No Image
رأي عُمان

الاحتلال لا يصنع الرخاء أبدا

14 أغسطس 2021
14 أغسطس 2021

عندما خاضت الولايات المتحدة الأمريكية حربا متعجلة ضد حركة طالبان والقاعدة في أفغانستان عام 2001 كان أبرز أهدافها المعلنة القضاء على تنظيم القاعدة وحركة طالبان التي كانت تسيطر على الدولة وتفرخ «الإرهاب» في العالم بحسب الإدارة الأمريكية في ذلك الوقت، وبعد عقدين من الزمن وعشرات الآلاف من القتلى والمشردين وعشرات المليارات من الدولارات تغادر الولايات المتحدة أفغانستان وحركة طالبان في أوج نشوتها وهي تعاود السيطرة على الدولة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، ولم يبق أمامها إلا السيطرة على العاصمة كابول والتي تشير التقديرات الأمريكية «المتفائلة جدا» أنها قد تحتاج إلى 90 يوما حتى تستطيع ذلك بينما تشير الأعمال الميدانية أن طالبان لا تحتاج أكثر من أسابيع بسيطة جدا على تحكم سيطرتها على المدينة الأهم.

ولم تحقق الولايات المتحدة أي وعد من تلك الوعود التي وعدت بها السكان المحليين عندما بدأت حرب استرداد الكرامة على وقع جرحها الكبير الذي حدث يوم الحادي عشر من سبتمبر من عام 2001. فلم تشهد أفغانستان التي خاضت حروبا طاحنة في تاريخها أي استقرار أو تطور في بنيتها الأساسية ولم يحصل أبناؤها على تعليم كما هو في بلاد العالم ناهيك عن سحق المرأة وعزلها عن أبسط حقوقها. وتغادر الولايات المتحدة هذا البلد وهو أسوأ ألف مرة مما كان عليه في عام 2001 رغم ما كان عليه من سوء وتخلف في ذلك الوقت.

بل إن الولايات المتحدة وجدت نفسها في نهاية المطاف تدخل في مفاوضات الند بالند مع طالبان في العاصمة القطرية الدوحة، طالبان التي خاضت معها حرب إبادة وسط جبال تورا بورا وقندهار وبقية الأقاليم الأفغانية.

وعادت طالبان اليوم أكثر ثقة في قدرتها خاصة بعد تأكدها أن القوات الأمريكية في طريقها لإكمال انسحابها مطلع الشهر القادم في الذكرى العشرين لأحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وتسيطر طالبان الآن على مساحات أكبر من تلك التي كانت تسيطر عليها يوم بدأت الولايات الأمريكية حربها عليها في عام 2001.

وكانت أغلب القوات الأمريكية قد غادرت كابول في يونيو الماضي ولم تبقَ إلا مجموعة بسيطة كان مقررا لها أن تعود مطلع سبتمبر القادم.

وتغادر الولايات المتحدة أفغانستان وقد ظهرت فيها مشكلة جديدة هي مشكلة الهجرة هي الآلاف من الأفغان بما في ذلك القوات الحكومية في طريقها لعبور الحدود إلى طاجيكستان.

وفي كل ذلك دروس تستحق أن تستوعب أبسطها أن الأمن والأمان والرخاء والتقدم إذا لم يصنعه أبناء البلد لن يأتي الآخر ليصنعه على ظهر الدبابات أو عبر الطائرات أو من خلال التآمر على الفرقاء في الوطن الواحد. هذا ما حدث في العراق أيضا الذي يعيش اليوم ويلات كل ذلك.