سماوات : عيدٌ دون قصيدة

(1)

العيد حيث تسكن الأرواح، وحيث تغدو البهجة أقرب للسماء، وأبعد من التراب، هناك حيث العصافير أجمل وأكثر غناءً.

(2)

الغيمة التي تهطل الفرح مرت من هنا، سكبت رحيقها، ومضت.. لم تترك لنا مساحة للحزن.

(3)

مر العيد كلمحة بصر، لم توقفه الريح، ولم يقبض عليه الدرك.

(4)

عيدٌ بأيةِ حالٍ عدتَ يا عيدُ

بما مضى أم لأمرٍ فيك تجديدُ؟

أما الأحبةُ فالبيداءُ دونهمُ

فليتَ دونكَ بيدٌ دونها بيدُ

قالها المتنبي قبل زمن، وها هو العيد يعيد نفسه، لعل الأعياد لم تكن سوى مناسبات للتذكر، والحزن الأبيض.

(5)

تمر الأيام دون أن نشعر بها، تمضي كبرق، وتأتي كبرق، وبين البرقين يكون العمر.

(6)

الفتاة الصغيرة تمسد شعر قطتها التي غابت ثم عادت..

تتساءل القطة: من أنا لولا الغياب؟

(7)

خيول العيد بدأت بالصهيل، توارت خلف الحجب، وتناثرت في السماء، كخرزات من نور، تعود إلينا كلما أفرطنا في الخيال.

(8)

القصيدة عيدٌ للشاعر، كتابة أخرى للفرح، سحابة ممطرة بالكلمات، تتساقط على القلب، فيصير السراب ماءً، والسحاب عطرا وشذى.

(9)

من يقرأك أيها الشاعر؟..

من يرى حزنك من خلف قصيدتك؟..

من يراك كي ترى نفسك؟