No Image
رأي عُمان

الأوبئة .. وإرادة التغيير

25 مايو 2022
25 مايو 2022

رغم أن العالم تخفف من الإجراءات الاحترازية التي كان قد فرضها خلال أكثر من عامين لمواجهة جائحة فيروس كورونا، إلا أن علماء الأوبئة يؤكدون أن الوباء توطن في العالم أجمع وسيعاود الظهور بشكل موسمي في أفضل الأحوال. وما كاد العالم يغلق صفحة الوباء بتجاوزها اجتماعيًا على أقل تقدير حتى بدأ يلوح في الأفق مرض جديد يراقبه الجميع بكثير من الخوف والحذر وهو مرض «جدري القردة» الذي ما زال انتشاره في أماكن غير معتادة من العالم يحير العلماء. وسواء تحول هذا المرض إلى تفشٍ واسع في العالم أو مر مرورًا سريعًا، فإنه يؤكد أهمية أن تحول الدول جل اهتمامها لتطوير القطاعات الصحية والإنفاق السخي على البحوث العلمية لبناء منظومات حماية صحية في العالم تستطيع التنبؤ بالكوارث الصحية والأوبئة وتكون قادرة على الاستجابة قبل أن يتحول تفشٍ يظهر في منطقة صغيرة أو محدودة في العالم إلى وباء عالمي كما حدث مع وباء فيروس كورونا.وفي سلطنة عمان نحتاج إلى أن نرفع النسبة المئوية المخصصة للإنفاق على القطاع الصحي، فالبلاد في أمس الحاجة إلى بناء مشروعات صحية تكون قادرة على الاستجابة خلال الأوبئة وكذلك لبناء كوادر بشرية. صحيح أن المؤسسة الصحية في سلطنة عمان أبلت بلاء حسنًا خلال جائحة كورونا ولكنها وصلت إلى حد الإنهاك وكان كل ذلك على حساب خدمات صحية كانت مهمة جدًا في وقتها وربما تسبب تأخيرها في تأزم بعض المشكلات الصحية المتوسطة.الأمر الآخر الذي يستحق الوقوف عليه أن الكثير من الأمراض السارية أو التي يمكن أن تتحول إلى أوبئة، وسائل الوقاية منها متقاربة مثل النظافة والتعقيم ما يجعلنا نعيد النظر في بعض العادات الاجتماعية التي نستطيع تجاوزها دون أن تؤثر كثيرًا في تفاصيل حياتنا. ومنها على سبيل المثال عادات التقبيل «بالخشم» عند السلام، وأيضًا المصافحة باليد عند الدخول في مجالس الأفراح والأتراح، حيث يضطر المعزي على سبيل المثال لمصافحة أكثر من 300 شخص يحضرون مجلس العزاء في وقت واحد، وهذا الأمر يساهم في انتقال بعض الأمراض البسيطة التي يمكن أن تنتشر بين الجميع في وقت واحد ما يسبب انهاكًا مستمرًا للمؤسسات الصحية.

الأمر بهذا المعنى بحاجة إلى حملة توعية صحية إضافة إلى حملة توعية اجتماعية تتكاتف خلالها كل مؤسسات الدولة.