455455555
455455555
رأي عُمان

العودة إلى الأرض.. والزراعة

15 سبتمبر 2021
15 سبتمبر 2021

نجح العماني عبر الزمن في ترويض البيئة التي يعيش فيها والتغلب على وعورة تضاريسها في الكثير من الأماكن الممتدة على الأرض العمانية. واستطاع بعبقريته الفذة أن يحول الجبال الصلدة إلى مساحات مغرية للزراعة، وتغلب على ندرة المياه وبعدها في باطن الأرض بشق الأفلاج بطريقة تنم عن تلك العبقرية ومهد لتلك الأفلاج لتمتد مسافات بعيدة تروي المزروعات المتنوعة التي عاش عليها العماني دون أن يشغل باله بفكرة سلاسل التوريد التي تشغل العالم أجمع هذه الأيام.

ورغم فترات الجفاف التي كانت تتعرض لها عُمان إلا أن العماني حافظ على تعلقه بالزراعة؛ لأنها كانت بالنسبة له مصدر الدخل والعيش الوحيد في تلك الفترات الماضية من تاريخ عمان. ولا يحتاج هذا الأمر إلى كثير تنظير حتى بعد أن تخلى أغلب العمانيين، مع الأسف الشديد، عن الزراعة والاهتمام بها وأوكل أمرها للقوى العاملة الوافدة التي تسببت في تدمير الزراعة بعمان إضافة إلى أسباب أخرى، فكل الشواهد تكشف كيف خدم العماني الزراعة وكيف مهد قمم الجبال لإقامتها وبنى المدرجات في الأماكن الوعرة وساق لها التربة ليقيم زراعته وبنى الأفلاج بنظام عبقري وساحر.

لكن ذلك التعلق تراجع واختفت المساحات الخضراء في جميع المحافظات وحلّ محلها أكوام خرسانية وساعدت بعض المشاريع التي تبنتها الدولة في مرحلة من المراحل في القضاء على تلك المساحات الزراعية.

وفي ظل التحولات التي تشهدها البلاد الآن فيما يتعلق بتنويع مصادر الدخل والبحث عن مشاريع استثمارية يمكن أن تستوعب أعداد الباحثين عن عمل فجدير بالجهات ذات الاختصاص التفكير جديا في موضوع الزراعة عبر تسهيل فرص استثمارية فيها وتقديم الدعم المختلف لها من أجل أن يتحول تفكير الكثير من الشباب من الوظيفة الحكومية إلى المهنة ومن بينها مهنة الزراعة التي لها عائد كبير عندما يخلص لها صاحبها ويخضعها لما وصل له العلم من تقدم.. ويحتاج الأمر إلى وضع تشريعات تعطي المنتجات الزراعية العمانية أولوية كما هو الأمر في الكثير من دول العالم أو الكيانات السياسية مثل الاتحاد الأوروبي. وقد ساهم التطور العلمي في تذليل الكثير من التحديات التي كانت تعاني منها الزراعة لحظة هجرة الناس لها ونجحت الكثير من التجارب في زراعة الفواكه التي ما كان العماني يعتقد أنها يمكن أن تنجح في منطقة حارة.

وهناك الكثير من المداخل لعودة العمانيين إلى الزراعة والتي تبدأ بالدعم الحكومي المالي والفني والتقني إلى أن تكبر المشاريع ويعرف الجميع أن عائدها المادي والوطني يستحق التمسك بها.