ثقافة

كتاب الجيب..تكلفة أقل ووصول أوسع لشريحة القراء

26 فبراير 2024
يستهوي فئة كبيرة من الجمهور
26 فبراير 2024

حمود الشكيلي: لابد أن يكون للكتاب وزن وقيمة أدبية ومعرفية -

حازم الأمير: حجمه الصغير يساعد على الدخول إلى عالم القراءة -

نسخٌ صغيرةٌ بحجم كف اليد، سهلة الحمل وخفيفة الوزن، ومميزاتها تلك قد تجعلها أكثر عرضة للفقدان. لكن ليس فقدانها هو أكبر تحدياتها بل الاعتقاد بأنها قد تكون أقل جودة في محتواها من الكتب التي بالحجم السائد. ومع ذلك انتشرت كتب الجيب لأسباب عديدة منها كما ذكرنا كونها نسخًا مدمجةً وخفيفة الوزن، مما جعلها مريحة للقراءة في أي مكان وفي أي وقت، كما أنها تكون في العادة أرخص من الإصدارات الكبيرة، مما يجعلها أقل تكلفة لشريحة أوسع من القراء، بالإضافة إلى سهولة توزيع كتب الجيب في المكتبات، والأماكن العامة، وحتى في الأماكن غير التقليدية مثل: محطات القطارات والمطارات. أما من ناحية الشكل فتتوفر كتب الجيب بأنواع مختلفة من الموضوعات والألوان، مما يجعلها تناسب مختلف الاهتمامات والفئات العمرية. كل ذلك أسهم في انتشار كتب الجيب وجعلها وسيلة مفضلة للكثيرين.

ونحن نتجول في معرض مسقط الدولي، كانت دار النشر الكويتية «ذات السلال» تعرض مجموعة من كتب الجيب بألوانها المختلفة واللافتة، فسألنا حازم الأمير -ناشر في الدار- عما إذا كان مع أو ضد فكرة بأن كتب الجيب قد تكون أقل جودة في محتواها من الكتب السائدة بالجحم المعروف. فأشار إلى أنه من غير المنصف أن نقول: إنه كلما صغر حجم الكتاب قلّت جودته، بل على العكس، ووصَف كتب الجيب بأنها كتب مناسبة للسفر والرحلات وأن حجمها صغير لكن قيمتها كبيرة.

وأضاف: «كتاب الجيب سلاح ذو حدين، هناك من يقتنيه لأن حجمه صغير، ولأنهم لا يهوون القراءة ويعدونه ملخصًا وسهلًا وسريعًا يساعدهم على الدخول إلى عالم القراءة، وهناك من يقتنونها للسفر والرحلات ويحملونها في الجيب وحقائب السفر المحمولة فهي خفيفة وسهلة الحمل». وعن تكاليف إصدار هذه الكتب وطباعتها يقول الأمير: «تختلف تكاليف إصدار كتب الجيب من دار إلى أخرى، على حسب الطباعة وجودتها ومحتوى الكتاب نفسه والترجمة، الكتب في الدار لا تتجاوز ريالين ونحرص على الجودة، فكتب الجيب في ذات السلاسل أغلفتها كرتونية وأوراقها ملونة».

قد يختار الكتّاب نشر كتبهم في تنسيق الجيب لعدة أسباب، فهم عَبره يضمنون وصولًا أوسع، بسبب أسعارها المعقولة وتوفرها في أماكن مختلفة الوصول إلى قاعدة أوسع من القرّاء. إلى جانب التكلفة المنخفضة مقارنة بإصدارات الحجم الكبير، مما يجعلها خيارًا بسيط التكلفة للقراء. كما أن الكتب في تنسيق الجيب قد تشجع القرّاء على قراءة المزيد وتجربة مؤلفات جديدة بميزانية معقولة. وهذا ما يؤكده حازم الأمير، حيث أشار إلى أن الكتّاب الجدد يتجهون إليه؛ لأنه يستهوي فئة كبيرة من الجمهور وهذا منذ وقت ليس بالقريب، منذ أيام روايات عبير ونجيب محفوظ، يمكن القول: إن 30% من الناس يقرأون كتب الجيب، حسب تعبيره. قد تحمل كتب الجيب قيمة أدبية ومعرفية رغم صغر حجمها، لكن يعتقد البعض الذين يقيّمونه بناء على حجمه بأن كتاب الجيب قد يكون أقل قيمة في محتواه بسبب الاعتقاد السائد الذي يفضل الإصدارات الكبيرة أو النسخ الفاخرة ويروج لفكرة أنها تحمل قيمة أدبية أكبر. كما أن النسخ الكبيرة قد توفر صفحات أكثر للتعمق في التفاصيل والوصف، مما يعد بعض الأشخاص مؤشرًا على جودة الكتاب.

ونحن في طريقنا إلى دار الرافدين التي تبيع أيضا كتبا صغيرة صادفنا الناشر العماني حمود الشكيلي - دار نثر- وكان أول ما قاله حول الموضوع: «القارئ يغض النظر عن الكتاب الصغير»، لكن الشكيلي كان ينطلق في حديثه من مقياس كعب الكتاب وليس حجمه الكلي، فبالنسبة له -كما وضح لنا- ليس مقاس الصفحة، بل عدد الصفحات، وقال: «من تجربة أستطيع القول اليوم أن الكتب الصغيرة كعب وليس حجما مثل A5 أو أقل ليس لها كعب، واليوم تعودنا على أعمال كبيرة وضخمة، خاصة الروايات التي تمسك بالقارئ من أول إلى آخر صفحة، وتعريف الكتاب ينطلق اليوم من ٥٠ صفحة فصاعدا وهناك من يعرفه بأقل». وأضاف: «استلمنا عملا لكاتب، وكان الكتاب بلا كعب، ولكني أعربت له عن أمنيتي بألا يتعجل، اقتنع بالفكرة وآمن بها. وما أؤمن به أنا أن عدد الكلمات ليس مهمًا لكن لابد أن يكون للكتاب وزن وقيمة أدبية ومعرفية».