ثقافة

في ظل توقف العروض المسرحية لأكثر من عام ونصف.. هل يقتل كورونا الخبرات المتراكمة للمسرحيين ويعيدهم إلى الصفر؟!

01 أغسطس 2021
01 أغسطس 2021

- أشرف المشيخي: المسابقات المسرحية "عن بعد" لا تصقل المهارات بشكل كبير، إنما الصقل الحقيقي في المسرح وأمام الجمهور

- ماهر الحراصي: فرقة تواصل المسرحية، وفي أقرب فرصة، سوف تستمر بمسابقة الجوكر للموسم الثاني بمسمى (الجوكر٢)

- خالد الشنفري: نتمنى من اللجنة العليا أن تفتح لنا المسرح وتحدد نسبة لدخول الجمهور والاشتراطات.. ونحن على استعداد أن نتقيد

- الصلت السيابي: الانقطاع قصير جداً، وأرى أنه صحي لترتيب الأوراق والأفكار ولصقل مهارات أخرى ومنها السينما أوالشاشة.

- وليد المغيزوي: سيعود المسرح، وسيحكي كما حكى من قبل، فالمسرح ماضٍ وحاضر ومستقبل.

- رامي المشيخي: المسرح بحد ذاته موسم وأي عرض يُقدم في أي مكان وزمان يعتبر في الوقت الصحيح.

أشهر تفصلنا عن اكتمال عامين على عاصفة جائحة كورونا التي خيمت على العالم بأسره وعلى كافة قطاعاته وفعالياته، ولم تستثنِ العاصفةُ العالمَ الصغيرَ الذي يعيش ويُعاش على الخشبة السمراء، وأعني هنا المسرح.

وبعد هذا الانقطاع القهري عن المسرح، يتفجر سؤال من ضمن أسئلة عديدة، وهو: "هل يقتل كورونا الخبرات المتراكمة للمسرحيين ويعيدهم الى الصفر؟!"، ولست أقصد هنا الأداء التمثيلي فقط، إنما أُوَجِّه سؤْلي لكافة المشتغلين في المسرح، كتابة، وإخراجا، وديكورا، وإضاءة، وكافة مكونات صناعة عملٍ مسرحيٍ متكامل الأركان.

طرحنا التساؤلات، وتلقينا الإجابات، فماذا قال المسرحيون في هذه المباراة الاستطلاعية على ميدان «جريدة عمان»!

الممثل كلاعب الكرة

النجم المسرحي ذائع الصيت، الفنان أشرف المشيخي رئيس فرقة طاقة للفنون المسرحية، الذي انطلق إلى عالم المسرح من أرض ظفار الخصبة بالحياة والجمال حاملا لقبا مميزا، فهو المعروف فنيا بـ "شروفان" ملك الكوميديا، ومع صافرة بداية المباراة الاستطلاعية، انطلق "شروفان" بكرة أسئلة "عمان"، ليقول: "بكل تأكيد الانقطاع عن المسرح مؤثر جدًا، ويمكن قياس ذلك على لاعب الكرة، فإذا لم يشارك في مباريات فسيقل مستواه، وهنا يمكن للممثل الذكي أن يتفادى ذلك التأثير من خلال تثقيف نفسه بالقراءة عن المسرح، والآن التواصل الاجتماعي موجود، فبإمكان الممثل أن يصوِّر مقاطع كوميدية أو تراجيدية لجمهوره، المهم أنه لا ينقطع، مثل لاعب الكرة الذي يحتاج إلى لياقة وتمارين كل يوم حتى لو لم يشارك في مباريات".

وحول المهارات التي يكتسبها المسرحي من خلال كثافة الأعمال، قال شروفان: "من أهم المهارات المكتسبة الالتزام أولا، والثقة، والقدرة على الارتجال الذكي، ومعرفة الجانب الضعيف في أدائه ومحاولة تطويره، وأيضا الدخل المادي طبعا".

وفيما يتعلق بدور الفرق المسرحية قال: "نحن في فرقة طاقة للفنون المسرحية مثلا سوف نشتغل على إقامة حلقات داخلية للفرقة والتي ستتناول محاور عديدة منها الإخراج، والتمثيل، والتأليف، والإدارة، إلى جانب تثقيف الأعضاء وتزويدهم بكتب عن المسرح، وكذلك إقامة مسابقات داخلية للأعضاء مثل أحسن ممثل، وأحسن إخراج، وأحسن مؤلف، وبشكل عام يجب على كل فرقة مسرحية أن توجد الجو والمناخ الصحي بين أفرادها".

وعن رأيه في مساهمة بعض المسابقات المسرحية التي جاءت متزامنة مع كورونا وملائمة للإجراءات الاحترازية، تحدث شروفان بقوله: "لا أرى أن تلك المسابقات تساهم في صقل مهارات المسرحيين المشاركين بها بشكل كبير، نعم تساهم تقريبا بـ ٢٠ في المائة فقط، إنما الصقل الحقيقي هو في المسرح وأمام الجمهور".

وحول مشاركته في أعمال متنوعة قال: "هناك أعمال أشارك بها لصالح شركات لزيادة مستوى الدخل المادي، إضافة إلى بعض الأعمال التوعوية الهادفة والتي أقوم بها بدون مقابل مادي، فالممثل ملزوم بأن يشارك في وعي أفراد مجتمعه وبدون مقابل، ومهما كانت تلك الأعمال التصويرية إلا أنها ليست بديلا عن المسرح أبدا".

واختتم شروفان حديثه معبرا عن شوقه للمسرح قائلا: "في فمي ماء" فهذه العبارة تشرح كل شيء.

التوقف عند التوقف!

في هذه الأثناء، تصل الكرة إلى المسرحي المبدع ماهر الحراصي، الذي انطلق في عالم المسرح ممثلا ومخرجا ليحقق في بدايات مسيرته عددا من الجوائز المسرحية منها وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية جائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان آفاق المسرحي وكان مخرجا، ما يشكل يقينًا بأن المسرح في عمان بأيدٍ أمينة حاليا ومستقبليا، يشاركنا الحراصي، وهو عضو مجلس إدارة فرقة تواصل المسرحية، بقوله: "كورونا لن يعيد المسرحيين إلى الصفر، ولكن سيبقى المسرحي عند نقطة التوقف، لأن المسرح باستمرار العروض للمشتغلين تزيد الخبرة، ولكن التوقف يبقيك في نقطة التوقف، ولكن بعد العودة ستجد أن المجال قد تطور، وانت ما زلت في نقطة التوقف، لأن المجال الفني بشكل عام متسارع جدا".

وتابع: "الانقطاع بطبيعة الحال مؤثر جدا على كافة المسرحيين، ولكن على المشتغلين أو المحبين للمسرح و المجال الفني إيجاد حلول من أجل المحافظة على الأداء، مثلا الحرص على مشاهدة الجديد من الأعمال، سواء مسرحية أو درامية، فذلك يساعد في اكتساب مهارات إضافية، ونحن في فرقة تواصل وضعنا عدة برامج تساعد المنتسبين لاكتساب المهارات والمحافظة عليها، مثلا مسابقة (كن أنت الجوكر) و حلقات يوتيوب (قرمشات) من أجل إشغال الشباب وعدم انقطاع النشاط في محالة لاكتساب المهارات".

ويرى ماهر الحراصي أن من أهم المهارات المكتسبة من خلال كثافة الأعمال المسرحية تطور مستوى الأداء التمثيلي، وتطور الفكر الإخراجي، والتعامل مع اكتمال عناصر العرض المسرحي بشكل أفضل، كما يرى أن دور الفرق المسرحية تتمثل في إقامة الورش التدريبية، وإقامة اللقاءات المتواصلة، والاستمرار في إنتاج الأعمال".

وحول مسابقة "كن أنت الجوكر" قال: "كانت الفكرة أن تستمر مثل هذه المبادرات، وأيضا إنتاج أعمال أخرى مثل حلقات (قرمشات)، ولكن الوضع معلوم بالنسبة للجميع من حيث الإغلاق والحظر الجزئي و الكلي، ولكن الفكرة والعمل ما زالا موجودين، وفي أقرب فرصة تكون متاحة سوف تستمر مسابقة الجوكر للموسم الثاني بمسمى (الجوكر٢)".

السيف يصدئه الإهمال!

وبتمريرة طويلة يتلقف كرة الأسئلة المخرج المسرحي خالد الشنفري رئيس فرقة صلالة الأهلية للفنون المسرحية، وبمهاراته المسرحية قال متحدثا عن أثر الانقطاع عن المسرح: "سأمثل بالقول هنا، وأقتبس مقولة: (ما الإرادة إلا كالسيف، يصدئه الإهمال ويشحذه الضرب والنزال)، فإذا كان الممثل سيفًا فإن المخرج هو من يشحذه، فإن لم يكن هنالك نِزال فسوف يصدأ كحال السيف، والسيف له غمد يسكنه ويحميه، والفنان غمده المسرح فإن غاب مسكنه فسيذبل ويكون أرهف من الزهر، وكذلك الحال بالنسبة للكاتب المسرحي، فإن لم يجد فرسانا أو أرضا للنزال فكأنه يحارب نفسه، فيعيش بأرض خاوية يحيطها البؤس".

وسألنا خالد الشنفري، المعروف بالوسط الفني بـ "أبو سبعة" عن رأيه بكيفية حفاظ المسرحيين على مستواهم رغم الانقطاع، فقال: "لا يمكن للمسرحي أن يحافظ على مهارته إلا بالأعمال المسرحية، صحيح أنه يستطيع أن يصقل مهارته الفكرية والمعرفية والثقافية، ولكن المسرحي كالرياضي، إن لم يتمرن فستصيبه التخمة، ولولا الانقطاع القهري عن المسرح بسبب كورونا لتمنينا ألا يتوقف النشاط المسرحي، فلكثافة الأعمال المسرحية إيجابيات عديدة وآثار حميدة لا تتوقف عند الإمتاع فحسب، بل تساهم الكثافة بتنمية كافة المهارات بما تحمله الكلمة من معنى، والمسرح له ميزة تسابق كسب المهارات وهي العلاقات والتواصل ونقل الثقافة والمعرفة وتبنى من خلالها جميع مكتسبات التعلم".

وحول دور الفرق المسرحية قال: "سأتحدث على مستوى فرقة صلالة خلال العامين المنصرمين، كانت لدينا خمسة لقاءات، تضمن أحدها نقاشات عن أعمالنا السابقة وآلية التطور، ورسمنا ملامح توجهنا القادم، وتمخض عن تلك اللقاءات عدد ستة نصوص جديدة جاهزة لأي مسابقة ومشاركة، وأيضا يقوم الفريق الإعلامي بإرسال أعمال عالمية وعربية ومحلية قديمة وحديثة كل فترة للمجموعة بهدف مناقشة تلك الأعمال ونقدها، وذلك في سبيل إحياء الأنشطة وصنع مادة للتواصل والنقاش المثري".

وعن المسابقات المسرحية المواكبة لكورونا، تحدث أبو سبعة قائلا: "تلك المسابقات حققت أهم نقطة، وهي التواصل، وأيضا أضافت تجربة لنا جميعا، وأيضا كانت هنالك العديد من التجارب واللقاءات على المستوى المحلي والخليجي والعربي، وأيضا هنالك بعض الناشطين مثل مجلس إشراقات فقد أقام العديد من الحلقات واللقاءات الجيدة جدا، ولكن أعيد وأكرر ومثل ما ترى لم تستمر هذه التجارب لأنها ليست ثوب المسرحي، فالمسرحي بيته المسرح وبالتحديد لقاؤه مع الجمهور المباشر، وغير ذلك سمه ما شئت".

واختتم أبو سبعة حديثة بقوله: "نود من الجهات المختصة، وخاصة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، ومن صاحب السمو السيد ذي يزن بالأخص وهو قائد هذه الدفة، أن يكون للمسرح ما للرياضة من دعم، وأن تنظر لنا اللجنة العليا للتعامل مع كورونا نظرة السينما بحيث تفتح لنا المسرح وتحدد نسبة لدخول الجمهور مع الاشتراطات، ونحن على استعداد أن نتقيد بالاشتراطات".

نشأتنا منه وبقاؤنا له

هنا يقطع كرة الأسئلة المسرحي الصاعد والشاب الواعد الصلت السيابي، صاحب الروح المرحة والنشأة المسرحية في شتى ميادينها، وإنجازاته المسرحية تتحدث عنه، وقال عن تأثير الانقطاع عن المسرح: "لا أعتقد أن الانقطاع يؤثر على المسرحي، الخبرات المتراكمة للمسرحيين كبيرة

زمنياً ووفيرة عددياً، والانقطاع جاء بسبب هذه الجائحة، وهو انقطاع قصير جداً، وأرى أنه صحي لترتيب الأوراق والأفكار ولصقل مهارات أخرى ومنها السينما أوالشاشة، بالإضافة إلى قراءة العديد من الكتب والنصوص الأدبية والمسرحية، ولتنضيج التوجه المسرحي العماني والعالمي، هي وقفة مع النفس لإدراك المحيط الفعلي للممثل أو الفنان".

واسترسل الصلت السيابي قائلا: "ويمكن للمسرحي أو الفنان المحافظة على مستواه من خلال ممارسة بعض الأعمال المتاح تنفيذها مع القدرة على الاشتغال بها في فترة الجائحة مثل السينما والشاشة ومنصات التواصل الاجتماعي وعمل تدريبات فردية في المنازل ومناقشة كل ما هو مفيد في الوسط الأدبي عامة والوسط المسرحي خاصة".

وعن ماهية المهارات المكتسبة من خلال كثرة الأنشطة المسرحية قال: "المهارات عديدة، ومنها الإدراك التام في توصيل أية فكرة لك علاقة بها، وتفعيل كافة الأدوات التمثيلية للفرد والجماعة، إضافة إلى المعرفة الكاملة بالفنيات والتقنيات الحديثة المسرحية، والقدرة على تقييم بناء مسرحي متكامل بشكل سلس، وأخيرا التواصل الرحب مع كافة المسرحيين العالميين، وأرى أن هناك دورا حاليا يقع على عاتق الفرق المسرحية وذلك في الاستمرار الدائم في عمل حلقات عمل حول المسرح والأدب وتوسيع آفاق نشر الثقافة المحلية للعالم وتصدير الفكر العماني للعالم أجمع وتزويد الأفراد بمعلومات قيمة وإنشاء فعاليات ومسابقات دائمة".

وحول إقامة المسابقات المسرحية قال الصلت: "بكل تأكيد فإن الأمر ضروري لإحياء روح المسرح والأدب والاستمرارية الدائمة في الارتباط الوثيق بين الفرد والنشأة المسرحية".

وعن الأعمال التمثيلية التي يظهر بها الصلت السيابي على الجمهور عبر الشاشة ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحمل أحيانا روح النقد الكاريكاتيري -كما يمكن تسميته- وتحمل رسالة سامية وغيرها من الأعمال، قال: "تلك الأعمال رادف حقيقي ومنظومة متكاملة لنشر الأفكار الصحيحة والإيجابية والإصلاحية في شتى المجالات، وبلا شك هناك ترابط وثيق في كل مجالات الثقافة، المنصات تختلف وهي أداة لنشر الفكر والمعرفة، والتنويع في المنصات مرغوب، سواء المسرح أو الكتب أو المرئيات أو الجرائد.. الخ".

وقبل أن يرمي الصلتُ السيابي الكرة إلى رفيق دربه المسرحي وليد المغيزوي، تحدث عن المسرح بلسان شاعري، وكأنه يستعيد شريطا من الذكريات، كما يحدث مع الكابتن ماجد قبل أن يسدد الرمية، إذ قال: "المسرح حالة شعورية متغلغلة من الروح الى الجسد، بلا شك نتوق للمسرح كثيراً، ونود الرجوع إليه في أقرب مناسبة ثقافية، ونحن جزء لا ينفصل عنه أبداً، نشأتنا منه وبقاؤنا له".

ممارسة وتراكم خبرات

وليد المغيزوي، بلياقته المسرحية العالية، ومهاراته المتعددة في عالم المسرح، فهو الممثل الصاعد الذي نال عددا من الجوائز، وهو المخرج الواعد الذي حقق عددا من الإنجاز في مجال الإخراج، ، يواصل الهجوم على مضمار «جريدة عمان»، ويقول: "بكل تأكيد الانقطاع مؤثر، لأن المسرح بشكل عام هو عبارة عن ممارسة وتراكم خبرات من خلال التجارب والخوض في مسابقات وعروض متكررة، فمن بعد كل عرض مسرحي تكتشف الأخطاء والمشاكل التي تواجهك وتعالجها".

ويرى المغيزوي أنه من الممكن للمسرحين المحافظة على مهاراتهم رغم الانقطاع عن الأعمال، إذ قال: "يمكن ذلك من خلال الاطلاع والقراءة والتمارين البدنية ودخول حلقات عبر التواصل الاجتماعي، أما الأعمال المسرحية النشطة فتكسب المسرحي الخبرات وكيفية التعامل مع كافة العوامل ومعرفة مستوى الفرد ومستوى من حوله من المشتغلين في هذا المجال، والأعمال النشطة بيئة لتبادل تلك الخبرات".

وفيما يتعلق بدور الفرق المسرحية قال: "أعي أن الانقطاع عن المسرح أمر خارج عن إرادة الفرق، ولكن يمكن للفرق أن تقوم بعمل حلقات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك مشاهدة العروض السابقة وعروضا أخرى لفرق أخرى لديها خبرات أعلى وأيضاً فتح مواضيع للنقاش لكافة الأعضاء".

وإجابة على سؤال "هل المسابقات المسرحية من المنزل تصقل المهارات"، قال: "نوعاً ما هي لبث الروح والاستمرار بالحس المسرحي، والمسرح كما نعرف مبني على العرض المباشر أمام الجمهور والإحساس بالجمهور عن قرب، ولكن لا يساعد وبشكل طفيف العروض المرئية في المنزل، والحقيقة الفائدة الأكبر هي أن العائلة تؤمن بما تفعل، ففي هذا الحال العائلة ستقدر مجهودك وتراه عن قرب بسبب المعاناة التي نمر بها في بلادنا، أن المسرح والسينما مستواهما متدنٍ فيجب علينا أن نوصل لهم وجهة نظرنا الصحيحة".

وعن مشاركته في الأعمال التمثيلية التجارية والتوعوية، وحول ما إذا كانت تلك الأعمال تعتبر بديلا عن النشاط المسرحي، قال: "نعم، لأنها تصب في مصلحة الممثل واستمرار الوتيرة والحس الفني".

وأجابنا المغيزوي على سؤال: هل تتوق للمسرح؟، رد بقوله: "سيعود المسرح، وسيحكي كما حكى من قبل، فالمسرح ماضٍ وحاضر ومستقبل".

قلبي الصغير لا يتحمل

وقبل أن تعلن صافرة النهاية، يرفع المغيزوي كرة عرضية إلى المسرحي متعدد المجالات رامي المشيخي، فهو اللاعب المهاري على خشبة المسرح، والذي حاز البطولات في عديد من الدوريات المسرحية، يجيبنا على سؤال الانقطاع بقوله: "بكل تأكيد، البروفات والعروض من شأنها أن تطور الممثل، فإذا ما انقطعت بقي الفنان على المستوى نفسه، ورغم هذا الانقطاع على المسرحي القراءة، فهي من أفضل الحلول لتطوير المستوى في ظل البقاء في المنزل والانقطاع عن المشاركات، وأيضاً مشاهدة مسرحيات عربية مختلفة من النوع الذي اعتدنا أن نقدمه، ولا نكتفي فقط بالمسرحيات الخليجية الكوميدية".

وحول المهارات التي تكتسب من خلال كثافة الاشتغالات المسرحية قال: "من المهارات القدرة على تقمص عدة شخصيات غالباً، ومهارات الارتجال والحفظ السريع والثقافة العامة".

وقال المشيخي عن دور الفرق المسرحية في الحفاظ على مستوى أفرادها: "للأسف ليس بالمطلوب، فلا زلنا نعتمد على مواسم معينة، ولم نعطِ المسرح المساحة الحقيقية التي يستحقها، المسرح بحد ذاته موسم وأي عرض يُقدم في أي مكان وزمان يعتبر في الوقت الصحيح".

وحول المسابقات المسرحية في ظل أزمة كورونا قال: "بدون أدنى شك لتلك المسابقات أثر إيجابي، وكما أسلفت نحن من يوجد الموسم المسرحي ونحن من نوجد الفرص لبعضنا بعضا، وبدون مسميات حتى لا يكون انحياز لفرقة عن أخرى، قدمت بعض الفرق مواهب ممتازة لا تنتمي لفرق معينة وبدا أن لهم مستقبلا مشرقا في سماء المسرح".

وفيما يتعلق بالأعمال التمثيلية التي شارك بها المشيخي والبعيدة عن المسرح، سواء أكانت تجارية أم توعوية، قال: "التمثيل يبقى تمثيلا، سواء على الخشبة السمراء او خلف الشاشة الفضية (التلفزيون) أو حتى على منصات التواصل الاجتماعي، ففي كل مكان مطلوب منك ان تتقمص شخصية ما وأن تعطيها حقها لتقنع المشاهد بالدور، ولكن يبقى المسرح سيّد الفنون ويبقى إعجاب الجمهور أمام عينيك بما قدمت الشعور الأجمل على الإطلاق".

وإجابة على سؤال "صف لي كيف تتوق للمسرح؟" اكتفى رامي المشيخي بقوله: "قلبي الصغير لا يتحمل".

هكذا انتهت مباراتنا اليوم بحديث المسرحيين، جميعهم في فريق واحد مهما اختلفت الفرق المسرحية وانتشرت في ربوع السلطنة، فهم يمثلون فريق المسرح العماني، وخصمهم الأوضاع الراهنة والصعوبات الكثيرة، وفريق المسرح العماني منتصر دائما بإصرار أبطاله وبالعزيمة والإيمان.