجحت سلطنة عمان في ترسيخ سياسة السلام والحوار والحلول الدبلوماسية ولعبت على مدى تاريخها الحديث دور الوسيط النزيه والموثوق في عديد الملفات الإقليمية والدولية.. وهو النهج الذي يترسمه جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد، حيث أكد جلالته في أول خطاب له ثوابت السياسة العمانية القائمة على التعايش السلمي وحسن الجوار واحترام سيادة الدول، وعلى ضرورة النأي بالمنطقة عن الصراعات والخلافات.

وفي هذا الإطار، يشكل نجاح المساعي العمانية النبيلة لتمديد الهدنة في اليمن نجاحا لنهج السلام الذي آمنت به، وخطوة مهمة يمكن أن تمهد الطريق لإطلاق مباحثات موسعة للتسوية الشاملة والوصول إلى حل مستدام للأزمة اليمنية ورفع المعاناة الإنسانية عن الشعب اليمني.

وتحمل زيارة المبعوث الأمريكي الخاص باليمن إلى مسقط تقديرا خاصا للدور المحوري المهم الذي تلعبه سلطنة عمان في الملف اليمني، حيث نقل شكر الرئيس الأمريكي جو بايدن لجلالة السلطان المعظم على نجاح المساعي العمانية في تمديد الهدنة، والرغبة في مواصلة الجهود المشتركة لحلحلة هذا الملف.

ولا شك أن سلطنة عُمان تسعى حثيثا منذ اندلاع الحرب في اليمن ـ وبالشراكة مع الأطراف الأممية ـ على التخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية بتثبيت الهدنة وتهيئة المناخ التفاوضي لمساندة الأطراف اليمنية في الوصول إلى حل سياسي يحقق لليمن ولدول المنطقة الأمن والاستقرار.

وستواصل سلطنة عمان بمعية الأطراف الخليجية والدولية جهودها الرامية إلى وقف الحرب وعودة الاستقرار في اليمن، مستفيدة من حيادها الإيجابي وكونها الشريك الأكثر موثوقية لدى الأطراف الفاعلة والمؤثرة في الأزمة اليمنية وتحظى باحترام القوى الإقليمية والدولية، وهو سعي مشروع للمحافظة على المصالح الوطنية لسلطنة عمان وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة بأسرها.

إن الأمل كبير في الوصول إلى نهاية قريبة للأزمة اليمنية، إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية لأطراف الصراع، وذلك يتأتى عبر تكثيف الجهود الأممية للدفع باتجاه إطلاق عملية سلام شاملة ودائمة.

ولا شك أن نجاح تمديد الهدنة يتيح وصول الإغاثة الإنسانية والمؤن الغذائية والأدوية للشعب اليمني ويفتح المزيد من قنوات الاتصال مع أطراف الصراع بغية الوصول للحل السياسي الشامل والمستدام.