كويتيون: جناح سلطنة عمان قدم تجربة حسية متكاملة
الكويت – بشاير السليمية
في اليوم السادس لمعرض الكويت الدولي للكتاب - الدورة الـ48 - والتي تحل فيها سلطنة عمان ضيف شرف المعرض، يشهد جناح السلطنة حضورا لافتا، وتفاعلا مستمرا من زوار معرض الكتاب في مختلف أركانه التي مثلتها مجموعة من المكونات الثقافية، مشكلة بذلك فضاءً ثقافيا واسعا يتفاعل معه زوار المعرض.
جناح متنوع
ويضم جناح سلطنة عمان معرض النتاج الفكري العماني المكون من إصدارات المؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني مثلتها وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ووزارة الإعلام ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية ووزارة التراث والسياحة وهيئة الوثائق والمحفظات الوطنية ومؤسسة بيت الزبير وجمعية الكتاب والأدباء والنادي الثقافي.
واحتفاءً بالعلاقات العمانية الكويتية يضم الجناح معرضا لأبرز المطبوعات العمانية في الكويت، إلى جانب المخطوطات التاريخية، بالإضافة إلى ركن العلاقات التاريخية بين البلدين في الوثائق والنصوص والكتاب الأجانب.
وتعزيزا للجانب الرقمي يحوي الجناح شاشة إلكترونية للكتاب الإلكتروني والسمعي لمنصة عين، كما تحضر تقنية الهولوجرام والـVR لإبراز المفردات الثقافية العمانية، بالإضافة إلى شاشة عرض لبث أفلام ترويجية وسياحية قصيرة عن السلطنة لوزارة الإعلام ووزارة التراث والسياحة.
ويتصدر الجناح معرض لنوادر المخطوطات العمانية المسجلة في قائمة اليونسكو، ومعرض الترويج السياحي، وركن المفردات الثقافية العمانية للتراث الثقافي الغير مادي المسجلة باليونسكو، كما يقدم ركن الأستوديو التصويري بثيمة عمانية صورا فوتوغرافية للزوار، بالإضافة إلى ركن خاص للصور الخاصة بالشخصية الثقافية للمعرض –محمد الزبير- وركن عُمان الأنسان والمكان الذي ضم لوحات تصوير ضوئي.
تجربة حسية متكاملة
لا يقدم الجناح العماني تعريفا خاطفا عن السلطنة وحسب بل يمنح تجربة حسية متكاملة لزواره، يعبر الباحث في التاريخ الدكتور عباس عبد الله عن سعادته لتمثيل عمان لهذه الدورة من المعرض واختيار محمد الزبير الشخصية الثقافية لهذا العام، وقال: "نشاط الجناح كبير، والاقبال عليه مستمر وكثيف"، ولفت إلى الشاشات في الجناح التي تقوم بدور كبير في تعريف الزائر للجناح على التاريخ والتراث العماني.
ووصفت تغريد خالد الجناح بالمميز والمبهر، وقالت: "يحمل الجناح بصمة جميلة ومميزة، تكشف عن سلطنة عمان، بدءا من المخطوطات القديمة والنادرة والكتب الثرية، إلى جانب اللوحات التي تحوي وثائق أطرت بالزخرفة الإسلامية من قبل الفنانات العمانيات".
وأضافت: "لم أزر عمان من قبل ولكنها في القلب، وهذا الجناح قدم شيئا من كل شيء لا نعرفه عن عمان: تراثها وتاريخها ثقافتها وفنونها، وإرثها الممتد، أعجبت باهتمام القائمين على الجناح بكل الزوار وإجابتهم لكل الأسئلة دون ملل، وهذا يعطي صورة عن أخلاق العمانيين وتعاملهم الطيب الذي أسمعه من كل من يزور عمان، وأجد أنهم نجحوا في استقطاب الزوار إلى الجناح من خلال هذا الأمر أيضا".
أما بندر العنزي الذي كان منجذبا للمخطوطات واصفا التجربة في الجناح بالتجربة التي لا تنسى، قال: "هذه المرة الأولى التي أحضر فيها فعالية عمانية، لم يسبق أن زرت عمان، لكن كأنني وقفت على هذه الأرض اليوم، وشممت لبانها، وقرأت مخطوطاتها الأثرية والقديمة، وتذوقت الحلوى العمانية، وتعرفت على الزي العماني، واستمعت إلى اللهجات العمانية، فشعرت أني زرت عمان وأنا في الكويت".
رأت خديجة أبو عباس أن الجناح "جناح متكامل"، وقالت: "لم ينس الأطفال، ويقدم الكثير للكبار" وأضافت: "أعجبت بكتاب المطبخ العماني الذي عرفني على الأكلات العمانية التقليدية، والكتب التي تسبر الحارات العمانية القديمة ونشأتها، ناهيك عن الحلوى التي توزع للجميع، وهي ليست مجرد حلوى بل رمز ارتبط بالثقافة العمانية، أما كتيبات السياحة في عمان فهي شيء رائع بلا شك، وتعرف على الطبيعة الساحرة، والتضاريس المتفردة التي تتميز بها عمان".
إلهام الماضي والحاضر
صمم جناح سلطنة عمان في معرض الكويت الدولي للكتاب بإلهام من عمق حضارة عمان العريقة، حيث يجمع بين الماضي العريق والحاضر المشرق، مقدما بذلك صورة متكاملة لهويتها الثقافية الكبيرة، حاملا في تفاصيله روح التاريخ العماني، بدءا من القلاع والحصون التي شكلت صمودها وعراقتها ومرورا بإرثها الثقافي الغني الذي امتد عبر العصور، وصولا إلى علماءها الذين تركوا بصماتهم في مختلف ميادين العلم والمعرفة.
وكما قدم للمخطوطات العمانية النادرة الشاهد الحي على عطاء الفكر العماني وإسهاماته في حفظ التراث ونقل المعرفة عبر الأجيال، سلط الضوء على جوانب من الحاضر العماني في لقاء جمع التراث بالحداثة وأبرز كيف تطورت الهوية الوطنية عبر توازنها بين المحافظة على الجذور والاندماج مع متطلبات العصر الحديث، فكان الزوار في رحلة عمان الحضارية والثقافية التي تمتد لآلاف السنين، رأوا فيها كيف شكلت هذه الأرض فضاء غنيا بالمعرفة والفنون.
برنامج ثقافي
ويقدم الجناح برنامجا ثقافيا متنوعا حافلا بالعديد الفعاليات المختلفة منها ما يتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين، وما يبرز الجوانب الجوانب الثقافية والأدبية والفنية في السلطنة، حيث تقام غدًا محاضرة "أعلام عمانيون في ذاكرة الكويت"، يشارك فيها الكاتب سماء عيسى والفنان فتحي محسن، حسيث يسلطان الضوء على الأديب عبدالله الطائي والفنان سالم راشد الصوري. كما أقيمت اليوم جلسة حوارية بعنوان "أغاني البحر في سلطنة عمان ودولة الكويت" بالتعاون مع بيت الزبير.
